|
حدث وتعليق فتصعيد العدوان الوحشي على أهلها يختزل مشهد فشل الدول الداعمة للإرهاب، وعجز عصاباتها الوهابية التكفيرية، بتحقيق الأجندات المعدة في مطابخ الاستخبارات الأميركية والغربية، لتقسيم سورية، كمقدمة لاستهداف المنطقة برمتها عبر أدوات الإرهاب الصهيو-أميركي. فمنذ حوالي الشهرين على بداية تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية، لا تزال الولايات المتحدة تراهن على مواصلة استثمارها في الإرهاب لتعطيل الحلول السياسية، من خلال تأجيج الأوضاع ودفعها نحو المزيد من التأزم، وما نشاهده من جرائم على أيدي إرهابيي أميركا «المعتدلين» في حلب اليوم هو ترجمة عملية لاستغلال واشنطن الاتفاق، بزيادة دعمها وتسليحها للتنظيمات الإرهابية عبر أجرائها لدى النظامين التركي والسعودي، ولانتهاجها سياسة تقطيع الوقت ريثما تعيد ترتيب أوراقها من جديد، لمحاولة جعل حلب منطلقا لعدوان أوسع على الشعب السوري، وبالتالي ابتزاز الحكومة السورية لتقديم تنازلات لصالح ما يسميهم الغرب بالإرهابيين «المعتدلين» في محادثات جنيف المقبلة. كما أن اللهاث السعودي لتجنيد المزيد من الإرهابيين،وتزويدهم بالسلاح الفتاك بما فيها أنظمة الدفاع الجوي حسب ما تبجح به الجبير، يؤكد مجددا مخاوف بني سعود على مصير تنظيماتهم الإرهابية التي باتت تشكل صمام آمان لعرشهم المتهالك، فأي حل سياسي ينسجم مع رغبات الشعب السوري سيهدد لا محالة مستقبل النظام السعودي، المرتبط بقاءه بتنفيذ الأجندات الصهيونية والأميركية في سورية والمنطقة برمتها. أميركا ماضية في استثمار الإرهاب، خوفا من تلاشي دورها العالمي، وبات واضحا بأنها تسترشد بالبوصلة السعودية التي تؤدي دورها التخريبي بكل حرفية واتقان، وتنشر الارهاب والفوضى بطول المنطقة وعرضها، لتكون بوابة عبور لشرق أوسط جديد وفق الرؤية الأميركية والاسرائيلية، واذا كان الحوار السوري ما زال يصطدم بالنفاق الأميركي، والإرهاب السعودي التركي، إلا أن صمود أهالي حلب على وجه الخصوص، والسوريون بالعموم سيقلب كل معادلات المتآمرين، كما الجيش يبدد أوهام المأزومين في الميدان. |
|