|
رؤيـــــــة في وجهي، أما مكان الولادة فهو دمشق لكنني أنتمي إلى الوطن الأكبر سورية، في تلك الأيام كنا صغار السن كبار النفوس لم نكن لنبحث عن الخانة أو القيد أو المذهب.. لم نكن نعرف من هو المسيحي فينا ومن المسلم.. لم نتعرف إلى صلاح الدين الأيوبي إلا كبطل لمعركة حطين ومحرر للقدس وداحر لجيوش الغزو الفرنجي، ولم نتذكر من سيرة فارس الخوري سوى أنه كان وزيراً ومناضلاً من الوطنيين الأحرار الذين ساهموا في تحرير سورية من المستعمر الفرنسي، لم يكن في سيرته ما يصلح لإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.. في تلك الأيام كنا نزور الجامع الأموي في رحلة تعريفية أنه من هذه العتبة من هذا المسجد العظيم كانت جحافل الفتح العربي تنطلق، أيام كان سليمان العيسى شاعرنا المفضل ومنه تعلمنا أناشيدنا الأولى و أن الشام تجسد في كل هتاف وزغرودة وخلجة يخفق بها قلبها الكبير.. كانت للعرب جميعاً من المحيط إلى الخليج، وكانت أبداً تستوعب الجميع وتتمثل الجميع. أيام كنا نردد شعار «أمة عربية واحدة»، وندرس في مادة التربية الإسلامية «إنما المؤمنون إخوة» لم نكن نتوقع بأنه سيأتي زمن التكفيريين الجدد ليعيدنا إلى القرن الرابع عشر لأن المصالح السياسية تستدعي أن تستمر حركة التكفير لتتحول إلى حرب شاملة على جميع المستويات بما فيها الإعلام والفتاوى والاقتتال. فهلا استفقتم أيها الإخوة السوريون وأدركتم أن قادة التكفير هم مجرد عملاء خونة يتاجرون بكم في سوق اليورو والدولار والدرهم والريال لتتحولوا إلى مجرد عبيد في سوق نخاسة يساومون عليكم وفي المحصلة من باع وطنه لن يشتريه أحد. |
|