|
ملحق ثقافي
تألقت ماريا مع فرقتنا السيمفونية الوطنية ، حتى أصبحت عازفة الكمان الأول فيها، فشدت الانتباه إليها . لدرجة أنه تم اختيارها عازفة في الفرقة السيمفونية القطرية العام الماضي ، ولازالت مستمرة معها بتألق ونجاح . عن المسيرة الموسيقية لماريا ، والتي توجت باختيارها في السيمفونية القطرية كان لنا معها هذا الحوار: •لنبدأ من حكاية اختيارك عازفة في الفرقة السيمفونية في قطر .. كيف تم ذلك ؟ •• في قطر .. قررت مؤسسة قطر للتنمية التي تشرف عليها الشيخة موزة تشكيل فرقة سيمفونية على مستوى عال من الحرفية . فأعلنوا عن مسابقة عالمية لاختيار عازفين للفرقة لجميع الآلات الموسيقية . وكانت اللجنة التي تختار العازفين من أوركسترا ميونخ الهارمونية . وجرى الاختبار في القاهرة . فقررت تجربة حظي وتقدمت ، وبلغ عدد المتقدمين بالآلاف من مختلف الدول الأوربية، تم اختيار مئة منهم . وبعد شهر أرسلوا يخبروني أنه تم اختياري في الفرقة . وبدأنا التدريب في ايلول الماضي . • هل بدأت الفرقة باحياء الحفلات ؟ •• منذ زمن والفرقة تقيم حفلة اسبوعياً ، كما أقامت العديد من الحفلات في أمريكا وفرنسا وايطاليا . • ماالفوائد التي تحققت لك من المشاركة ضمن الفرقة ؟ •• الفرقة مستواها عال جداً . ووجود العازف مع أمثال هؤلاء العازفين العالميين يرفع مستواه . وأيضاً الفرقة تقدم في كل حفلة اسبوعياً برنامجاً جديداً يختلف عن البرامج السابقة ، ويقود الفرقة في كل مرة قائد أوركسترا مختلف . وجميعهم من خيرة قادة الأوركسترا في العالم . وبالتالي العازف يستفيد من اسلوب كل قائد . ومنذ ايلول الماضي قدمنا حفلات وأعمال موسيقية أكثر مما قدمته الفرقة السيمفونية السورية في سنوات . ومرور العازف على أعمال موسيقية كثيرة وقادة أوركسترا عديدين الطريقة الوحيدة لرفع سويته في العزف . أيضاً جنيت فوائد إدارية من عملي في الفرقة . فللفرقة مجلس مسؤول عنها . أنا عضو فيه . وكنت في فترة مسؤولة عن المجلس . نتناقش بكل الأمور التي تهم الفرقة . وهذا الأمر أعطاني خبرة في إدارة الأوركسترا . ومع الأوركسترا خضت تجربة جديدة . فقد قامت الأوركسترا بتقديم عملين للأطفال هما ( بترا والذئب) للموسيقي الروسي لبرو كوفييف و( دليل الطفل إلى الأوركسترا) للموسيقي الانكليزي بنيامين برتن . والعمل الأول باللغة الروسية وتوجد منه نسخة بالانكليزية والثاني بالانكليزية . ويوجد راوٍ يشرح مايحصل على المسرح للأطفال باللغة العربية . فاقترحت تقديم العملين باللغة العربية بشكل كامل . وقمت بترجمة العملين من الانكليزية إلى اللغة العربية .وقدمناهما . وكانت تجربة ناجحة ، أغنت خبرتي الموسيقية . • إلى متى سوف تستمرين في قطر ؟ •• أنا مرتبطة مع الفرقة بعقد لمدة سنتين . في نهايتها سوف أقرر البقاء أم لا . وإن كان الجو المريح يوحي لي بالاستمرار . • هل ثمة مقارنة بين التجربة القطرية والتجربة السورية في مجال الفرقة السيمفونية؟ •• ليس هناك أي مجال للمقارنة . فالتجربتان متعاكستان .ليس هناك أي تاريخ للموسيقا السيمفونية في قطر . والهدف من انشاء الفرقة افتتاح أكاديمية موسيقية ينتسب إليها الشباب القطري ، بل وحتى الشباب من دول العالم . ويمكن أن يصبح هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم عازفين في الفرقة مستقبلاً . عندنا الأمر مختلف . قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال . حيث مضى حتى الآن نحو نصف قرن على تأسيس المعهد العربي للموسيقا ، ثم جاء المعهد العالي للموسيقا، وجاءت الفرقة السيمفونية الوطنية تتويجاً لكل ذلك . يجب عدم الوقوف عند ماوصلنا إليه، والعمل على تطوير المعهد العالي للموسيقا بمناهجه وأساليب التدريس فيه . • ومشاركتك في فرقتنا السيمفونية ، لاسيما وأنك عازفة الكمان الأولى فيها ؟ •• أنا لم أنقطع عن الفرقة، فحين يكون هناك ضرورة لوجودي معها أحضر إلى دمشق . وفي زيارتي هذه شاركت بحفلة لها في دار الأوبرا منذ أيام . • ماريا.. انت نشأت في منزل فن تشكيلي وموسيقا . فوالدك الفنان التشكيلي عبد القادر أرناؤوط ، ووالدتك عازفة الكمان محاسن مطر ، لماذا تأثرت بوالدتك ولم تتأثري بوالدك ؟ •• (ضحكت) أعتقد لو أن الوالد وجد شيئاً من الموهبة في الرسم عندي ، لكان دفعني باتجاه الرسم . أحياناً الموهبة يمكن أن تكون موروثة . ،أنا كانت وراثتي من أمي في الموسيقا . لكن طبعاً كوني تربيت في بيت غني بالفن التشكيلي . هذا أضاف إلى ذائقتي الفنية وجعل المدخر الذي عندي غنياً جداً . • بدأت دراستك الموسيقية في المعهد العربي للموسيقا . وبرزت عازفة موهوبة في الحفلات الكثيرة لفرق المعهد وحضرت أنا شخصياً العديد منها . لكن المفاجاة أنك بعد نيلك الشهادة الثانوية اتجهت إلى دراسة الصيدلة بدل الموسيقا ... •• حصلت على الثانوية في سن السابعة عشرة من عمري . وبالتالي لم أكن قد ربطت مستقبلي بالموسيقا . رغم أنني أحب الكمان. كانت علاماتي في الثانوية عالية . درسنا الأمر في المنزل ، وقررنا أن الصيدلة خيار جيد لي ، رغم أن علاماتي تؤهلني لأدخل كلية الطب . • والدتك أيضاً رغم موهبتها الموسيقية وهي طفلة ، دخلت كلية العلوم ودرست الرياضيات . ثم تفرغت للموسيقا . •• صحيح .. الموسيقا عندها كانت أقوى من الرياضيات . • لكن بعد تخرجك من كلية الصيدلة اتجهت إلى دراسة الموسيقا والتفرغ لها بشكل نهائي ، وتابعت دراستك العليا للموسيقا... •• حصلت على منحة من الاكاديمية الملكية في لندن . وحصلت على شهادة دراسة عليا منها ، ثم حصلت على ماجستير من الولايات المتحدة. والدراستان مفيدتان جداً لي . • أنت الآن العازفة الأولى في الفرقة السيمفونية الوطنية ، مامعنى العازف الأول؟ ..مامهمته؟ •• العازف الأول هو صلة الوصل بين قائد الأوركسترا والعازفين فيها . ولأن المايسترو مسؤول عن عدد كبير من العازفين ، فهو لايستطيع متابعة دقائق الأمور . وهنا يأتي دور العازف الأول . وعلى سبيل المثال ، إذا حدث أن قائد الأوركسترا لم ينتبه إلى فئة من العازفين في لحظة ما ، فالعازفون يستطيعون الاعتماد على العازف الأول . والعازف الأول يجب أن يكون على سوية عالية من الحرفية والتقنيات. وهو الذي يشرف قبل بدء الحفلة علىضبط ( دوزان) الآلات الموسيقية على نفس الدرجة الموسيقية. • بعد المرحلة التي قطعتها في العزف على الكمان ، ألا تفكرين في دخول مجال التأليف الموسيقي ؟ •• في الواقع.. العزف لايقل شأناً عن أي مجال موسيقي آخر. وهناك عازفون عالميون اكتفوا بالعزف فقط . •لديك مشروع موسيقي للأطفال بدأت به الصيف الماضي .هل توقف بسبب سفرك إلى قطر ؟ •• لا.. المشروع مستمر ويقام كل صيف . وهو عبارة عن دورات تدريبية للأطفال ، ترعاه الأمانة السورية للتنمية . هناك في المحافظات السورية أطفال موهوبون في الموسيقا ، لاتتوفرلهم الدراسة الموسيقية . في العطلة الصيفية نقيم لهم دورات مدتها ثلاثة أسابيع ، تنتهي بحفل يعزف فيه الأطفال . ويشرف على الد ورات أساتذة محليون وأجانب . •ماجديدك على الصعيد الموسيقي ؟ •• سأسافر إلى قطر بعد أيام ، وأعود في مطلع تموز القادم . للمشاركة مع زميلي عازف الكمان مياس اليماني في أمسية موسيقية مشتركة في قاعة ( الآرت هاوس). وسنقدم في الحفلة أعمالاً موسيقية كتبها مياس خصيصاً لنا نحن الاثنين. |
|