|
الافتتاحيـــة أميركا وحكومة أردوغان تتحالفان لمكافحة «الإرهاب»!! وأميركا وتركيا في جبهة واحدة بمواجهته في عودة إلى أصل النسخة!! أميركا بما امتلكته من أدوات تجيير لاختيار «الإرهاب» الذي تجيد محاربته والآخر الذي تتقن توظيفه وتركيا بدورها المتصاعد في تقديم الوجه الإرهابي الذي تبحث عنه أميركا وفي الاتجاهين.. في الموقع والدور، كانت أميركا الصانع والموجه والمحرك.. وفي الأداة كانت حكومة أردوغان المطيع للأمر إلى حدود غير مسبوقة، وهي الضالعة في صفاقة سياسية عجزت عن تقمصها الدوائر الإسرائيلية وفشلت في مجاراتها الكثير من الأدوات ذات الباع الطويل في خدمة الأجندة الأميركية. فإذا كانت البلية بوجهها الثنائي، الأردوغاني والأميركي، البديل الجديد، فمن البديهي أن يكون صانع الإرهاب الأقدر على معرفة تفاصيله وأن يترجمه في المواعظ والسياسات والأحكام, وصولاً الى الطرق والأساليب وليس انتهاء بالتورط الكامل في تسويق لغة إرهاب تخصهم دون سواهم، لتكون بالوجه الذي يخدم أطماع الاستعمار المستيقظة، وأحلام العثمانية الجديدة.. على هذه الزاوية المبتكرة، يجتمع الأميركي بالأردوغاني .. وعلى مقربة من مداراتها الأساسية، تلتقي أطراف ودول وقوى تغذي هذا التوجه، وتدعم موارده وطاقاته بلغة بالغت في تسويق مفرداتها الهادفة إلى القتل والخراب والدمار.. المفجع بعد هذا كله، أن تكون لغة الإرهاب لها بمفرداتها وقاموسها.. لها دلالاتها وترجمتها الخاصة التي لا تصلح في مكان آخر.. ما هو إرهاب هنا يصبح مشروعاً هناك.. وما هو محرم هناك بالضرورة يصلح هنا.. يدرك الجميع أن الزوايا التي دورتها أميركا ومعها بالضرورة إسرائيل لم تعد تستطيع تركيب المشهد كما ترغب.. ولا تقدر أن تمارس الطقوس ذاتها.. على مدى ستين عاماً ونيف سوقت الإرهاب بلون واحد.. ولا يزال هذا اللون هو السائد.. ما يقترب من إسرائيل وما يخدم مصالحها قابل للنقاش، وما عداه مرفوض، وما قد يضاف إليه ليس أكثر من استنساخ، تتقاطع جميعها عند النسخة الإسرائيلية. هل تعدلت قواميس القراءة الأميركية.. هل استجدّت في مفرداتها بعض الكلمات الجانبية والهامشية؟ وهي التي أقامت شراكات وتحالفات وجيّرت العالم لمحاربة الإرهاب.. وهي ذاتها التي حاربت العالم حين حاول أن يشير يوماً إلى الإرهاب الإسرائيلي؟!! من غير المعقول أن تكون الذاكرة القاصرة هي العنوان الذي تمر تحته ومن خلفه ومن أمامه أيضاً موبقات السياسة.. فأميركا ذاتها وإسرائيل من خلفها.. وحين تتقاطع مع أي طرف أو أداة أو مرتزقة تكون وجهتها خدمة إسرائيل. لسنا بوارد طرح أسئلة بديهية.. لكنها محاولة لإنعاش ذاكرة يراد لها أن تطمس أو أن تمحى وأن تستبعد من أي مقاربة لما يجري اليوم.. أميركا.. إسرائيل.. الإرهاب.. أدمنت تلاقيها على مائدة واحدة على مدى عقود.. والفارق أن الخدم على هذه الطاولة اليوم كثر.. والمتسولين لدور الكومبارس أكثر.. والطامحين لدور حراس البوابات أكثر من هذا وذاك.. القاعدة اليوم تتعدل.. أميركا و وحكومة أردوغان والإرهاب في خدمة إسرائيل قولاً وفعلاً وممارسة.. ويقدم منحة بشيك مفتوح من مشيخات الخليج والسداد من دماء الشعوب العربية. في زمن يزهر الخريف العربي.. دماً واقتتالاً وفتات دول ولافتات قبائل وبقايا شعوب، قد تكون صرخة في واد سحيق.. لكنها قادرة على منع الخلط.. وإيقاف سيل الكذب، وأميركا الحريصة تستيقظ فجأة على وقع استغاثات الإرهاب الوهابي - الأردوغاني لينتصب الإرهاب الآخر ممراً وربما معبراً لنجدة ما تبقى من مرتزقتهم!! فلا شر البلية يضحكنا.. ولا منتج الإرهاب وصانعه ومموله وحاضنه يفاجئنا.. لكن من الطبيعي أن نتفاجأ بالنسخة الأردوغانية في تنظيراتها وكذبها وأخيراً في محاربتها أرهاب هي غارقة في تفاصيله تسهيلاً واحتضاناً .. وربما هنا مربط الفرس.. وقد انكشف كل شيء؟!! |
|