|
نافذة على حدث تدفع بالكثير من الأطراف إلى عمق المتاهة والتيه الذي يستحيل بعده الخروج منه؟!. فتصريحات الرئيس أوباما والوزير كيري التي أتحفانا بها بالأمس لا تنم عن ذكاء مميز يمتلكه هذان الرجلان فحسب، بقدر ما تنم عن إبداع وإعجاز سياسي قل نظيره الى درجة بات يظن فيها المستمع أنهما يعيشان ليس خارج سياق اللحظة والواقع فحسب، بل خارج التاريخ أيضا. ضمن هذا السياق وبحسب التجارب السابقة يمكن تصنيف تصريحات الرئيس الأميركي أوباما و وزير خارجيته على أنها تندرج في سياق الإصرار المنظم والممنهج والمقصود على انتهاج سياسة الخداع والمناورة والرقص على الحبال التي تستهدف تقطيع أوصال الوقت الذي يحقق لها هدفين في آن معاً، الأول استكمال مسلسل الاستنزاف والابتزاز الذي تمارسه الإدارة الأميركية بشكل عام على مختلف الأطراف، والثاني الهروب من مواجهة الواقع بمتغيراته ومعادلاته الجديدة التي خلقها الصمود الأسطوري للشعب السوري، وبالتالي ترحيل كل الملفات والقضايا الشائكة والعالقة الى الإدارة الأميركية القادمة التي قد تكون أكثر جرأة على التعاطي مع الواقع الجديد سواء أكان ذلك التعاطي ايجابياً أو سلبياً على المنطقة. على الضفة المقابلة تواصل الدولة السورية بكافة مدنها وفي مقدمتهم حلب الجريحة صمودها رغم كل ذلك الوجع والألم والاستهداف الاستثنائي، ويبدو معها السوريون أكثر تصميما على مواصلة المعركة حتى دحر الإرهاب واجتثاثه من جذوره بعيدا عن كل ذلك العبث المجنون الذي يعتبره الشعب السوري جزءا أساسيا من المعركة، والذي يعكس بالتوازي فشل تلك الأطراف وعجزها عن تحقيق أي تقدم على الأرض يغير من موازيين القوى ويعيد الأمور الى المربع الأول حيث لاتزال ترقد الطموحات والأوهام الاستعمارية. |
|