تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إقرار «محطة معالجة صرف صحي» في مدخل الرمال الذهبية... إدارة المجمع وأعضاؤه وزواره يستهجنون،ومقترح لموقع بديل شرق الأوتستراد

تقارير
الأربعاء 15-9-2010م
هيثم يحيى محمد

تؤكد المعطيات المتوافرة لدينا أن الجهات المعنية بقطاع الصرف الصحي اتخذت في الفترة الأخيرة قراراً يقضي بالإبقاء على مدخل مجمع الرمال الذهبية السياحي ليكون موقعاً لمحطة معالجة الصرف الصحي لمحوري طرطوس و بانياس

وذلك بخلاف ما وعدت به هذه الجهات عبر الكتاب الذي وصل (الثورة) من محافظ طرطوس ونشر بتاريخ 27/5/2008 رداً على زاوية نشرتها بتاريخ 22/5/2008 تحت عنوان (عقوبة ومحاصرة) حيث أكد المحافظ في كتابه أن جميع الجهات المعنية بهذا الموضوع ستقوم بالمعالجة ودراسة موقع بديل يحقق كل الشروط المطلوبة بغية تجنب أي ضرر محتمل للمجمع أو أي تجمع سكني مجاور وبالسرعة الممكنة.‏

غابة صنوبرية‏

وللعلم فإن الموقع الذي تقرر إقامة محطة المعالجة فيه (أي مدخل مجمع الرمال) كان في عام 2002 عبارة عن مكب للأنقاض والقمامة ومستودع لتجميع الآليات المنسقة والإطارات وقطع الحديد المهترئة العائدة لشركة الطرق والجسور وبناء على توجيه السيد محافظ طرطوس يومها تم ترحيل الأنقاض والآليات من قبل شركة الطرق كما قامت إدارة مجمع الرمال الذهبية بتشجير الأرض على نفقتها بنحو ستة آلاف غرسة صنوبرية مميزة وحولت المكان إلى غابة رائعة بات عمر الشجر فيها 8 سنوات وأصبحت من أجمل الغابات الاصطناعية نظراً للاهتمام الكبير بها وكل من يمر في المنطقة أو يدخل إلى مجمع الرمال يتحدث عن أهمية هذه الغابة وتنسيقها وجمالها وضرورتها.‏

لماذا؟‏

السؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ما تقدم وغيره لماذا الإصرار على معاقبة ومحاصرة مجمع سياحي مميز على الشاطئ السوري سبق ونال (8) جوائز عالمية خلال السنوات العشر الماضية ولماذا الإصرار على القضاء على غابة صنوبرية اصطناعية تضم ستة آلاف شجرة في الوقت الذي تسعى وتعمل فيه الدولة على زيادة الرقعة الخضراء لأسباب صحية وبيئية وجمالية وسياحية واقتصادية ترى ألم يكن بالإمكان اختيار مكان آخر لمحطة تستقبل كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي القادمة من جهتي بانياس وطرطوس... يكون أقل ضرراً للصحة العامة والبيئة والسياحة؟ نعتقد أنه كان بالإمكان ذلك... وأن هذه الإمكانية مازالت متوفرة ولاسيما أن الجهات المسؤولة وجهت بتأمين موقع بديل في منتصف عام 2008 وتحديداً بعد إثارة القضية في صحيفة الثورة كما ذكرنا!!‏

كما أن اللجنة التي شكلها وزير الإسكان والتعمير بالقرار 3537 تاريخ 13/7/2008 برئاسة المهندس ماهر الخطيب من مديرية الصرف الصحي بالوزارة وعضوية ممثلين عن الوزارة والسياحة ومؤسسة مياه طرطوس وشركة الدراسات بحمص ومديرية الخدمات الفنية وشركة الصرف الصحي ومديرية البيئة اقترحت دراسة (3) مواقع بديلة عن الموقع الكائن في مدخل الرمال الذهبية....لكن شركة الدراسات الفنية بحمص كان لها رأي مختلف مع الشركة الصينية وهو الإبقاء على المحطة في مدخل الرمال الذهبية السياحي!! بحجة أنه المكان الأفضل فنياً واقتصادياً مقارنة بالمواقع الثلاثة الأخرى متجاهلة الأضرار الأخرى (الصحية، البيئية، السياحية، الحراجية)!!‏

غير مناسب‏

مدير البيئة المهندس حسن مرجان قال: عندما تم وضع دراسة للمشروع (الخطوط + المحطة) وتم تحديد الموقع لم يؤخذ رأينا من قبل أي جهة وعندما علمنا قلنا إن الموقع غير مناسب وتحدثنا عن ذلك في وسائل الإعلام... لكن اعتقد انه وبعد أن تم تنفيذ الخطوط من الشمال والجنوب ووصل إلى الموقع المقرر في مدخل الرمال الذهبية بات من الصعوبة تغيير الموقع إلى مكان آخر لأسباب اقتصادية واجتماعية.‏

نتابع مع وزارة السياحة‏

مديرة السياحة المهندسة رجاء زيدان لم تعط رأياً صريحاً واكتفت بذكر الآلية التي اتبعت لتحديد موقع محطة المعالجة في مدخل الرمال الذهبية وأكدت أن الموضوع مازال قيد المتابعة مع وزارة السياحة للوصول إلى التصور النهائي أو الرأي النهائي تجاه إقامة المحطة في هذا الموقع.‏

وزارة الإسكان والتعمير تقول: إن التحذير من إقامة محطة المعالجة في مدخل الرمال الذهبية بسبب وجود مخاطر تّهدد هذا التجمع ليس في مكانه وبعيداً عن الواقع إذ إن هناك تطوراً كبيراً حصل في تقنيات المحطات وأقيم الكثير منها ضمن التجمعات السكنية وقرب المرافق السياحة.‏

مقترح جديد‏

رئيس اللجنة الإدارية مدير عام مجمع الرمال الذهبية السياحي السيد أحمد جديد قال: إقامة محطة المعالجة مع أحواض الترسيب العائدة لها في مدخل المجمع وتحديداً مكان الغابة الصنوبرية التي تضم أكثر من ستة آلاف شجرة في غاية الخطورة على المجمع ومستقبله وعلى السياحة والبيئة... ونحن كلجنة إدارية وأعضاء في هذا المجمع الذي يضم /1200/ دارة سياحية وفندق جديد... وزوار وسياح نستغرب أشد الاستغراب اختيار مدخل المجمع لإقامة محطة معالجة فيه لمياه الصرف الصحي القادمة من محوري طرطوس وبانياس.. مع ملحقاتها... ونستغرب أكثر الإصرار من الجهة الدارسة على عدم تغيير الموقع إلى مكان آخر وفق ما وجهت به الجهات المسؤولة ونعتقد أنها لم تعطٍ الموضوع الاهتمام الكافي سواء بالنسبة للمواقع البديلة التي اقترحتها اللجنة التي شكلّها السيد وزير الإسكان والتعمير بالقرار 3537 تاريخ 13/7/2008... أو لمواقع أخرى وهنا أقول: ما دامت أن حجّة الجهة الدارسة (شركة الدراسات والاستشارات الفنية في حمص) في الإبقاء على الموقع هي (فنية واقتصادية) فنية كون الخطوط منفذة وتنتهي كون تغيير الموقع سيكلف مبالغ مالية على الدولة.... نتساءل لماذا لم تتم دراسة الأرض الكائنة شرق الاوتستراد مباشرة وتحديداً في الجهة المقابلة للموقع المحدد... علماً أ ن تلك الأرض أملاك دولة وغير مستثمرة وتحقق كافة الشروط من حيث المساحة وغيرها وإقامة المحطة فيها أقل ضرراً للمجمع والسياحة والبيئة ونحن كمجمع على استعداد لتغطية تكاليف تمديد الخط تحت الأوتستراد أي من الموقع المحدد حالياً (في مدخل المجمع) إلى الموقع المقترح الذي لا يبعد عنه أكثر من /100/م..‏

وختم بالقول: نأمل من الجهات المسؤولة التوجيه بدراسة هذا الموقع المقترح بالسرعة الممكنة وإقراره بغية تجنب المخاطر والأضرار عن المجمع وبهدف الحفاظ على الغابة الصنوبرية الموجودة.‏

أخيراً‏

ونحن بدورنا نضع هذه القضية من جديد أمام الجهات المعنية ذات العلاقة.. ونأمل أن يتم تكليف شركة الدراسات والاستشارات الفنية بدراسة مقترح المجمع الذي تقدم به رئيس اللجنة الإدارية المدير العام فلربما يتم نقل المحطة من الموقع المحدد حالياً في مدخل المجمع مكان الغابة الصنوبرية إلى الجهة المقابلة (شرق أوتستراد طرطوس اللاذقية).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية