|
ترجمة في هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يعيدنا للسؤال الذي توقفت عنده كثيراً وسائل الإعلام المختلفة ألا وهو من وراء هجمات الحادي عشر من أيلول؟ وما هي الحقيقة المغيبة من وراء هذه الهجمات؟! وبشكل مجمل شوسيدوفسكي يشير إلى نقص متعمد في معلومات الاستخبارات ما شكل سبباً دافعاً لما حصل إضافة للتضليل الممارس والتواطؤ الخفي لبوش وكبار المسؤولين في إدارته، ويرى المؤلف أيضاً أن الحرب على الارهاب ما هي إلا كذبة روجها اليمين الأميركي عبر بث أوهام وأكاذيب إلى الرأي العام أن الخطر يهدد أميركا في كل مكان حتى في عقر دارها ولذلك يجب شن حملة شعواء واجتثاثه من جذوره للقضاء عليه قضاءً مبرماً لكن عن أي خطر تتحدث الإدارة الأميركية؟! هل هو خطر رجل واحد هو أسامة بن لادن الذي حسب زعم المسؤولين في تلك الإدارة استطاع أن يعطل ويشل عمل جهاز الاستخبارات الأميركية التي ميزانيتها السنوية تزيد عن (30 مليار دولار). إن أحداث الحادي عشر من أيلول كانت مفبركة ومحضرة بشكل متقن وبإخراج سينمائي مذهل وثقتها وسائل الإعلام التلفزيونية (التي كانت على ما يبدو على علم مسبق بما سيحدث) ليرى العالم أجمع فظاعة وهول ما فعل الارهاب برموز الحضارة الأميركية ما شكل صدمة عند الرأي العام العالمي الذي صدق للوهلة الأولى أن تلك الهجمات ورائها اسامة بن لادن بينما المتابع للتفاصيل يجد أن (C.I.A والموساد) يقفان وراء تلك الاعتداءات التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء تجاوز عددهم الـ 3 آلاف. نعم هذا الإخراج المذهل كان لخلق الحجة لبوش لشن حرب عالمية دمر بها البشر والحجر.. وكان أيضاً من تداعيات هذه الأحداث ممارسة الولايات المتحدة وأمام أنظار العالم دور الشرطي الذي له الحق أن يوقف ويعتقل ويسجن ويعذب ويقتل وفي أي مكان في العالم من يرى أنه ارهابي وفق المعيار الأميركي لقد مثل بوش دور المدافع عن المصالح الأميركية والغربية عموماً وعن قيم الحضارة الغربية أحسن تمثيل وأدى هذا الدور الدموي المتعطش للقتل ورؤية الدماء أداءً متقناً، لا لأنه الحامي والمدافع عن بلده ومصالحها بل لأنه يدافع عن مصالح صناعة الأسلحة الأميركية والإسرائيلية، لأنه خير من يجسد الدور الذي أوكله له سادته في صياغة نظام عالمي جديد... يعتمد على الفوضى الخلاقة لعولمة العالم وعولمة الدولار وعولمة الثقافة الغربية الأميركية عبر استخدام القوة العسكرية وبشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية لبسط هيمنة الامبراطورية الأميركية. الكتاب يحمل الصدمة بما فيه من التفاصيل بدءاً من صنع الاعذار لشن أي هجوم أو اعتداء تقوده الولايات المتحدة وبمساندة الناتو... وفي واحدة من التفاصيل الملفتة يعرض الكاتب كيف أن الولايات المتحدة هي من دعمت سابقاً نظام «طالبان» فكان الحجة لغزو أفغانستان عسكرياً هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية وما تبع ذلك من إجراءات مشددة ومهينة سلكتها الكثير من الدول الغربية ضد مواطني دول صنفت (وفق المعيار الغربي) بأنها دول محور الشر. وفي أماكن أخرى من الكتاب الذي جاء في (256) صفحة موزعة على 9 أبواب يعرض شو سيدوفكسي كيف أن الولايات المتحدة هي من تمارس الارهاب العالمي، وهي من يدعم الحركات الانفصالية في كثير من البلدان في العالم كالسودان والهند والصين والصومال وكذلك دورها التخريبي في البوسنة وغيرها الكثير وهذا كله يمرر وفق سيناريوهات لا تظهر فيها الولايات المتحدة في الواجهة من الأحداث، حيث يظهر للمتابع أن الظروف هي التي تدفع الأطراف نحو تلك النتائج... إذاً هي عملية تضليل وتآمر يشترك فيها الكثير من الأطراف كالاستخبارات الباكستانية والموساد والاستخبارات الغربية عبر آلية التجسس واستخدام السجون المنتشرة عبر العالم وخاصة في أوروبا لاعتقال المهددين للمصالح الأميركية. كذلك يمر الكاتب على دور النفط في المنطقة العربية وفي آسيا الوسطى وما لهذا العامل غير المعلن من أهمية وراء الحروب التي تشنها أميركا في المنطقة... وكيف أن شركات النفط العملاقة المتعددة الجنسيات تلعب دوراً استعمارياً جديداً مستخدمة ذراعاً عسكرياً لتنفيذ مخططاتها وبالتالي سيطرتها على منابع النفط والثروات في هذه المنطقة الحيوية من العالم. لقد كانت أحداث الحادي عشر من أيلول باطلاً أريد به باطل إذ تحت ذريعة محاربة القاعدة استبيح التدخل في شؤون الكثير من الدول الإفريقية كالنيجر ومالي وكينيا والصومال وكذلك في شمال إفريقيا واليمن أيضاً... وحتى «إسرائيل» أخذت الضوء الأخضر لقصف غزة وضرب لبنان بحجة محاربة الإرهاب. هذه هي الحلقة المفقودة في مسلسل الحادي عشر من أيلول إنها ايجاد المبرر القانوني والأخلاقي لضرب أي كان في أي مكان كان في أي زمان كان وبأي شكل كان. الكاتب: ميشيل شوسيد وفسكي |
|