تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل ارتقت إلى مستواها؟!!

فضائيات
الأربعاء 15-9-2010م
كما في كل عام أطل علينا كم كبير من الندوات على مختلف الفضائيات العربية...تناقش دراما الموسم الرمضاني... كل محطة اختارت أن تناقش ما عرضته قناتها..ربما لتظهر صحة خيارها الدرامي..

حيث يبدو الأمر أن المحطة حين تعرض أو تنتج مسلسلا ..إنما هي تتبناه وتريد الدفاع عن خيارها حتى ما بعد انتهاء فترة بثه...‏

كل على طريقته احتفى بدراما شاشته... ..لكن كل هذا الكم من الضيوف ..من الحضور الدرامي..هل تمكن من أن يضيف لما ترسخ في أذهاننا،هل أضاء على ما شاهدناه.. طيلة شهر كامل ..أم أنها مجرد ندوات يفترض أن تقام سنويا من باب التقليد لا أكثر...‏

إذا حاولت أن تنفلت من طريقة المشاهدة التقليدية لكل ندوة على حدة...وربطت مشاهدتك لندوات الدراما التي قدمت هذا العام بطريقة تتابع فيها كل الندوات لترى إلى أين سيصلون؟‏

لاشك أن الصورة الكلية تظهر أننا أمام حالة تشبه (الفانتازية)...ندوات جماعية لصنّاع الدراما،تبدو أنها تكرس لعمل جماعي وفق مفهوم (كل فريق على حدة) ... الأسئلة في مختلف الندوات تشبه بعضها،وبدا أن العزف الدرامي هذا العام يركز على مشكلة التسويق ورأس المال ..حتى انه لم تخل ندوة من طرح هاتين المشكلتين ..يضاف لهما انتقادات كانت توجه للصحافة ...‏

الفضائية السورية في بعض ندواتها اتجهت إلى الاحتفاء بصنّاع العمل، أكثر من اهتمامها بتفكيك العمل والاهتمام بالحالة النقدية... كما حدث في ندوة ما ملكت أيمانكم... وندوة تخت شرقي..وان كان صنّاع مسلسل (تخت شرقي) تمكنوا أكثر من إظهار الروح التي عملوا بها ...والسبب يعود إلى حضور (المخرجة رشا شربتجي ،وكاتبة العمل يم مشهدي)التي أغنى حضورها الكثير من النقاط الدرامية التي ظهرت على الشاشة...‏

على العكس من الندوة الأولى التي غاب مخرجها وكاتبتها ..فعشنا مع الندوة من خلال وجهة نظر الممثل الذي كان حاضرا من خلال (مصطفى الخاني،عبد الحكيم قطيفان، رنا أبيض..)‏

بينما ندوات القناة الأرضية التي حملت عنوان (صنّاع الألق) حاولت أن تكون أكثر تحديدا..ففي أولى ندواتها ،تحدثت عن صناعة النجم في سورية..الندوة الثانية تحدثت عن كتاب الدراما....والثالثة عن الإخراج...‏

لكن مشكلة الندوة الثانية والتي اختارت ضيوفها من الكتاب باستثناء المخرج سمير الحسين الذي كانت الفضائية قد استضافته في أولى ندواتها قبل يوم من ظهورها على الأرضية،لم يفهم ما المقصود من اختيار كتّاب .. مسلسلات(أبواب الغيم،باب الحارة،صبايا،والمخرج سمير الحسين..)ما الهدف من هذه التوليفة..وإذا لم تكن بشكل عشوائي .. وإذا كان هدف الندوة أن تقول إن سمير الحسين قدم من خلال مسلسله(وراء الشمس)رؤية مختلفة ومميزة عما قدمه الكتاب الآخرون ..فلماذا لم تتم استضافة الكاتب(محمد العاص)مثلا؟!!‏

الرصد الكلامي لدراما رمضان...اعتمادا على حالة بصرية مكثفة شاهدناها خلال الشهر نقلتنا من حالة المشاهدة إلى حالة التحليل.. سيستمر من خلال نداوت أو لقاءات فنية طيلة عام كامل لكن ترى هل هذا الاهتمام قادر على أن يصبح محرضا على حالات إبداعية يمكن أن تغني التجربة الدرامية،أم أنها ستبقى تخوض في قضايا تمسها مسا..دون أن تتمكن من تجاوز حالة التبعية!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية