تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معارضة «أبو عبيد»!!

نقش سياسي
الخميس 30-11-2017
خالد الأشهب

طوال سنوات ورموز ما يسمى «معارضة سورية» في الخارج يحاولون إقناع كل مشغليهم الأميركيين والإسرائيليين والقطريين والسعوديين والأتراك الأردوغانيين، أنهم مجرد أدوات تنوس بين العمالة والسمسرة، وأنهم لا معارضة ولا من يحزنون ولكن دون جدوى!

وطوال سنوات أصر مشغلوها على محاولة إقناع هذه الأدوات وإقناع العالم بأنها معارضة حقيقية، مكتملة المواصفات السياسية والأيديولوجية وغير ذلك.. فيما جهدوا وبذلوا المال والسلاح وكل الجحافل الإرهابية في العالم لتوحيد هذه الأدوات وإظهارها بياقة وقميص وربطة عنق!!‏

واليوم، وبعد أن وحّدت هذه «المعارضات» وفدها المفاوض.. ودون أن تنبس ببنت شفة عن خطابها السياسي التفاوضي .. الذي يخلط الإخواني بالليبرالي بالشيوعي بالناصري بالسلفي مثل طبيخ الرعيان، استحضر مشهد «السوادي» المخدوع صاحب الحمار في المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمذاني، كيف كان يحل عقده بأسنانه ليدفع ثمن ما أكل من الشواء ويردد باكياً : كم قلت لذاك القريد، أنا أبو عبيد، وهو يقول أنت أبو زيد؟‏

أتساءل عن الوزر الذي ستحمله هذه الأدوات في محاولتها ومحاولة مشغليها للظهور بمظهر المعارضة السياسية الحقيقية وهي معارضة أبي عبيد وليس أبي زيد على طريقة الهمذاني .. بل أتساءل عن المفاهيم والمصطلحات التي سيوردونها في مشاريعهم القادمة للدستور والانتخابات، فإذا قبل «الليبراليون» بمصطلح الانتخابات مثلاً، فهل يستبدله الإخوان بمصطلح «البيعة»؟ وإذا أراد هؤلاء دولة علمانية فهل سيطلب أولئك دولة خلافة؟؟.. وهكذا...‏

لا بأس في توحيد وفدهم التفاوضي ولكن .. من يجمع الشامي بالمغربي في «معارضة» كهذه، وفي ما تدعيه من تنوع أيديولوجي؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية