|
آراء من قواميس اللغة و مراجع الصرف والبلاغة فأجبته:«الصفاقة في السياسة هي أن تصل الوقاحة حداً لا يمكن تحملها والصفاقة أن يكون الوقح متباهياً بوقاحته معتزاً بها فيصبح صفيقاً وعلى سبيل المثال لو تتبعت الاعلام العميل لوجدت أمثلة كثيرة وكبيرة عن هذه الصفاقة وأقر بمثال ما تابعناه على قناة الجزيرة والعربية من رصد لتاريخ الشعوب في المنطقة فالجميع يلاحظ تلك الحملة التي تستهدف قادة كباراً في القرن الماضي والذين أسسوا لتاريخ مجيد لأوطانهم في أزمنة رديئة تتحكم بها مصالح الرأسمالية الامبريالية في العالم فقد تفرغت القناتان مثلاً لتشويه صورة ماوتسي تونغ مؤسس الصين الحديثة وقائد الثورة الثقافية في الصين التي أصبحت اليوم وبكل هدوء أحد أعمدة النظام العالمي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً حيث قدمت هاتان القناتان هذا القائد كديكتاتور قليل الحيلة وقليل الذكاء؟! وظالم غاشم!! وكذلك فعلت مع الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر الذي أمم القناة وأعني قناة السويس وبنى وأشاد السد العالي في مصر وكان أحد أهم أسباب انحسار الدور البريطاني في الوطن العربي ولم يفعل قادة مصر الذين أتوا بعده إلا ما يسبب الاهانة لمصر ولشعب مصر وهكذا تناولت القائد الخالد حافظ الأسد رحمه الله وهكذا أساءت للسيد الخميني قائد الثورة في إيران وهكذا وصولاً إلى سماحة السيد حسن نصر الله وإلى سورية قائداً وشعباً وجيشاً فلو أدرجنا هذا كله في قائمة الوقاحة فالصفاقة أتت عندما تابعت بالأمس على قناة العربية وهي من اسمها براء فيلماً أنتجته احداهن عن شاه إيران وزوجته الملكة رح ديبا وقد أطنب الفيلم في تصوير شاه إيران المخلوع كملك وديع مظلوم باق في الغربة وزوجته الملكة البريئة الحزينة بل وبلغت الصفاقة جداً إظهار الايرانيين وهم يزورون قبره كولي صالح في كل ذكرى سنوية لموته وأشهر الفيلم وحشية الثورة الإيرانية وظلمها؟!! هكذا أيها الصديق تكون الصفاقة التي تجاوزت الوقاحة بمراحل حيث لا تعجب بأن تعتبر قنوات الجزيرة والعربية رجلاً كشاه إيران والذي كان على الوزير عنده أن ينكب على قدمه مقبلاً إن تعتبره تلك القنوات المشبوهة إنساناً وديعاً مظلوماً حتى أن الفيلم يحاول أن يجعلك تبكي حزناً عليه وعلى فراقه وأن ماو تسي تونغ وغاندي وجمال عبد الناصر وحافظ الأسد والخميني وتشافيز و.. هؤلاء القادة العظماء تصورهم تلك القنوات على أنهم ديكتاتوريات غاشمة؟! لذلك وصلت صفاقة الإعلام العربي العميل إلى حد ظهر فيه أمراء وملوك النفط قادة وطنيين يدعمون الحرية والتحرر؟! وأن تقبيلهم لأحذية الصهاينة والأميركان ماهو إلا اعتدال واعترافهم في المؤتمرات أنهم ليسوا أكثر من نعاج وتيوس هو ضرب من ضروب الواقعية والتفهم الموضوعي للواقع العربي». قاطعني صديقي: «خلص.. خلص.. كفيت ووفيت.. لقد فهمت معنى الصفاقة يا صديقي وإن كنت أختلف معك في التوصيف» فسألته: وكيف؟! فأجاب: أنا أعتبر سلوك القادة العملاء صفاقة وأن ما يفعله أمراء النفط وملوكه من دعم للإرهاب وتخريب للبلاد العربية في حين عميت عيونهم عن فلسطين وشعبها صفاقة ولكن ما يفعله الإعلام العميل في الجزيرة والعربية وغيرها تجاوز حد الصفاقة وبلغ حد الدياثة». تركني صديقي وأنا أتساءل مع نفسي عن معنى كلمة الدياثة والديوث.. وقد أوفت قناتا الجزيرة والعربية بالطلب والجواب. |
|