تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العاب الحرب الدموية.. معارك افتراضية لتضليل اللاعبين

مجتمع
الخميس 6-12-2012
رويدة سليمان

/ لوحة المفاتيح/ الفأرة والقتلى يعودون إلى الحياة بضغطة زر أو كبسة يد من اللاعب الذي يحرك البطل المفترض كما يحلو له ، يقتل ويخرب ويدمر النصر يعني له الزهور والسعادة والتحدي للفوز مرة ثانية

وثالثة وأخرى والخسارة تعني أيضاً المحاولة مجدداً وفي كلتا الحالتين يعني قضاء وقت طويل أمام شاشة الكمبيوتر ومع ألعاب الحرب الدموية غير آبه لنصيحة أو معلومة .‏

.‏

ألعاب مفرطة في الواقعية‏

ألعاب الكمبيوتر ألعاب الحرب الدموية وهي عالم قائم بذاته يجذب الملايين ويدر البلايين على شركة انتاج الألعاب وذلك لأن الناس لديهم دائماً الفضول والرغبة للمرور بتجربة الحرب وتقمص دور البطولة وإن كان العدو المفترض هو البلد الذي ينتمي إليه ومعظم السيناريوهات المفترضة تتعلق بمحاولة احتلال إو الاعتداء على الدول الاعداء من منطقة الشرق الأوسط وهناك بعض الألعاب التي لم تجد أي مشكلة في تحديد سيناريوهات مباشرة للغاية وغير ذلك من ألعاب الحرب المفرطة في الواقعية والتي تعكس أحداثها مايتم تداوله عبر وسائل الاعلام فعلاً.‏

تضليل جمهور اللاعبين‏

لمفهوم البطولة معانِ وعوالم متشعبة والاختيار اليوم مختلف عن صور الأمس فصورة البطل لم تعدّ تعني الإرهاب أو الإجرام كما لم تعد موازية للحرب ، للبطولة معنى إنساني آخر فالطبيب البارع يجسد أحلام البطولة وكذلك المهندس اللامع والطالب المتميز.‏

ليس معنى كلامنا هذا فرض حظر على الألعاب الحربية وحصرها في خانة الألعاب التي تعزز العنف لأن العدائية وكما تؤكد الدراسات النفسية غزيرة سلبية موجودة فينا ومنذ الولادة للمحيط العائلي دور إما في تعزيزها وتنميتها والعكس ولاضرر من قضاء بعض الوقت للعب بألعاب الحرب الدموية أو حصول الطفل على ألعاب حربية لأن في داخله مشاعر عدائية يحتاج إلى التعبير عنها ففي هذا المعنى الألعاب الحربية مفعولها إيجابي بشرط الانتباه إلى الحاجة التي قادت الطفل إلى استعمال هذا النوع من الألعاب ومع من يلعب وضد من ؟.‏

وألا تكون هذه اللعبة ممثلة في شكل واقعي جداً وترتكز على الاثارة.‏

وأسوأ ماتفعله ألعاب الحرب المفرطة في الواقعية هو أنها تتسبب غالباً في تضليل جمهور اللاعبين بتصوير الحرب على أنها نزهة أو لعبة ترفيهية في حين أن الحرب الحقيقية هي تجربة إنسانية شديدة القسوة بالإضافة لاثارة المشاعر الحادة والعنيفة ضد الأعداء الافتراضيين وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته بوضوح تام ويتلقى اللاعب من خلال هذه الألعاب رسالة مؤدّاها أن «العنف مقبول وإيذاء الآخرين والتعدي عليهم مقبولان».‏

خلال هذه الأزمة التي يتعرض لها بلدنا الغالي ، الأبي يرى الطفل يومياً مشاهد القتل والخراب والتدمير والتفجير التي تعرض مباشرة على التلفزيون ،ويستمع لحوارات الأهل حول هذه المواضيع الأمر الذي قد يجعل الحرب والقتل والعنف أموراً طبيعية عند بعض الأطفال وقد يفقد الكثير من الأطفال تركيزهم بعد تعرضهم لمواقف مثيرة للقلق والخوف.‏

من هنا تأتي أهمية رعاية الأهل وتفهمهم لأولادهم وفي دراسة لليونيسيف تؤكد ضرورة اتباع الصراحة في الحديث عما يدور حول الطفل من أحداث مع اشعار الطفل بأن بعض هذه المخاوف لدينا أيضاً ولكننا نستطيع تجنب خطورتها.‏

وكذلك للتوجيه المدرسي تأثير فعّال بتنظيم نقاشات صفية وحوارات مع الأطفال حول مايشاهدونه والاصغاء الكامل لجميع المشاعر والأفكار ، واحترامها وتقبلها ومن ثم تصحيحها وتوسيعها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية