|
رؤيـة نحن شعب, أو شعوب, لا نعرف كيف نكون إلا عبر محفوظات- كثيرها درس وبهت- نحن شعب, أو شعوب, ارتد على أعقابه نحو مرحلة الانزواء الجنيني, رعباً أو ردة فعل باتجاه الدفاع عن النفس. نحن جميعاً نحاول اليوم الدفاع عن أنواتنا بطريقة أو بأخرى, بهذا الشكل أو بذاك, لكن المؤلم في الأمر أن أنوات بعضنا لا تشعر بالأمان إلا عبر تهديد أنوات الآخرين ومحاولة استفزازها. مخيف ما قد تقرؤه أو تسمعه هنا أو هناك... غير مطمئن ما يرفعه بعضنا من شعارات مكتوبة أو منطوقة, أو شعارات تجد لها مكاناً على صدر شخص, أو على يده أو على سيارته....... هي أنوات تنفرد ولا ترتبط.. أنوات انعزالية تفصل نفسها عن أي آخر. أنوات تريد أن تصرخ أنا هنا... ثم لا تكتفي بذلك لأنها ترغب بترويض الآخرين, أو تطلب انصياعهم وطاعتهم. في يومياتنا مظاهر ومشاهد تُلتقط بالعين, ثم تتحول إلى معمل العقل ليدينها أو يحقد عليها.. هكذا نصبح كانتونات أنوية.. كل منها يسبّح بحمد أناه ومن يمثلها. هذه أنوات لا تقود إلى مجتمع, بل إلى فصائل أو مجموعات, أو طوائف بشرية يرفع كل منها شعار أناه كراية يتمترس خلفها في مواجهة الآخرين. نحن نفتقد رابطاً يوحدنا ويجمع شتات أنواتنا.. نفتقد رابطاً يمثل مصلحة الجميع وهي هنا التمتع بحريات وحقوق تتساوى لدى الجميع, وتجعل منهم شركاء مصلحة- أي مصلحة يتفقون عليها- ولأن مشروعاً وطنياً جامعاً مازال بعيداً عن التطبيق, ستبقى شعارات وصور الأنوات المتضادة والمتحاربة سيدة suzan_ib@yahoo.com">الميدان. suzan_ib@yahoo.com |
|