|
نافذة على حدث بمعنى آخر,السيد الأميركي,أي الراعي الأول لكل الجيوش المحاربة في سورية بات مكرهاً لقبول التعامل مع كل من ايران وروسيا وسورية بمثابة المنتصرين في هذه الحرب نتيجة لتغيّر موازين القوى في الميدان السوري وفي العالم لغير صالحه... لكن لو حاول مراقب سياسي غير المبعوث الدولي دي ميستورا الذي يمسك العصا من المنتصف,فلا يغضب مصادر تمويل المنظمة الدولية من الدول الداعمة للإرهاب يجد نفسه أمام جملة مؤشرات لواقع سياسي متحكم بشفرات إرهابية متعددة ومتنوعة من بينها: أولاً,سياسة أميركية ليست مستعدة للخروج خاسرة في سورية فتغض الطرف عن وكيليها السعودي والتركي,وثانياً,لم يعد مشروع الحرب على سورية قابلاً للحياة والاستمرار,فالعالم تغير ولن يعود إلى الوراء مع صعود قوى ناهضة أصبحت واقعاً سياسياً وميدانياً لا يمكن تجاهله أو تخطيه.ثالثاً,تضاؤل فرص الخيارات الحاسمة لبدائل ممكنة على الورق فقط,فلا بحر الإرهاب يروي ظمأ, ولا الزيادة في تجرع سمومه يمكن أن تفتح أفقاً. فهل ينفي ذلك وجود قطب مخفية لحلف الإرهاب في سورية والمنطقة بحثاً عن مكاسب سياسية وجيو سياسية في الوقت الضائع؟منطقياً يصبح السؤال:ألا يعني استئناف العملية السياسية للحوار في جنيف على مفترق طرق,فإما تأكيد عملي للحرص على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة,وإما أن يبقى جنيف منصة لفرض شروط سياسية للإرهاب؟ لا جدال بأن أقنعة كثيرة سقطت أمام السوريين وانتصارات الجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد,ولا يخفى أن هناك مشاريع ومخططات لم تستنفد كامل أغراضها العدوانية,وهي تسعى إلى تخريب أو تعطيل أي جهد سياسي لإنهاء الحرب على سورية من خلال محاولات الابتزاز السياسي والرهان على تنظيمات إرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه. ولكن,رغم ذلك تبقى الأفعال وليست الأقوال هي الشاهد والمحك سواء من جهة محاربة الإرهاب من دون انتقائية أو معايير مزدوجة أو في ملاقاة إرادة السوريين الوطنية بالدفاع عن القرار الوطني المستقل وحماية سورية ووحدة أراضيها سياسياً وعسكرياً مهما بلغت التحديات. |
|