تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. ماكينات تفخيخ جنيف تنفث سمومها

صفحة أولى
الخميس 30-11-2017
كتب أحمد حمادة

قبل الحديث عن جنيف الثامن بأسابيع وحتى قبل الحديث عن مواعيد انعقاده بدا واضحاً أن الولايات المتحدة الأميركية وأدواتها الإقليمية في المنطقة من دول وحكومات وتنظيمات إرهابية لا تريد دفع المسار السياسي إلى الأمام بل تعطيله ونسفه من الأساس إن استطاعت لذلك سبيلا.

ولم تمض ساعات على تحديد موعد انعقاد الجولة الثامنة حتى بدأت ماكينات التعطيل تنفث سمومها وتناغم معها حتى المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا وإن كان الأخير قد تراجع عن تلميحاته وتلغيزاته المعطلة للحل وعاد للحديث عن رفضه للشروط المسبقة وعن تفاؤله بالأجواء الإيجابية التي ستسود الجولة الجديدة من جنيف.‏

أما أدوات التعطيل الإقليمية وبأوامر مباشرة من مشغلي الإرهاب وزرع المفخخات في طرق جنيف وأروقته فلم يجدوا أمامهم إلا معزوفة الشروط المسبقة وظنوا أن أميركا ستنجدهم لتحقيق كسب سياسي عجزوا عنه في الميدان واعتقدوا أن مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد ربما سيجلب لهم ما يريدون.‏

مع أن هذه الأخيرة خذلتهم في أكثر من مناسبة كما هي عادتها في التخلي عن أدواتها الإرهابية في كل الملفات الساخنة في العالم عندما تحقق مصالحها وتلفظ تلك الأدوات ومثال تنظيم داعش الإرهابي ليس ببعيد.‏

ورغم أن الأطراف الساعية لتحقيق حل سلمي واستبعاد الحل العسكري ودعم مسار الحل السياسي تجهد لتحقيق أقصى قدر من الشمولية لمحادثات جنيف الثامن بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل يشكل ضماناً لديمومة نتائج المحادثات وقدرتها على الاستمرار، إلا أن معطلي الحل بقيادة أميركا يحاولون القضاء على أي بارقة أمل في هذا الاتجاه ترسيخاً لفوضاهم الهدامة التي نشروها في طول المنطقة وعرضها فترى تصريحات المسؤولين الأميركيين ومن لف لفهم متذبذبة ومتغيرة كل ساعة حسب التطورات الميدانية والأجواء السياسية.‏

تذبذب أميركا لم يتوقف عند هذه الحدود بل تبلور أكثر في لوحة تصريحات مسؤوليها حيال وجود جنودهم في سورية، فمرة يقرون بوجود ألف وسبعمئة وعشرين جندياً أميركياً في سورية ومرة يقولون إن الرقم لم يتجاوز الخمسمئة، ومرة يقولون إن مهمتهم محاربة الإرهاب وداعش المتطرف وأخرى يشيرون إلى هدف آخر وهو حماية مصالحهم الإستراتيجية في المنطقة ليتبين أن القاسم المشترك الوحيد في تصريحاتهم هو الكذب والتضليل والهروب من الحلول.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية