تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صناعة بريطانية بامتياز.. ودور مشبوه للاستخبارات الأميركية

قاعدة الحدث
الخميس 6-12-2012
إعداد : أيمن بدور

إن فكرة إنشاء الجماعة خطط لها وطبخت أفكارها في دهاليز سفارات بعض الدول في مصر وإن هذا ليس مجرد اتهام ولكنه ما اعترف به « بعض كبار مؤسسي الجماعة » و « كبار قياداتها »

مؤكدا أن : « سيد قطب » اعترف أن سفارة إنجلترا في مصر كانت مقرا للعديد من اجتماعات التنظيم وأعضائه (!) متسائلا : ما علاقة السفارة بالتنظيم ؟!!. « إن زرع تنظيم الأخوان المسلمين في مصر تم من قبل بريطانيا وأمريكا لهدف سياسي واستخباراتي بحت » نفس الشيء تؤكدة كتابات موثقة أخرى.‏

من بعض قادة الاخوان أنفسهم مثل عبد السلام البحيري ومحمد أحمد البشاري ، بالإضافة إلى كتابات أخرى للكاتب الأمريكي ( روبرت داريفوس).‏

ذكر فيها : إن بريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى مدفوعة برغبتها في الحفاظ علي امبراطوريتها عقدت عدة صفقات مع « عدة شياطين بتقديم بريطانيا دعما غير محدود لأبرز أعلام الإسلام السياسي حسن البنا في مصر و أمين الحسيني في القدس ، فكان أن أنشأ حسن البنا جماعة الاخوان المسلمين في مصر بدعم مباشر من شركة قناة السويس المملوكة للإنجليز آنذاك ، وبدأ الملك المصري والإنجليز باستخدام الأخوان المسلمين وخاصة جهازها السري حين تستدعي الظروف كما أكد تلقي الاخوان تمويلا ماليا من جهاز المخابرات البريطانية و الشيء تفسه كتبه «مارك كيرتس».‏

مؤلف كتاب: «الشؤون السرية»، شارحا أن تأسيس «الإخوان» كان مصلحة البريطانيين المسجلة في كتابه «التاريخ السري للإخوان المسلمين» وخاصة عند إشارته لـ ( سيد قطب) وكان يعلم أي سيد قطب أن قيادة النظام الخاص للأخوان كانت مخترقة من الأجهزة الغربية الاستعمارية وتعمل لحسابها (!) مضيفا: إن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها ، فمثلا حرب فلسطين التي يفخر بها الاخوان باستمرار ، في الحقيقة انهم لم يدخلوا سوى معارك ضـــد الصهانيـــة ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعـــدم خـــوض الاخوان معارك، وتم تنفيــــذ الأمر إلى أن عادوا من فلسطين .‏

كلف الرئيس الأمريكي اوباما (جون كارسون) ملف العلاقات مع الإخوان ايضا وجون كارسون هو صاحب نظرية طحن البيانات حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين وقد اشترطت الإدارة الأمريكية على الإخوان ـ على حد ما نشرته الصحف الأمريكيةـ ان تعمل الجماعة علي ترويض الشارع المصري والعربي لقبول الدور الامريكي ومجابهة الاصوات المعادية لأمريكا واسرائيل والتمهيد للمفاوضات العربية الاسرائيلية لحل القضية الفلسطينية ومساندة الاتفاقيات التي تنتج عن التفاوض وحمايتها بشكل استراتيجي دائم في مقابل تمكين الجماعة من حكم مصر.‏

موضوع علاقة الإخوان المسلمين ووكالة الاستخبارات الأميركية «سي اي ايه» يكثر حوله النقاش. البعض يرى أن لا علاقة توجد بين الجماعة وأميركا وما إلا محاولة للتشويه والبعض الآخر يؤكد أن وثائق «سي اي ايه» والإدارة الأميركية تؤكد وجود علاقة ما بين الطرفين تعود إلى خمسينات القرن الماضي وخلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، التي لعب خلالها الإخوان دورا مهما في مقاومة المدّ الشيوعي.‏

وقد أكد عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أن العلاقة الحميمية بين الاخوان وأميركا مثيره للدهشة والشواهد تؤكد وجود اتفاق بين الطرفين على تأمين مصالح واشنطن الاستراتيجية في المنطقة. وقال عبد الحكيم : إن تأمين المصالح الاميركية الاستراتيجية بمصر مستمر منذ أربعين عاما وحتى اللحظة الحالية التي تشهد تصدر الإخوان للمشهد..‏

في شباط 2011 وفي مقال نشرته «نيويورك ريفيو أوف بوكس» ذهب الصحفي الكندي آيان جونسون إلى وصف العلاقة بين الإخوان وأميركا إلى أنها أكثر من حميمية. يقول صاحب كتاب «مسجد في ميونيخ» (2010)، الذي يعرض نشاط الإخوان في أوروبا ودورهم فى تجنيد عناصر تبنت في ما بعد الفكر الجهادي، إن ما بين الإخوان والمخابرات الأمريكية تراضيا حقيقيا يرجع إلى الخمسينيات من القرن الماضي وهو «تراض صامت» تم بمقتضاه الاتفاق على معاداة الشيوعية وتهدئة أي توترات للمسلمين في أوروبا.‏

و يكشف جونسون في مقاله اطلاعه على أحد الكتب للرئيس الأميركي السابق دوايت ديفيد أيزنهاور يروي فيه تفاصل اجتماع حضره سعيد رمضان مندوب الإخوان المسلمين وصهر مؤسس ومرشد الجماعة حسن البنا.‏

الكاتب الكندي كشف أيضا عن أن «سي آي إيه» دعمت سعيد رمضان بشكل علني وكانت تعتبره عميلا للولايات المتحدة وساعدته بالتالي في الخمسينيات والستينيات في الاستيلاء على أرض مسجد ميونخ وطرد المسلمين المقيمين ليبني المسجد عليها الذي يعد من أهم مراكز الإخوان المسلمين في أوروبا.‏

وقد كشف الكاتب أيضًا دور المخابرات البريطانية في مساعدة سعيد رمضان لترتيب انقلاب ضد عبد الناصر سنة 1965 والعملية التي انتهت بالقبض على غالب عناصرها في ما عرف تاريخيا بقضية تنظيم الإخوان التي أعدم بسببها سيد قطب. والعلاقة بين الاخوان المسلمين وتنظيمات الجماعات الإرهابية بما فيها القاعدةالتي تقوم بالنشاط الاجرامي لهدم الاستقرار في عدة بلدان عربية وإسلامية هي علاقة فكر ومنهج وتخطيط غاية في الدهاء وإن جماعة الاخوان المسلمين هي الاصل والقيادة وإن كل التنظيمات الإرهابية التي تقوم وتتحرك بالنار والدم هي تنظيمات من صنع القيادة الخفية للأخوان المسلمين هم رأس الافعى وهم صناع الإرهاب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية