|
نافذة على حدث على دروب المقاومة ونهجها، قصة مجدٍ عاشها القنطار مناضلاً مبدئياً شجاعاً يحمل في عقله وقلبه ووجدانه قضية فلسطين، قاتل وضحى وأُسر من أجلها، فأصبح رمزاً خالداً من رموز مقاومة الاحتلال، وقد رسم باستشهاده على تراب الشام ملامح فجر مقاومة جديد لن يعرف المغيب حتى تعود فلسطين إلى أهلها ويعود البرتقال والزيتون، ويتحرر الجولان وتتطهر فيه كل حبة تراب من رجس الاحتلال. نالت من جسده الطاهر صواريخ الغدر والجبن والحقد والإرهاب الإسرائيلية ـ والغدر والجبن والحقد والاغتيال والإرهاب مذهب الصهاينة وأخلاقهم ـ لكن روحه الوثّابة الحرة ستظل تبعث في أجيال الأمة القادمة روح الانتصار والمقاومة والتحدي، وهو القائل: لئن اغتالوني فإن المقاومة مستمرة ولن يستطيعوا اغتيالها..!! ابن الأرز الذي أحب الشام وقضى على ترابها شهيداً لم يكن رجلاً عابراً في تاريخ أمته، فقد محا هذا الشاب الشجاع بعنفوانه وإرادته حدود «سايكس بيكو» المصطنعة، وسخر من بلفور ووعده المشؤوم واستطاع أن يقهر سجانه بالحرية التي نالها بعد ثلاثين عاماً من الأسر في صفقة عزّ أنجزتها المقاومة اللبنانية في صيف العام 2008 عقب انتصار تاريخي على الكيان الصهيوني في حرب كان تحرير الأسرى عنوانها الأبرز. أخطأت إسرائيل كثيراً باغتيال القنطار وتخطئ أكثر حين تظن أن الاغتيالات الجبانة لقادة ورموز المقاومة يمكن أن تقتل روح المقاومة والنضال في وجدان الأمة أو تجلب لكيانها الغاصب الأمن والاستقرار، فهذه السياسة لم تحقق لها سوى الخيبة والخذلان، بينما راية المقاومة تنتقل من يد إلى يد ومن جيل إلى جيل. القنطار باستشهاده نال ما أحب وما سعى إليه بكل شجاعة وإقدام، أما إسرائيل القلقة على مصيرها والمرتبكة بحماقاتها فعليها أن تنتظر ما تكره، فدماء الشهداء لا تجف وهي «تظلّ عن الثأر تستفهم»..! |
|