تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قتيلان و211جريحاً باشتباكات بين معارضي الرئيس ومؤيديه أمام قصر الاتحادية.. وإعلان بدء المعركة لمواجهة ميليشيا الإخوان.. إحراق مقر لهم.. والشعب المصري ينذر مرسي بمليونية «الكارت الأحمر» واستقالة مستشارين له

القاهرة
سانا-الثورة
أخبار
الخميس 6-12-2012
تزداد الأزمة السياسية في مصر تعقيداً فالرئيس المصري محمد مرسي الذي أصبح رئيساً لفئة معينة من الشعب «الاخوان المسلمين»

وتمسكه بقراره الذي فصّل الدستور على مقاسه ورفض الاستجابة للمناشدات الشعبية التي طالبته بالعودة عن الإعلان الدستوري وإلغاء الاستفتاء على الدستور المقرر في 15 من الشهر الجاري ولم يستمع لرأي غالبية الشعب الذي خرج بمظاهرات مليونية ووصلت إلى أسوار القصر الرئاسي ما دفعه للفرار من القصر فيما لايزال المحتجون يواصلون الاعتصام أمام القصر بعد أن رفعوا من سقف مطالبهم ولم يعد مطلبهم ثني الرئيس عن قراره بل إسقاط النظام.‏‏

وفي هذا السياق اعتدى انصار الرئيس المصري محمد مرسي من بلطجية جماعة الاخوان المسلمين على الاف المعتصمين سلميا في محيط قصر الاتحادية الرئاسي ما ادى إلى مقتل اثنين من المعتصمين سلميا احدهما فتاة واعلان القوى الثورية المصرية عن حشد مسيرات عاجلة لدعم المعتصمين في محيط القصر بعد اعتداءات انصار مرسي عليهم.‏‏

‏‏

واشتبك مؤيدون للرئيس المصري أمس خارج القصر الجمهوري بالقاهرة مع المعتصمين وازالوا بالقوة خياما نصبها المعتصمون وحطموا محتوياتها واعتدوا على المعتصمين حيث تبادل الجانبان الرشق بالحجارة.‏‏

وسادت حالة من الغضب والاستهجان الشديد لدى المعتصمين في ميدان التحرير لقيام جماعة الاخوان المسلمين بالاعتداء على المتظاهرين المعتصمين أمام قصر الاتحادية وقيامها بتمزيق خيام الاعتصام.‏‏

واستنكر العديد من المتظاهرين بالميدان قيام جماعة الاخوان المسلمين باستهدف مظاهرات واعتصامات القوى الثورية الرافضة لنظام مرسي وقراراته الاستبدادية ودستوره.‏‏

واعتبر اخرون دعوة جماعة الاخوان لمظاهرات أمام قصر الاتحادية رغم اعتصام القوى الثورية والسياسية في المكان ذاته بمثابة ارهاب واستخدام العنف ضد المتظاهرين مؤكدين استمرار اعتصامهم في ميدان التحرير والاتحادية لحين تحقيق مطالبهم.‏‏

مقتل شخصين وإصابة 18 معتصم‏‏

إلى ذلك اعلنت وزارة الصحة والسكان أن عدد المصابين في اشتباكات محيط قصر الاتحادية ارتفع إلى 211 بين جماعة الاخوان المسلمين والمتظاهرين من قوى المعارضة للاعلان الدستوري والاستفتاء.‏‏

وكشف عامر الوكيل المنسق العام لتحالف ثوار مصر ان فتاة من معارضي الاعلان الدستوري لقيت مصرعها بطلق ناري.‏‏

وجدد الوكيل مطالبته للرئيس مرسي ولوزارة الداخلية والقوات المسلحة بالتدخل الفوري لفض الاشتباكات التي بدأت في الانتشار وتهدد باحراق مصر وسقوط المزيد من الضحايا بين الجانبين المؤيد والمعارض لقرارات مرسي الاخيرة. وكان الدكتور أحمد عمر المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان أشار إلى ارتفاع عدد الاصابات إلى 18 مصابا من بينهم 13 مصابا في محيط قصر الاتحادية و5 مصابين في ميدان التحرير نتيجة الاشتباكات التي وقعت وحالتهم جميعا مستقرة.‏‏

..وتصاعدت حدة الاشتباكات‏‏

وتصاعدت حدة الاشتباكات في محيط قصر الاتحادية بينما حاولت قوات الامن المركزي الانتشار للفصل بين الجانبين ووقف العنف المتبادل.‏‏

وتبادل الطرفان القاء قنابل المولوتوف والزجاجات والحجارة في شارع الميرغني.‏‏

كما امتدت الاشتباكات لميدان الكوربة والشوارع المحيطة بقصر الاتحادية دون حصر لاعداد المصابين كما حدث تخريب بعدد من المحلات التجارية والسيارات. يأتي ذلك في وقت وصلت فيه عدة مسيرات لتنضم إلى المعارضين للاعلان الدستوري وسط مخاوف من امتداد العنف خلال الساعات المقبلة.‏‏

‏‏

تزايد عدد خيم المعتصمين أمام القصر الرئاسي‏‏

وشهد محيط قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة أمس تزايدا بأعداد خيام اعتصام المتظاهرين المصريين في أعقاب اعلان بعض القوى السياسية مواصلة الاعتصام أمام القصر الليلة قبل الماضية احتجاجا على الاعلان الدستوري الذي أصدره مرسي مؤخرا والمطالبة بالغاء الاستفتاء على الدستور.‏‏

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية انه تم تجهيز نحو 24 خيمة اعتصام أمام باب قصر الاتحادية المطل على شارع الميرغني وكذلك أمام القصر من الجهة الأخرى بجوار نادي هليوبوليس في الوقت الذي لوحظ انتشار قوات الامن المركزي اضافة إلى مدرعة عند باب القصر الخلفي.‏‏

ووزع عدد من المعتصمين من أعضاء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بيانا أمام القصر تحت عنوان نرفض دستور الاستبداد والظلم الاجتماعي والوصاية العسكرية جاء فيه أن مسودة الدستور الجديد التي تم وضعها دون توافق من كل القوى السياسية يكرس لدولة الاستبداد وحكم الفرد والظلم الاجتماعي والوصاية العسكرية مشددا على رفضه التام للكيفية التي تم بها اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية ومؤكدا رفضه القاطع للمنتج النهائي الذي خرج عن هذه الجمعية المشوهة.‏‏

وكتب بعض المعتصمين على أسوار قصر الاتحادية شعارات وعبارات رافضة لاعلان مرسي ولجماعة الاخوان.‏‏

.. والقوى السياسية تواصل اعتصامها في ميدان التحرير‏‏

إلى ذلك واصلت عشرات القوى والاحزاب السياسية والثورية اعتصامها بميدان التحرير للمطالبة باسقاط الاعلان الدستوري واعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة دستور بمشاركة الاحزاب والقوى السياسية الأخرى ورفض الدستور الذي طرحته الجمعية وأعلن مرسي يوم 15 من الشهر الجاري موعدا للاستفتاء الشعبي عليه.‏‏

ووصلت في الساعات الاولى من صباح أمس مسيرة تضم مئات المتظاهرين قادمة من قصر الاتحادية بعدما قطعت 5 ساعات من السير المتواصل للانضمام إلى المعتصمين بالميدان وتم استقبالها عند مدخل ميدان عبد المنعم رياض باطلاق الالعاب النارية في الهواء.‏‏

المعارضة تطالب بأسقاط النظام‏‏

وأثناء الفعاليات أعلنت المنصة الموجودة بالميدان أن مطالب المتظاهرين تغيرت من عدم الموافقة على الدستور أو المطالبة بالغاء قرارات مرسي الاخيرة ومنها الاعلان الدستوري إلى المطالبة باسقاط النظام بصورة كاملة.‏‏

وفي سياق متصل لجأ عشرات المعتصمين إلى خيامهم بعد انتهاء فعاليات الاحتفال بوصول مسيرة الاتحادية في حين قام الاخرون بتشكيل حلقات حوارية مع ممثلي الاحزاب والقوى السياسية المتواجدين بالميدان للنقاش حول مواد الدستور الجديد والازمة الحالية والسبل المقترحة للضغط على النظام الحالي للاستجابة لمطالبهم.‏‏

اعرف دستورك‏‏

من ناحية أخرى قام عشرات الطلاب في كلية الحقوق جامعة القاهرة بتوزيع مسودة الدستور على المتواجدين بالميدان كما قاموا أيضا بتوزيع كتيب صغير عنوانه اعرف دستورك يتضمن بعض بنود الدستور الجديد وأسباب الاعتراض عليه.‏‏

وشهد محيط مبنى الاذاعة والتلفزيون حالة من الهدوء بعد أن انتهت فعاليات مسيرات اول أمس التي بدأت من ميدان التحرير إلى المبنى للمطالبة بتطهير الاعلام واستقلاله بالاضافة للتأكيد على رفضهم لاستمرار حكم النظام الحالي.‏‏

وفي غضون ذلك أكد ممثلو نقابات المحامين والتجاريين والاجتماعيين والمهن الرياضية والمرشدين السياحيين والمهن التمثيلية واتحاد الكتاب والصحفيين والسينمائيين والفنانين التشكيليين والتطبيقيين رفضهم مسودة الدستور كونها لا تعبر سوى عن عقيدة واضعيها.‏‏

وأيدوا في بيان عقب اجتماع لهم الليلة قبل الماضية في اتحاد الكتاب مطالب القوى الوطنية في رفض الاعلان الدستوري والجمعية التأسيسية والدستور الذي لا يعبر الا عن عقيدة واضعيه اضافة إلى اصدارهم وثيقة تحدد اعتراضاتهم على مختلف مواد مسودة الدستور لتعميمها على أعضاء النقابات المهنية وعلى وسائل الاعلام ودعم اعتصامات ميادين التحرير وتأييد جبهة الانقاذ الوطني.‏‏

وأعلن المشاركون في الاجتماع كذلك عن تضامنهم مع قضاة مصر لموقفهم المشرف في الدفاع عن استقلال السلطة القضائية واستنكار الاساليب التي تحول دون انعقاد أكبر محكمة قضائية في مصر وهي المحكمة الدستورية العليا.‏‏

واوضحوا في بيانهم أن الاجتماع الذي ترأسه المحامي سامح عاشور تم بدعوة من رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي وأنه ناقش الاوضاع الراهنة وحالة الاضطراب التي تسود البلاد منذ اصدار الاعلان الدستوري الاخير وما جرى من اصدار متعجل لمسودة الدستور وحالة الغضب التي تسود الشارع المصري في الوقت الحالي.‏‏

من جهته جدد حزب المستقلين الجدد مطالبته للرئيس مرسي بسرعة الاستجابة لاعتراضات جموع الشعب والقوى والاحزاب والفعاليات الوطنية واسقاط الاعلان الدستوري الاخير.‏‏

ودعا الحزب في بيان له مرسي إلى الاعلان الصريح والعاجل عن تأجيل الاستفتاء على مشروع الدستور المعيب لاجل غير مسمى لحين اجراء حوار ونقاش شاملين حوله مع جميع الوان الطيف السياسي والفعاليات المصرية المختلفة.‏‏

وحذر الحزب من أي التفاف على ارادة الشعب استنادا إلى الاكاذيب والاباطيل ودعاوى التخوين والتكفير التي دأبت بعض الاحزاب المتأسلمة على ترويجها في الاونة الاخيرة حول قوى المعارضة والتشكيك في وطنيتها وأخلاقياتها.‏‏

الجمعة يوم الحشد العظيم‏‏

بدورها امهلت جبهة الانقاذ الوطني الرئيس مرسي حتى يوم الجمعة المقبل لتنفيذ مطالب الشارع والقوى المدنية مؤكدة انه اذا لم يحدث ذلك فستعلن فقدان مرسي لشرعيته.‏‏

واضافت الجبهة في بيان انها تعتبر الجمعة السابع من كانون الاول الجاري هو يوم الحشد العظيم حول الاتحادية والتحرير وهو الحد الزمني الاقصى للاستجابة لهذه الاجراءات التي تعتبرها البداية الحقيقية لتحقيق العدالة الاجتماعية وحل مشاكل الشعب المصري في العيش والسكن والعمل الكريم.‏‏

صباحي: مرسي يفقد أي شرعيه‏‏

بدوره أكد رئيس التيار الشعبي المصري حمدين صباحي ان محمد مرسي يفقد اخلاقيا اي شرعية لقيادة مصر بينما قال الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور المصري ان شرعية الرئيس مرسي انتهت مشيرا إلى انه لم يظهر حتى الان منذ احداث الثلاثاء ولم يواجه شعبه ولم يقل ماهي خطته في استمرار لغياب الرؤية.‏‏

وطلب البرادعي من الرئيس مرسي الظهور على شاشات التلفزيون وأن يعلن أنه يقبل بالحوار مضيفا نحن جميعا مستعدون للحوار وفي نفس الوقت سيحتشد شعب مصر ونستخدم كل الوسائل المشروعة ولن ننتهي من هذه المعركة التي دخلناها حتى ننتصر والنصر ليس بعيدا عن مرمانا ومعكم وبكم نحقق ما قامت الثورة من أجله ونحتفل بمصر حرة قوية أبية.‏‏

بداية لموجة العنف‏‏

من جهتها أكدت اللجنة النوعية لشباب حزب الوفد أن استخدام القوة لفض الاعتصام الذي نظمه بعض الشباب المنتمين للقوى المدنية أمام قصر الاتحادية يعد بداية لموجة من العنف غير المبرر لوقف الاحتجاجات السلمية ضد الرئيس محمد مرسي الذي حملته اللجنة مسؤولية حدوث الانقسام الوطني الذي تشهده البلاد.‏‏

كفاح مستمر‏‏

وقالت اللجنة النوعية لشباب الوفد في بيان صدر مساء أمس ان الكفاح مستمر حتى اسقاط الاعلان الدستوري ومشروع الدستور الجديد الذي يعبر عن مصالح جماعة الاخوان المسلمين فقط على حساب احتياجات الشعب المصري ويؤدي إلى وأد مستقبل الديمقراطية في مصر.‏‏

وأضاف البيان ان ماحدث أمس أمام قصر الاتحادية ليس نهاية المعركة في مواجهة استبداد جماعة الاخوان أو اخر مشهد في سيناريو مقاومة سرقة الوطن وتأميمه في مكتب الارشاد مؤكدا ان يوم غدً هو يوم التخلص من المناورات والالتفاف على ارادة أمة لن تقبل الا أن تعيش حرة في مواجهة الاستبداد والارهاب.‏‏

وناشد البيان جموع المصريين النزول لمواجهة ميليشيات جماعة الاخوان المسلمين.‏‏

موسى: الصدام سيشعل الموقف‏‏

بدوره حذر عمرو موسى عضو جبهة الانقاذ الوطني المصري من الصدام مع المتظاهرين لخلاف في الرأي مؤكدا أن الصدام سوف يشعل الموقف.‏‏

واكد في بيان له مساء أمس أن المتظاهرين أثبتوا وطنيتهم وسلميتهم للجميع وأن دور الدولة هو حمايتهم من أي اعتداء أو تهديد مؤكدا أهمية الاستجابة للناس وليس التصعيد ضدهم.‏‏

وشدد موسى على أهمية الحفاظ على سلمية المسيرات والاعتصامات في كل مكان في مصر بما في ذلك منطقة قصر الاتحادية بشرق القاهرة وميدان التحرير بوسط القاهرة مطالبا بعدم التعرض للشباب الذي تجمع للتعبير عن رأي أو مطالب.‏‏

استقالات في الطاقم الرئاسي‏‏

في غضون ذلك افيد عن استقالة عدد من هيئة مستشاري الرئيس المصري بينهم المستشار سيف عبد الفتاح الذي قدم استقالته على الهواء.‏‏

كما قدم أيمن الصياد وعمرو الليثي مستشارا الرئيس المصري استقالاتهما ما يرفع العدد إلى ستة عدد أعضاء الطاقم الرئاسي الذين استقالوا بسبب أزمة الاعلان الدستوري.‏‏

احراق مقر حزب الأخوان في الإسماعيلية والسويس‏‏

وذكرت وسائل اعلام ان متظاهرين مصريين اضرموا النار في مقر حزب الحرية والعدالة التابع للاخوان المسلمين في مدينة الاسماعيلية والسويس.‏‏

من جهة أخرى أعلن مجلس ادارة نادي مستشاري هيئة النيابة الادارية في مصر رفض الجمعية العمومية للنادي القاطع للاشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.‏‏

وقال المستشار عبد الله قنديل نائب رئيس هيئة النيابة الادارية ورئيس النادي في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي أمس ان هذا القرار جاء في ضوء تقويض الجمعية العمومية لمجلس ادارة نادي مستشاري النيابة الادارية لاتخاذ ما يلزم في شأن مسألة الاشراف أو عدم الاشراف على استفتاء الدستور وبعد استطلاع آراء أندية النيابة الادارية بالاقاليم على مستوى الجمهورية.وأكد المستشار قنديل أن مستشاري النيابة الادارية لن يشرفوا على الاستفتاء على مشروع الدستور إلا بعد تحقيق شرطين أساسيين يتمثلان في إلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي مؤخراً وأن يكون الاشراف القضائي على الاستفتاء من كل مفردات منظومة القضاء في مصر.‏‏

وأعرب مجلس ادارة نادي النيابة الادارية عن رفضه واستنكاره للاعتداء الجسيم على المحكمة الدستورية العليا ومحاصرتها داعيا الرئيس المصري الى تشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق بغية التوصل الى المجرمين مرتكبي هذا الجرم ومحاسبتهم تأديبيا وجنائيا مشيرا الى أن مجلس الادارة والجمعية العمومية لمستشاري النيابة الادارية في حالة انعقاد دائم لحين الانتهاء من الازمة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية