تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التلوث يهدِّد بيئة السويداء والصرف الصحي متهم

تقارير
الأربعاء 15-9-2010م
رفيق الكفيري

التلوث الناجم عن مخلفات الصرف الصحي التي تجري في الأودية والمسيلات في محافظة السويداء وتصب في الأراضي الزراعية بشكل عام وبشكل عشوائي في غرب مدينة السويداء خاصة

بات يستدعي الوقوف بحذر واهتمام أمام هذه المشكلة التي تعتبر من أكبر القضايا التي باتت تشكل هاجساً مقلقاً ، وتشغل بال سكان قرى الأصلحة - الثعلة - الدارة - سكاكه لما تشكله من خطر حقيقي على سلامة البيئة والانسان معاً ممايجعلها عرضة للتلوث وانتشار الأمراض.‏

أساس المشكلة‏

تؤكد المعطيات أن سد الأصلحة 15 كم غرب مدينة السويداء تحول لمصب ومجمع للصرف الصحي عند إشادته منذ قرابة أربعة عقود نتيجة لانحدار مياه الصرف الصحي لمدينة السويداء باتجاهه وأصبح بيئة ملائمة لتواجد الحشرات الضارة والقوارض التي حملت الأوبئة والأمراض لأهالي القرية التي يقع ضمنها السد والقرى المجاورة له وإلحاق الضرر الكبير بالتربة والمحاصيل الزراعية حيث أن الوادي الذي تجري فيه المياه التي تخرج من السد تمر بالأراضي الزراعية وبين العقارات السكنية في القرى المذكورة أعلاه ، وسكان المنطقة تقدموا بطلبات عديدة خلال السنوات الماضية يطالبون فيها الجهات المعنية في المحافظة لحل هذه المشكلة بتاريخ 20/7/2005م طالبوا بفتح السد والتخلص من المياه الملوثة ورشه ومجرى الوادي بالمبيدات الحشرية للتخلص من مساوئه ، والمحافظة وقتها أحالت طلبهم إلى مديرية الري سابقاً (والموارد المائية حالياً ) برقم 13117 /ق تاريخ 20/7/2005م لمعالجة المشكلة ووضع الحلول حيث أجابت الأخيرة حينها بعدم إمكانية معالجة المشكلة بتفريغ السد بسبب استمرار وصول مياه الصرف الصحي من محور الصرف الصحي الجنوبي لمدينة السويداء وبينت أن الحل الجذري للموضوع هو الإسراع بإنجاز محطة معالجة للصرف الصحي في مدينة السويداء وبالتالي يمنع وصول المياه الملوثة للسد والوادي عندها يمكن تفريغ مياه السد وتجهيزها على دفعات وتنظيفه.‏

هذه المشكلة القديمة الجديدة وتفاقمها يوماً بعد يوم دفع بذوي النفوس الضعيفة من المزارعين إلى استغلالها لإرواء أراضيهم الزراعية من هذه المياه العادمة غير آبهين بخطورة مايفعلون على الصحة العامة وأضرارهم بأراضي الغير من المزارعين المجاورين لهم وهذا ماأكده كتاب مديرية شؤون البيئة في المحافظة رقم 346/ص تاريخ 14/4/2010م الموجه إلى المحافظة بينت فيه أنه خلال قيامها بالكشف الحسي على المنطقة المذكورة تبين وجود قناة عميقة تقع في العقارات المستثمرة من قبل المزارعين تستخدم لري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي ماأدى إلى إلحاق الضرر ببعض الأراضي الزراعية والمزروعات كما تبين وجود بعض الأنابيب الزراعية التي يمكن أن تستخدم في عملية الري.‏

هذا الواقع الذي تعيشه المنطقة المذكورة تدركه الجهات المسؤولة على اختلاف درجاتها في المحافظة ومع ذلك فإن الخطوات والإجراءات العملية التي اتخذتها الجهات ذات الصلة من وضع سواتر ترابية وتشكيل دوريات على الأراضي المستهدفة وحجز ومصادرة المضخات وقمع المخالفات عن طريق الضابطة العدلية وتعميق مجرى الوادي وغيرها لاتتناسب مع أهمية وخطورة هذه القضية والدليل على ذلك عدم الوصول إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع في مجال محطات المعالجة المنتظرة.‏

مديرية الموارد المائية توضح‏

مدير الموارد المائية في السويداء الجيولوجي يحيى نوفل أوضح أنه في عام 1968 تم تنفيذ سد الأصلحة بحجم تخزيني قدره 37 ألف م3 ومنذ ذلك التاريخ تحول السد إلى مستنقع لمياه الصرف الصحي الناتجة عن مدينة السويداء وبؤرة للتلوث البيئي حيث يرد السد مايتجاوز 10000م3 يومياً من هذه المياه الآسنة لتخرج من مفيض السد وتكمل طريقها عبر الوادي المار بالقرى المذكورة ملحقة التلوث في جميع هذه المواقع ويقوم عناصر الضابطة المائية في المديرية بالجولات الدورية والدائمة على موقع السد ومسار الوادي المغذي للسد والخارج منه وقمع المخالفات وتنظيم الضبوط اللازمة ومصادرة المضخات المستخدمة في استجرار مياه الصرف الصحي خلال العامة الحالي، وتم تشكيل لجنة من قبل السيد محافظ السويداء بتاريخ 14/7/2009م مهمتها قمع ري المزروعات بمياه الصرف الصحي وبالنسبة لتحويل مجرى الوادي لايوجد إمكانية فنية لذلك من حيث الواقع الطبوغرافي وطبيعة الأراضي الصخرية للمجرى ولايفيد نقل مياه الصرف الصحي من موقع لآخر حيث تتحول المشكلة من موقع لموقع آخر ولايمكن إنشاء سدات تجميعية‏

أخرى لهذه المياه كونها تؤدي إلى تشكيل بؤر تلوث متعددة في المنطقة وتزيد مشكلة الصرف الصحي ومنعكساتها السلبية وأن الحل الأمثل والدائم لمشكلة الصرف الصحي هو الإسراع في إنجاز محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي لمدينة السويداء على أن تكون المياه الناتجة عنها صالحة لري الأراضي الزراعية .‏

المحافظة ماذا فعلت ؟‏

المهندسة نبال الظواهرة عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة أكدت أن هناك جهوداً حثيثة تبذل في المحافظة ووزارة الإسكان والتعمير للتخلص من مشكلة الصرف الصحي التي لايختلف اثنان على حجم مخاطرها على البيئة والإنسان معاً وفي هذا الاتجاه تم الإعلان من قبل وزارة الإسكان والتعمير لتنفيذ محطة معالجة للصرف الصحي في مدينة السويداء لتخديم 3 تجمعات سكنية لكل من مدينة السويداء وقريتي الرحى ومصاد وتقوم الوزارة بدراسة العروض الفنية المقدمة بغية التعاقد على تنفيذها بخبرات محلية ويتم التعاقد حالياً على تنفيذ محطة أخرى في شهبا وتمت المباشرة بأعمال محطتي رساس والقريا من قبل الشركة العامة للبناء والشركة العامة للمشاريع المائية وتتواصل المحافظة مع الوزارة لتنفيذ محطة المعالجة في كل من قرى الشقوق وعنز إضافة إلي الضرر البيئي الذي سببته محطة المعالجة المخصصة للمشفى والتي تم تحويل الصرف الصحي في المدينة إليها حيث أن عمرها التصميمي قد انتهى في العام الماضي وتوجه الوزارة للإعلان عن تنفيذ المحطات في المواقع المخدمة التي يزيد عدد سكانها عن 25 ألف نسمة ، بينما تقوم المحافظة ومن موازنتها المستقلة بتنفيذ محطات معالجة في التجمعات السكانية المخدمة والتي يبلغ عدد سكانها 2500 نسمة من اعتماداتها المحلية حيث يتم التعاقد على ثلاث محطات للقرى التالية: حبران- سالة - نمرة.‏

ويجري العمل حالياً مع الوزارة على إنهاء خطوط الصرف الصحي الرئيسية للقرى التي تصب على محطات مباشر بتنفيذها أو قيد التعاقد وذلك تنفيذاً لبلاغ رئاسة مجلس الوزراء لتفادي الضرر البيئي الناتج عن منتج خطوط صرف جديدة تصب على الوديان والمسيلات المائية التي تغذي السدود.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية