تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا صنعت تنظيم «داعش»

عن صحيفة الواشنطن بوست
متابعات سياسية
الأربعاء 4-5-2016
ترجمة : غادة سلامة

يقول الكاتب جاكسون بيل انه بعد الاستيلاء على مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية لصالح تنظيم داعش الارهابي في يونيو عام 2014 كان هناك وقتها عشرات الاسئلة التي

بحاجة الى اجوبة ملحة ودقيقة ومنها السؤال الرئيسي وهو من اين لهذا التنظيم بمثل هكذا قوة يستطيع من خلالهاالاجتياح والسيطرة على مدينة بحجم الموصل ليأتي الجواب على الفور بأن سياسة الولايات المتحدة الامريكية واخطاءها الفادحة في المنطقة العربية هو من اوصل تنظيم داعش الى ما هو عليه الان ووقتها زار الولايات المتحدة الامريكية في عام 2014 العديد من مسؤولي العراق ومعهم سؤال ملح يدور في اذهانهم وهو من اين سيأتي العراق بالقوة اللازمة لدحر هذا التنظيم المتمدد بقوة وبفعل قوى خفية وهي لم تعد خفية الان على احد وهي ان كبريات دول الخليج ومن ورائهما حليفاتهم الاستراتيجية امريكا هم من اوصلوا داعش لهذا الحجم الكبير ولهذه القوة العسكرية الكبيرة التي باتت الدول تحشد طاقاتها لمحاربته وحاول هؤلاء المسؤولون العراقيون ايجاد الجواب في اروقة البيت الابيض ومطالبة الولايات المتحدة الامريكية بتزويدهم بالسلاح والعتاد اللازم لمحاربة هذا التنظيم الخطير الذي زرعته القوات الامريكية التي احتلت العراق سابقا فالجيش العراقي متفرق و الاكراد ضعفاء للغاية والدول الخارجية مثل تركية وغيرها اصبحت تساعد و تمول التنظيم الارهابي ولا تبخل عليه بشيء وعلى الملأ ووفقا لجاكسون كاتب المقال انه وبالرغم من ان الولايات المتحدة الامريكية حاولت في السنتين الماضيتين تدريب حوالي عشرين الف جندي عراقي وارسال خمسة الاف جندي امريكي من القوات الخاصة الى المنطقة لكن مازالت داعش مسيطرة على الموصل.‏

السؤال الذي يبقى مفتوحا وبحاجة الى اجابة واضحة ماذا سيفعل العراقيون وكيف سيستعيدون مدينة الموصل التي يريد الدواعش جعلها عاصمة لهم في العراق وعيون امريكا تتفرج عليهم وهم يفعلون ذلك ورغم ادانة الرئيس الامريكي اوباما المتكررة لأفعال داعش الارهابية واتهامه السعودية بالتطرف وبدعم الارهاب والارهابيين في المنطقة الا ان الرئيس الامريكي اوباما ها هو الأن في السعودية ويطلب خطب الود السعودي وهاهي الزيارة الرابعة للرئيس الامريكي منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة منذ عام 2008 وحتى الان ورغم ان هذه الزيارة ستسبب له بعض الحرج خاصة بعد اتهاماته للسعودية و للأسرة الحاكمة في السعودية و لآل سعود تحديدا في تورطهم بأحداث 11 ايلول وبمنفذي العمليات الارهابية على البنتاغون في ذلك الوقت ومع وجود توتر بين الدولتين وانخفاض اسعار البترول فإن مثل هذه الزيارة تسبب احراجا او عبئا على اوباما ورغم ذلك فقد فعلها أوباما اكراما لأموال السعودية رغم تقارير لجنة الكونغرس التي اتهمت السعودية وبمنتهى الصراحة بالإرهاب والتطرف وتورطها بأحداث 11 ايلول حيث اكدت التقارير ان من بين منفذي الهجوم هناك تسعة عشر شخصاً سعوديي الجنسية مما يؤكد تورط السعودية في اعمال الارهاب .‏

كما ان هناك تقارير سابقة ظهرت في عام 2004 تؤكد ايضا تورط السعودية و حكامها في عمليات ارهابية هنا وهناك ولكن التقارير الامريكية وقتها حاولت التعتيم على هذا التورط السعودي وغضت الطرف عن السعودية كدولة واتهمت منظمات سعودية اخرى اعتبرتها خارجة عن القانون قيامها بجمع الاموال و بتمويل منفذي هجمات 11 ايلول كي تنفي التهمة عن أل سعود رغم علمها اليقين بتورطهم في تلك الهجمات ومما يزيد الامور تعقيدا هو ان هناك افتراضاً جديداً ظهر على الساحة وبقوة ومنذ 2002 ولم يعرض على الصحافة وظلت معلومات التقرير معتم عليها ولا يمكن الوصول اليها بسهولة و ظلت تلك المعلومات سرية تحت اشراف الرئيس الامريكي السابق جورج بوش فمن بين 838 صفحة خاصة بذلك التقرير السري هناك ما يقارب 228 صفحة خاصة بالسعودية وبالاتهامات الموجهة لها وكان في التقرير معلومات تؤكد ان هناك خليه سعودية سهلت لمنفذي الهجمات الوصول الى كاليفورنيا وهذا التقرير بالطبع لم ينشر في وسائل الاعلام ولم يستطع أحد تسريب أي معلومة وأحد أسباب عدم نشره كما تقول الواشنطن بوست هو الحفاظ على الامن القومي الامريكي كما ادعى الرئيس بوش الابن وقتها وهو بالطبع يدعو للسخرية ويتساءل كاتب المقال متى كان لدولة صغيرة كالسعودية ذات الاصول البدوية والقبائل المبعثرة علاقة بالأمن القومي لدولة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية ؟؟!!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية