|
البقعة الساخنة الأول قوي وصاحب إرادة سياسية وقرار لكنه يتحالف بقوة ظاهرة مع إسرائيل ومع ما تدعي أنه يصون أمنها ويحفظ بقاءها , وبالتالي , ينتصر لإسرائيل وعدوانها المستمر ويهمل الحقوق العربية المغتصبة في هذا الصراع . والثاني ضعيف ولا يملك من إرادته السياسية سوى النيات والخطاب السياسي المعتدل لكنه يعجز عن فرضها أو تحقيقها وخاصة تجاه إسرائيل , وبالتالي , فهو أيضا يهمل الحقوق العربية ذاتها ولو عن عجز وينتصر لإسرائيل ولو مرغما . ومثلما كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش من النوع الأول بامتياز , فقد جاءت إدارة الرئيس باراك أوباما اليوم من النوع الثاني وبالامتياز ذاته, وبالطبع , فإن حصيلة النوعين إياهما من الإدارات الأميركية بالنسبة إلى العرب وصراعهم مع إسرائيل تأتي أيضا واحدة متماثلة في نتائجها وتداعياتها , فلا يغرن المرء فارق يذكر في أن يجتهد النوع الثاني في عقد المؤتمرات واللقاءات والمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة فيما يحجم النوع الأول عنها كلها . مآل القول والتصنيف والفرز بين هذه الإدارة وتلك أن ما يجري اليوم من كرنفالات تفاوض مباشر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لا يعني أكثر من توصيفه كرنفالا دون أي مفاعيل قادمة أو متوقعة , فالمفاوض الفلسطيني يذهب إلى المفاوضات المباشرة ضعيفا فاقداً لشرعية التمثيل وليس في يده ورقة قوة أو ضغط واحدة سوى جوقة عربية محدودة تدفعه إلى الأمام ولا تساعده في تلمس الطريق , فيما المفاوض الإسرائيلي يذهب إليها مدججا بالقوة والتطرف ومتحللا من أي ضغط يحترمه أو يخشاه , وفيما الوسيط الأميركي بين طرفي التفاوض عاجز لا يملك من إرادة القرار وإمكانات فرضه سوى النيات الحسنة ... إن توفرت لديه . |
|