|
بث مباشر
ويطيب له التهام كل شيء.. سابحاً لمزيدٍ من انتصارات هي مالية بالمعيار الأول.. ثم لتتوالى جرعة الغايات المخبّأة وفق مصالح جموع مشغّليه. المساحة الشاسعة التي بات فيسبوك يسيطر عليها ضمن تطبيقات السوشال ميديا تشغل حيزاً كبيراً لطالما يتحكّم بأكثر التطبيقات رواجاً في العالم. على سبيل المثال.. من أساليب زيادة حجم رواجه أن يتمّ إدخال متصفح خاص بالموقع الأزرق ضمن آخر تحديث لفيسبوك على (ويندوز 10) ما يساهم برفع نسب استخدامه لاشعورياً. ماذا عن اعتماده خوارزمية تُظهر ما يفضل المستخدم أن يُشاهد..؟ ألا يمنحه الأمر حيزاً للتحوير.. أو للانتقاء وفق هواه لا هوى المستخدم..؟ وفيما مارس لزمن ليس بالقليل حيلة النشر أو الاستخدام المجاني على منصته، يقلب قوانين لعبته رأساً على عقب.. حين قام مؤخراً بفصل صفحات المؤسسات والمتاجر عن صفحات الأفراد أي الأشخاص العاديين. هي «ضربة معلم» و«ابن سوق» حقيقي تلك التي قام بها فيسبوك.. فبعد إيهامه الجميع بوسيلة مجانيته.. يقلب الطاولة على مختلف أنواع مستخدميه.. لاسيما قطاع الأعمال وذويه الذين لن تظهر صفحاتهم لدى الأفراد العاديين أو الزبائن إلا لقاء الدفع للوصول للمستهلكين. لربما زادت مساحة النشر المأجور مع مرور الوقت.. لكن لعل الخطة الأكثر شمولية تؤجّل لحين يصبح أكثر توسعاً وانتشاراً أخطبوطياً مما هو عليه حالياً. وفي خطوته الأخيرة، التي طُبّقت جزئياً للتجريب، ستُعامل المؤسسات الصحفية بصفتها صفحات أعمال أي أنها ستصبح مأجورة.. يتبادر إلى الذهن السؤال: هل ستصبح المعلومة محتكرة.. وتنتقل من كونها مباحة إلى كونها غير متاحة..؟ أتكون الأزمة التي تواجهها المؤسسات الإعلامية الإخبارية مزدوجة.. ومضاعفة، لطالما عانت في بداية انتشار وسائل السلطة الخامسة «السوشال ميديا» وستعاني في حال تطبيق وتعميم خطوة الفيسبوك الأخيرة، حين يسعى إلى جعل صفحاتها مأجورة على أثير انتشاره..؟ بالتأكيد سيكون ضرر هذه المؤسسات ذات الطبيعة الإخبارية أكثر فداحة.. لأنها تعتمد مبدأ «الأبديت» أي التحديث الدائم لمحتواها/معلوماتها.. ويبدو أنها حالة استنزاف لمواردها القليلة بالمجمل، حين ستقوم بالدفع لقاء كل ما تنشر من أخبار. بفعل قوة «الافتراض» وأزرق مواقعه شهدنا كيف أمست المعلومة أكثر من متاحة، وصولاً إلى نوع من العشوائية والفوضى في انتشارها وطرق بثها.. لدرجةٍ بات المغشوش أكثر بكثير من الصادق والموثوق. لعلها كلها أساليب لطمس وعينا بالمبتكر، على هواهم، من معلومات.. فلن يكترثوا كثيراً كيف وبما يطمس.. المهم الحشو كيفما اتفق.. وكأنما سنصل إلى زمن تغدو فيه المعلومة حبيسة أدراج الافتراض وغوله الأزرق. |
|