تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


افتراءات أميركيــة

حدث وتعليق
الخميس 6-12-2012
ناصر مذر

باتت الولايات المتحدة مضرب المثل في الكذب والتضليل وفبركة الأحداث, لكثرة لجوئها إلى استخدام مثل تلك الأساليب الملتوية عندما تريد تحقيق أهداف استعمارية عجز وكلاؤها الحصريون وأدواتها الإجرامية عن تحقيقها في بقعة من الأرض,

كي تبقى هي صاحبة الأمر والنهي, لأنها ترى نفسها سيدة هذا العالم, ويحق لها التصرف بشؤونه كيفما تشاء.‏

الآن وبعد أن فشلت كل مخططاتها العدوانية في استهداف سورية وشعبها, نراها تلجأ لنفس أسلوبها المعهود, من خلال شنها حملة افتراءات تضليلية حول موضوع الأسلحة الكيميائية, وتسويقها على أنها حقيقية, وعلى العالم فيما بعد أن يقف بجانبها في كل خطوة عدائية تتخذها بحق سورية تحت ستار تلك الحجج الواهية, تماما كما حدث في العراق من قبل, عندما أطلقت مزاعمها الكاذبة المتعلقة بوجود أسلحة دمار شامل في هذا البلد, واتخذتها ذريعة لغزوه, وقتل مئات الآلاف من شعبه, وتدمير معالمه التاريخية والحضارية.‏

أميركا التي تتاجر بدماء الشعوب وتدّعي الحرص على حقوقهم في آن, توزع اتهاماتها الباطلة على كل بلد يرفض سياساتها الإجرامية, ولا ينضوي تحت عباءتها المتصهينة, وتتجاهل حقيقة أنها صاحبة اليد الطولى في ارتكاب الجرائم والأعمال الإرهابية المنظمة في كل أصقاع العالم, وتتناسى أيضا أنها الدولة الوحيدة والأولى في التاريخ التي استخدمت السلاح النووي ضد مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945, وصور الأطفال الذين يولدون مشوّهين بتلك المدينتين مازالت خير شاهد على إرهابها.‏

سياسة التصعيد والتحريض الذي دأبت عليها إدارة أوباما منذ بداية الأزمة, وإصرارها على إجهاض أي حلول سياسية, ودفع الأمور نحو التأزيم أكثر, يؤكد حقيقة نياتها العدوانية تجاه الشعب السوري الرافض لكل مشاريعها التقسيمية, فأميركا وأتباعها يريدون في النهاية إفراغ كل ما في جعبهم السوداء من حقد دفين لإضعاف سورية وتهميش دورها, كونها تمثل خط المواجهة الأول في الدفاع عن العروبة, ومتشبثة بخيار المقاومة المشروعة لتحرير الأرض واسترجاع الحقوق, ولكن الوقت لن يطول كثيرا حتى يدرك الأعداء أن جميع رهاناتهم ستبقى خاسرة, وسورية هي المنتصرة بإرادة ووعي شعبها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية