تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ومن ثمارهم تعرفونهم..!!

رؤيـة
الثلاثاء22-12-2015
فاتن دعبول

«ان نكره الحرب، وكل مافي الأمر هو اننا نكره العيش في الذل أكثر من كرهنا للموت في الحرب» مقولة استعرتها من الأديبة السورية غادة السمان، وليست الوحيدة التي صورت في أدبها تبعات الحروب على الشعوب وما تخلفه من مآس، فلاتزال رواية تولستوي «الحرب والسلم» ماثلة في الذاكرة بما تطرحه عن بشاعة الحروب التي تقتات على أرواح الناس وتدمر بيوتهم وتهجرهم وتحرمهم العيش.

هذا إلى جانب الكثير من الضحايا منهم من قضى نحبه ومنهم مازال على قيد الحياة وهم أحياء أموات لأن الحرب اقتطعت منهم بعض وقودها ليصبحوا في عداد الضحايا.‏

فهل مازالت شريعة الغاب هي التي تسود ونحن في عصر حفل بكل هذاالتطور والتقدم، عصر العلم والمعرفة والفضاء والتكنولوجيا والأقمار التي لم تتسع لها الأرض فأوجدت لها مكانا في سماء الكون؟!‏

لماذا لايمكن للسلام أن يحل محل الحرب والتفاهم، أن يحل محل الثأر والقتل والذبح، فقد ملت الشعوب الحروب وضاقت ذرعاً بحالة التوتر والقلق التي أفقدته الهدوء والسكينة وأقعدته عن مواصلة تحقيق دوره في المجتمع، والمشكلة فيمن لايدعك تعيش فوق أرضك بسلام، فهل بوسعك أن تستغرق في رسم لوحة فنية رقيقة -مثلا- بينما تعيش هاجس لحظة قد تأتيك على حين غرة من يد غادرة مأجورة لاتعرف معنى لحب الأوطان والذود عنها.‏

ونحن على أبواب أعياد الميلاد ورأس السنة الهجرية والميلادية أود أن أقف فوق أعلى قمة لاصرخ بأعلى الصوت:أيها العالم..نحن شعب سلام ومحبة وقد نهل العالم جميعه من حضاراتنا علماً ومعرفةً وفنوناً وابداعاً وحضارةً عظيمةً ينحني لها التاريخ، ومن ثمارهم التي أينعت في دياركم تعرفونهم فثقافتنا ثقافة سلام والدين جميعه يدعو إلى السلام.‏

أجل نكره الحرب، لكننا نكره الظلم والعدوان ولانرضى بالضيم وعند الواجب نستطيع أن نسطر درساً عظيماً في تاريخ الصمود والاستبسال للحفاظ على تراب الوطن وهويته مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية