تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إبداع المرأة

مرايا اجتماعية
الخميس 6-12-2012
ثورة زينية

الرجل لا يرى المرأة إلا في أحمر العاطفة لا في أبيض الحقيقة ،تعبير للكاتبة العالمية (فير جينا وولف ) تبادر إلى ذهني لدى قراءتي لمقالات تناول فيها عدد من النقاد الأدب النسائي

بكثير من الحيف والاحجاف واعتبار أن معظم ما تكتبه المرأة بوحاً شخصياً لا فكرة وابداعاً ، فهل يصح أن تتساءل من المسؤول الحقيقي وراء ذلك العسف الواقع ضد المرأة المبدعة ، فالمرأة حاضرة في فعل الكتابة منذ بدء الحضارات لأنها لم تغب يوماِ عن معارك الوجود وفي الزمن الراهن سنجد المرأة هي الموضوع الذي تبدأ به النخبة أوراقها في قضايا التحديث وتغيير الخطاب سنجدها الشغل الشاغل لدى الصحافة والاعلام بألوانه ، ونجدها حاضرة بقوة في أدمغة الكتاب والشعراء والفلاسفة ، المرأة بيدها كرست في كثير من الأوقات أسباب تغييبها ، فالبنت التي ضجت قديماً من تمييز شقيقها عليها هي التي ستميز بنيها على بناتها وأنا هنا لا ألقي بظلال التبعة على المرأة ولا على الرجل ، لأن عهوداً طويلة من الارث لا يمكن أن تنمحي بقرار أو مؤتمر فإذا كان أمام طليعة المجتمع متمثلة في الساسة والنخبة المثقفة ، معركة صوب التحديث ومحاولة تغيير الخطاب السلفي سواء الديني أو الثقافي ومحاولة الاصلاح الثقافي والفكري ، فإن أمام المرأة معارك من أجل بناء منظومة صحيحة من شأنها تعديل مفهوم المرأة عن نفسها أولاً ومفهوم المجتمع عنها ثانياً معركة مع مكونها الذاتي ومعركة مع المكون الثقافي الارثي لمجتمعها وفي رأيي أن أصعب تلك المعارك هي المعركة الذاتية فنجاحها بداية صحية وحقيقية لكسب نقاط فيما بعد .‏

لكن باختصار يمكن أن أوجز تعديلات وتغييرات كثيرة في نظم التعليم والدستور والتفعيل السياسي والاعلامي أحرى بها أن تتم لضمان ممارسة المرأة لدورها كما يجب تأمين ما يلزم للحرث في تربة صالحة ممهدة وإلا حصدنا نبتة شوهاء غير منسقة الخلايا .‏

المرأة حاضرة بالفعل وبقوة في الحراك الثقافي الراهن وربما يتأكد دورها ويتجذر على نحو أكثر فاعلية إذا ما نحيت المعوقات التي تكبل أقدامها أتمنى ألا أكون عدمية حين أقول إننا نحيا عصراً حديثاً بأجسادنا غير أن الكثير منا لا يزال يخبىء داخل عقله كياناً بدوياً تقليدياً بكل خيامه ونوقه وصحاريه .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية