|
رؤية ,فكيف لمسؤول «رفيع» أن يتدخل فيما لايعنيه, وان يستملح فرض رأيه ورؤيته على عمل تلفزيوني تم انجازه وفق معايير بعيدة كل البعد عن دهاليز السياسة وأروقة بيع الأقنعة. ليس من مهام رئيس وزراء تقييم الأعمال الفنية, ويكفيه أن يتابع حياكة الأقنعة في تلك الدهاليز ,فلمسلسل حريم السلطان جمهور يقيمه ,كماان هناك مختصين يفضحون تجاوزاته التاريخية ان وجدت ,اما ان يتم الادعاء بان المسلسل نسف تاريخ السلطان,وانه لم يكن نسونجيا ,بل مهتما بالفتوحات فقط فيحتاج الى سند تاريخي يقره مؤرخ. العمل لايشذ كثيرا عن مسلسلات- الفرجة التي واظبت الدراما التركية على تصديرها,وهو يتناول ,من باب الفرجة هذه, الدسائس التي تتم في القصور السلطانية وصراعات السلطة ومكائدها ودور «الحريم» فيها,حيث كانت المحظيات والجواري المنتشرات في ردهات القصور السطانية تعد جزءا اصيلا من تلك الثقافة التي تنظر الى المرأة بوصفها مصدر المتعة والانجاب وما الحرملك الا الوليد الشرعي لتلك الثقافة الذكرية المستعلية . إذا غضب «السلطان الجديد» مما دفعه للقول بأنه تم تحذير مخرج العمل وصاحب القناة التي تعرض العمل , من ان المسلسل يبتعد عن تاريخية الوقائع والشخصيات,ولم يكتف بذلك فأضاف “مسحته الديموقراطية”بقوله انه يتوقع تحركا من السلطات القضائية. لماذا يتم الاعتراض على مسلسل يتناول احد سلاطين بني عثمان,ولايتم الاعتراض على كل ذلك الزبد الذي تلفظه الماكينة الدرامية التركية؟ البعض يرى,,وهو محق,ان الاعتراضات تكشف المخفيات ,وان اعتراض الشحص على أمر ما يفتح الباب واسعا أمام الآخرين لقراءة ما بداخله,فهلاّ قرأنا. |
|