|
قاعدة الحدث الذي تحول إلى شتاء قارس كانت الشعوب العربية بغنى عنه وعن جميع مظاهره التي لم تثمر حتى الآن غير أشواك وانقسام ومجازر بحق الأبرياء مارسها أولئك الساعون إلى السلطة بشكل مسعور لم يعرف له التاريخ مثيلاً .
واشنطن داعبت بتسامحها الخادع والماكر الساعين للسلطة ممن لا تتفق معهم في أي شكل من الأشكال وقدمت لهم جميع أشكال الدعم وهذا يؤكد مصالح واشنطن فيما يسمى «الربيع العربي» لإضعاف المنطقة وشرذمتها ،فأسرجت لهم صهوة «الربيع العربي» ليركبوها ويسابقوا أحلامهم بالوصول للسلطة في العديد من الدول العربية. والمراقب يلحظ بكل وضوح الساعين للسلطة عن قواعدهم الشعبية وفي أغلب البلدان في الماضي وفي الحاضر حيث موجة ما يسمى الربيع العربي، فإن من يستلم منهم زمام السلطة لا نجد له القاعدة الشعبية التي يروج لها وسرعان ما ينقلب الشارع عليه ويحاول التخلص منه،فالفرق كبير بين اللاهثين وراء مقاليد السلطة وشعوبهم التي تشكل رافعة أحياناً لهم مستغلين البعد الجماهيري لبلوغ أمانيهم في الحكم لكنهم سرعان ما يتخلون عن شعوبهم ويتفرغون للمال والسلطة. وفي خضم (الربيع العربي) الدامي ظهرت بوادر الصفقات الكبرى بين من ركب موجه الوصول للحكم والغرب لم تكن معالمها واضحة تماما لكن مؤشراتها كانت تدل على رغبة غربية بفتح صفحة علاقة جديدة مع أولئك الساعين للسلطة وتبين بعد فترة قصيرة عمق الصفقة ومدى ضلوع الانتهازيين الراكضين وراء الحكم بها بكل الأبعاد واستعدادهم لدفع أي ثمن مطلوب تقريبا مقابل المشاركة بالحكم ومع تطور الأمور اتجاه الأسوء أفرز الجمهور العربي عدة مواقف أغلبها ناقم عليهم. و المؤكد أن تعطيل مفهوم الاعتدال في المنطقة، بالإضافة إلى الاستيلاء على ثروة البلاد الهائلة، سيكون عاملاً مساعداً ومناسباً للمتسلطين الذين سيمسكون بزمام السلطة في البلدان التي غزاها ما يسمى بالربيع العربي مستغلا حالة الاضطراب التي أوجدها هذا الربيع وتمكن من خلالها راكبو أمواجه من الوصول إلى الحكم وسيتبخر حلم الشعوب المخدوعة وهذا ما يحدث بالفعل. وكشفت تقارير صحفية عربية وغربية أن كثيراً من الموقوفين، الذين اعترفوا بانتمائهم إلى تنظيمات سرّية قد أسّسوا جناحاً عسكرياً هدفه الاستيلاء على السلطة، وتلقّوا مبالغ مالية كبيرة تصل لعشرات الملايين من دول عربية وغربية ، في سياق متكامل من التعاون والتنسيق بقيادة شخصية دينية وسياسية، ذات نشاط إعلامي واجتماعي وسياسي يحاول اختراق جميع مفاصل المجتمعات التي تفشت فيها ظاهرة ما يسمى «الربيع العربي» . إعلاميون وأكاديميون سياسيون مصريون قالوا: إن الإخوان المسلمين ركبوا موجة ما يسمى الربيع العربي سواء في مصر أو غيرها للوصول إلى السلطة وحاولوا استغلال الفرصة وركوب العربة وهدفهم أن يقوموا بإنزال البقية والبقاء وحيدين في القيادة، في النهاية ولم يكونوا مبادرين في إشعال ما يسمى بالثورة هناك، بل الذي قام بها الشباب ثم وحسب ما قال الإعلاميون والمراقبون اختطفها الإخوان عنوةً وهم يجدون الآن من يقف ضدهم كما يحصل اليوم في مصر حيث تزداد الأمور تصعيداً ضد الرئيس مرسي. ومن المتوقع تراجع الغرب عن دعم الإسلاميين للوصول للحكم لكن هذا لا يعني العمل على إسقاطهم فوجودهم في الحكم واحتدام الصراع بينهم وبين القوميين والقوى الأخرى يمثل فرصة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للغرب مع العلم أن هناك موقفا في السياسة الأميركية متحفظا على تقوية التيار الإسلامي وسبب ذلك تجارب العراق وأفغانستان. دخل الدعم الغربي والعربي من بعض الدول بقوة منذ البداية في تونس ومصر وكان بالإعلام أساسا ولكن دورها تضخم ليشمل التمويل والتسليح والتدخل كممثل للساعين للحكم مع إغفال الشعوب وحقها في تقرير مصيرها ما يؤشر إلى ارتباط دورها بهم تحديدا من خلال فتح قناة تنسيق مع الغرب ما سهل على من ركب موجه ما يسمى الربيع العربي الاندماج مع المشروع الغربي الذي جمع تناقضات كثيرة وذبذبة في المواقف يلمح من خلالها الأحلام الغربية في إضعاف المنطقة وشرذمتها وترك الشعوب تتخبط مع قياداتها الجديدة في الفوضى والاقتتال . |
|