|
جامعة دمشق- كلية الآداب والذي فاجأني أكثر وأدهشني أكثر وأسعدني أكثر وأكثر أن الحديث عن سورية كان حصراً على عرض مذكرة اليونسكو التي أدرجت فيها اسم سورية ضمن سبع دول عالمية لديها متاحف للأطفال هي (اليابان, الصين, ايران, أميركا, فرنسا, مصر, سورية).
أدرج اسم سورية كدولة مرشحة لنيل الجائزة التعزيزية العالمية من منظمة اليونسكو الدولية لعام 2005 لأفضل ثلاثة متاحف أطفال في العالم. ويبدو أن حظ سورية هو الأوفر لهذه الجائزة الدولية. وقد سبق وقرأت منذ فترة أسبوعين نفس هذا الخبر في جريدة تشرين بدمشق ولكن المفاجأة أن نفس الخبر الذي سمعته من لندن كان فيه تلميح واضح أن اليونسكو معجبة بمتحف الأطفال في سورية أكثر من أي متحف في العالم وفي المذكرة التي ذكرتها التي رفعتها اللجنة الدولية (التي زارت المتحف)الى اليونسكو بيان بالأسباب وهي في النقاط التالية:1- لقد تأكد للجنة اليونسكو أن الأعمال المعروضة هي حصراً من عمل الأطفال وليس من عمل الكبار. 2- الأسلوب النموذجي في العرض على أساس نوعي ما أتاح للزائرين التعرف على طبيعة كل خامة على حدة. 3- جميع الخامات التي استعملها الأطفال في أعمالهم غير مكلفة وغير مؤذية ومتوفرة عند جميع الأطفال من مختلف المستويات. 4-أعمار الأطفال الذين لهم أعمال معروضة تبدأ من سن الروضة وحتى الصف السادس بمعنى أن المرحلة العمرية ومقارنتها بالعمر العقلي ومدى تفوق هؤلاء يؤكد حسن الإشراف والمتابعة والرعاية. 5- أن تنوع الخامات وتعدد الاختصاصات لفت نظر المتلقي, أتاحت للدارسين المهتمين بعالم الأطفال أن يجدوا في ذلك وسيلة سهلة لإجراء دراسات تطبيقية على نماذج مختلفة وخامات جديدة وغريبة تستخدم لأول مرة كالليف الطبيعي, وورق القصدير, والإيفا, وبقايا غلاف دودة الحرير. 6- أن المضمون الذي ركزت عليه منظمة طلائع البعث في عرض أعمال الأطفال في المتحف هو الفن وسيلة تربوية وليس غاية بحد ذاته. بمعنى أن المقصود من توظيف الفنون والثقافة لصالح تربية الطفل وتعليمه من خلال الفن أهمية النظافة, والدقة, والصبر,والمتابعة, واليقظة الدائمة, والترتيب والحرص على المظهر الجمالي للعمل.
وقد اطلعت شخصياً على هذه المذكرة وباللغة الانكليزية عندما التقيت مع مديرة المتحف السيدة سهير بارودي وهي التي شرحت لي أهمية أساليب العرض النوعية في توضيح طبيعة الخامات وميزاتها ومدى تسابق فروع الطلائع في المحافظات على تقديم أفضل أعمال الأطفال في خامات جديدة لم يسبق أن تعامل معها الأطفال سابقاً, وهذا أكثر ما لفت نظر اللجان الثلاث من اليونسكو التي زارت المتحف على مدى تسعة أشهر سابقة.. ولكني أعود فأتساءل, لماذا لم يذكر أحد أو أن يعلق أحد من الصحفيين أو الكتاب الأسبوعيين في زواياهم الاسبوعية أو في تعليقاتهم اليومية على هذه الظاهرة, وهذا الانتصار العالمي لسورية. أليس شيئاً كبيراً وعظيماً ترشيح سورية ضمن سبع دول عالمية لنيل جائزة دولية خلال عام 2005 لتفوقها وتميزها بتأسيس متحف خاص للأطفال في سورية هو الأول من نوعه. أليس جميلاً ورائعاً.. أن تقيم منظمة طلائع البعث في ساحة المتحف مجموعة احتفالات جماهيرية لكل الناس, لكل العابرين, والواقفين, لكل أهالي وسكان حي الزاهرة ومنطقة الكراجات ... يجدون أنفسهم تلقائياً في ساحة عامة وعلى الطريق العام.. يغنون ويدبكون مع الأطفال ويلعبون معهم.. تماماً كما قال القائد الخالد حافظ الأسد:(غنوا مع الأطفال وألعبوا معهم تعلموا منهم وعلموهم).. وهذا يعني أن المتحف صار مصدر فرح وسعادة للأطفال وذويهم وأصدقائهم. أليس جميلاً أن يتحول المتحف من متحف بالمعنى التقليدي الى مركز بحوث لفنون الأطفال.. ومركز استقطاب طلاب كلية التربية الذين يقدمون اجازات جامعية في مشكلات التربية والتربية السلوكية وأثر الثقافة والفنون على تكامل وتوازن شخصية الطفل.. إنني فخورة بهذا الإنجاز العالمي الذي حققته منظمة طلائع البعث في إحداث هذا المتحف خاصة وأنه في موقع سكاني شعبي في قلب العاصمة.. وإنني سعيدة جداً وأنا أرى أهالي الحي يترددون مع ضيوفهم وأطفالهم الى هذا المتحف ويجلسون في الاستراحة الجميلة الخاصة بالمتحف. تمنيت على منظمة طلائع البعث أن تعمل على توسيع المتحف وعلى رفده بمكتبة خاصة بالأطفال تكون مرجعاً مساعداً لكل الدارسين والباحثين الذين تكلفهم الجامعة بالأطروحات الخاصة بشؤون الأطفال.. وقد علمت أن الخطوة الأولى قد بدأت بالفعل في عملية التوسيع.. بقي تأسيس المكتبة وإعادة ترتيب المعروضات بعد التوسيع ليتاح للجميع الاستفادة من كل ما في المتحف من معروضات ومعلومات وأرقام ووثائق. والى مزيد من العمل ومزيد من النشاط والى المزيد من الجهد لإسعاد الأطفال وتحقيق الفرح الضروري اللازم لهم كل يوم.. |
|