تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«لروح ناجي أسعد تحية»

عين المجتمع
الخميس 6-12-2012
وصال سلوم

لفعل الخبر العاجل في جريدة تشرين رد فعل ليس بالفيزيائي , يمكن أن يكنى بالصدى المفتوح النوافذ , لتصبح فيه دار العزاء واحدة لايحدها جدران , والسر يكمن – ربما -

في السقف الواحد الذي يجمع مكاتبها وسلمها الوحيد الذي يوصل جميع موظفيها دون النظر لطول قامتهم الإدارية.‏

في تشرين لصلة القربى مفهوم جديد تقاسموه دموعا على خبر وفاة زميلهم الصحفي «ناجي أسعد» الخبر الذي شاركهم فجيعته كل الوسط الاعلامي ,الاعلام الذي فجع بأكثر من خبر عاجل كان اللون الأحمر ميزته دما على الأرض ولون شريط اخباري على الفضائيات .‏

والموت اليوم , طال زميلنا برصاص غدر من سطح جاره أسقطه وحقيبته , أوراقه ومقالة الغد , جثة هامدة تنتظر كفنا أبيض من قطن البادية وتابوتا خشبه من سنديان الغوطة والساحل السوري , ونعوة يحررها ويدققها , يطبعها زملاء الأمس الذين جمعهم معه هيل قهوة وخانة عمل واحدة وكلمة أخيرة معنونة بـ « الله يرحمه».‏

الموت الذي بات قاب قوسين واحتمالية طلقة ينتظرها المؤمن بأن مايحدث على الأرض السورية قضاء مفروض بات التهرب منه فعلاً سلبياً , والموت الافتراضي يحيط بجدارية يومياتنا ويصبح قابلا للتحقيق, لمجرد أنك موظف حكومي , وخانة عائلتك تنتظر لتأكل وتلبس « الراتب الشهري «.‏

الموت الذي لم يعد يفرق بين المواطن الموالي أو المعارض أو الـ مابينهما ولا بين منطقة عسكرية أو حاجز تفتيش ولا حتى مدرسة , الخبر الأفجع لسورية الوطن حيث الموت صار يطول أطفالا «بمريولة » وحقيبة كتب وعروسة زعتر .‏

بئس الثورات تلك التي تقتل فيما تقتل أوطانها .‏

«لشهيد إعلامنا ولشهدائنا الرحمة وللوطن من بعدنا طول البقاء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية