تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إســنـاد المهــام الـوظـيـفـيـــة واقـــع تعـيـــش المــرأة اضـطـرابـاتــه.. بنســـب متفاوتـــة حســـب القطاعـــــات والحــالــــة الاجتمـاعـيـــــة

مجتمع
الأحد 26-8-2012
غصون سليمان

غالباً مايطرح سؤال اعتدنا على سماعه وتداوله بين الفينة والأخرى والمتعلق فيماإذا كانت المرأة العاملة تشعر أن رؤساءها في العمل يميزون الرجل عنها في إسناد المهام الوظيفية؟!

للوهلة الأولى قد يسارع البعض للإيجاب بنعم أن هناك تمييزاً ولكن في حقيقة الواقع ونتائج الدراسات واستطلاع الرأي تشير المعطيات العلمية المبنية على أسس بحثية ميدانية أن المسارب وطبيعة القطاعات المهنية هي التي قد تفرض نوعاً من السلطة الذكورية على حساب الأنثوية والعكس صحيح.‏‏

الدراسة الميدانية التي رصدت الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لواقع المرأة العاملة السورية بالتعاون مابين الاتحاد العام النسائي واتحاد نقابات العمال والفلاحين والحرفيين بينت أن نسبة 47٪ من النساء العاملات في سورية لايتعرضن للتمييز ضدهن في إسناد المهام الوظيفية وتشير البيانات إلى أن المرأة العاملة في قطاع الزراعة تتعرض للتمييز في إسناد المهام الوظيفي أكثر من زميلاتها في النشاطات الاقتصادية بشكل عام ، وقد سجلت قطاعات زراعة الأشجار المثمرة والمحاصيل الصيفية والشتوية وبنسبة 70٪ و64٪ ،65٪ على التوالي فيما العاملات في القطاع التعليمي أقل عرضاً للتمييز بكثير ونسبة 41٪ فقط بينما في قطاع الصناعة فإن العاملات في قطاع صناعة الألبسة والغزل والنسيج تعرضن بنسبة 63٪ للتمييز في إسناد المهام الوظيفية.‏‏

أما الأرامل من النساء العاملات وحسب النشاط الاقتصادي فهن أقل عرضة للتمييز في إسناد المهام الوظيفية حيث أشارت 57٪ منهن إلى عدم تعرضهن لهذا النوع من التمييز فيما اعتبرت 58٪ من النساء العاملات المطلقات أنهن يشعرن بالتمييز ضدهن في إسناد المهام الوظيفية بشكل مطلق 26٪ وأحياناً 32٪.‏‏

في حالة الزواج‏‏

وعلى صعيد التمييز الوظيفي وفق الحالة الزواجية فإن العاملات في النشاطات الانتاجية هن الأكثر عرضة للتمييز في إسناد المهام الوظيفية وهو مايمكن تبريره باعتبار أن هذه النشاطات أكثر إجهاداً تنأى عن تحمله النساء ، أما النساء العاملات في النشاطات المالية فقد أتين في المرتبة الثانية حيث 60٪ منهن تقريباً يشعرن بالتمييز الوظيفي ومرد ذلك حسب تحليل المعطيات يعود إلى الطبيعة التنافسية ولكثافة حضور الذكور في هذه النشاطات ويضاف إلى ذلك أن الأعمال المالية غالباً ماتتطلب من العاملين الاستمرار بالعمل لفترات طويلة بعد أوقات الدوام الرسمية وحتى في المنزل للوفاء بمتطلبات الوظيفة.‏‏

وعلى مستوى طبيعة العمل في المنشأة فإن الشعور العام يتناسب بالاستمتاع الوظيفي طرداً مع الشعور بالتمييز الوظيفي في مكان العمل.‏‏

وتشير بيانات الجداول المفرزة عن الاستمارات التحليلية أن 60٪ من النساء العاملات اللواتي يشعرن بالاستمتاع إلى حد كبير لايشعرن بالتمييز الوظيفي ضدهن فيما 71٪ من النساء العاملات اللواتي لايشعرن مطلقا بأي درجة من درجات الاستمتاع بالعمل يشعرن أيضاً بالتمييز الوظيفي ضدهن.‏‏

الاندماج في مكان العمل‏‏

وفيما إذا كانت المرأة العاملة تشعر بالاندماج بالرجال في مكان العمل يبدو أن معدل الاجابة على هذا السؤال بلغ 99٪ من إجمالي النساء العاملات السوريات عينة الدراسة مع ملاحظة أن 51٪ تقريباً من عينة البحث لم تشعر بأي صعوبة في الاندماج بمجتمع الرجال في مكان العمل بينما شعرت 7٪ منهن بهذه الصعوبة ولكن اللافت في هذه المسألة أن المرأة العاملة في محافظة حمص تعتبر الأقل شعوراً بالاندماج بمجتمع الرجال في مكان العمل حيث إن 71٪ منهن لم تشعر بهذه الصعوبة تليها محافظة السويداء بنسبة 62٪ من العاملات في هذه المحافظة وبشكل أكثر تحديداً فإن العاملات في السويداء لم تشعر أي منهن إلى حد كبير بوجود هذه الصعوبة في حين أن 3٪ من العاملات في محافظة حمص شعرن بوجود صعوبة بالاندماج في مجتمع الرجال وتلحظ اجابات الدراسة الميدانية أن العاملات في محافظات الرقة وحماة وادلب أكثر شعوراً بالصعوبة والاندماج في مجتمع الرجال في مكان العمل وقد اعتبرت 65٪ من العاملات في ادلب أنهن يشعرن بهذه الصعوبة بمختلف الدرجات في حين اعتبرت 59٪ من العاملات في محافظة حماه بذلك مقابل 57٪ في محافظة الرقة يشار إلى أن 20٪ من العاملات في الرقة يشعرن إلى حد كبير بصعوبة الاندماج تليها مباشرة العاملات في محافظة حلب بنسبة 8٪ وهو مايدفعنا للقول إن العاملات في الرقة أكثر شعوراً بصعوبة الاندماج في مجتمع الرجال في مكان العمل.‏‏

تباين الشعور‏‏

وعلى صعيد المحافظة فإن النساء العاملات في قطاع الصناعة يشعرن أكثر من زميلاتهن في القطاعات الأخرى بصعوبة الاندماج في مجتمع الرجال بمكان العمل ويشير جدول التحليل أن 19٪ من العاملات بقطاع صناعة الألبسة شعرن إلى حد كبير بهذه الصعوبة في حين أن 34٪ فقط من العاملات في هذا القطاع لم تشعر أبداً بأية صعوبة في الاندماج.‏‏

وبشكل عام فإن العاملات في قطاع الزراعة الأقل شعوراً بصعوبة الاندماج وكذلك العاملات في قطاع السياحة والفنادق أيضاً وتشكل نسبتهن 67٪ واللافت هنا أن العاملات في القطاع التعليمي كن وسطاً بشعورهن بصعوبة الاندماج في مجتمع الرجال، وإن كان هناك قطاعات أخرى قد تفوقت على قطاع التعليم في عدم شعور المرأة بصعوبة الاندماج يضاف إلى كل ذلك أن المستوى التعليمي للمرأة العاملة يؤثر بقرارها فيما يتعلق بالاندماج في مجتمع الرجال ويتناسب المستوى التعليمي للمرأة العاملة عكساً مع الشعور بصعوبة الاندماج، حيث الانتقال إلى مستوى تعليمي أعلى سوف يخفف من حدة الشعور بهذه الصعوبة وقد أجابت 61٪ من الجامعيات أنهن لايشعرن أبداً بصعوبة الاندماج في مكان العمل مقابل 45٪ فقط للأميات.‏‏

إن الحديث في هذا المجال يطول كثيراً ويبقى المهم أن المرأة هي شريكة الرجل في كل شيء وأن بيئة العمل المناسبة ومستوى الفهم والتعليم ونجاح الإدارة كفيلان بتذليل العديد من إفرازات الشعور بالرضا أو عدمه.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية