|
شؤون سياسية ومنذ أن اكتشف السوريون هذه الحقائق، وتعرّفوا إلى أن /87/ دولة في هذا العالم المملوك للبترودولار، ورجال اللوبي الأمروصهيوأوروبي تتآمر عليهم وتستهدف جغرافيتهم ومنها إلى تاريخهم، إلى كيانهم الوطني إلى دولتهم أعادوا التعاضد الوطني إلى أعلى صوره، وأروع أشكاله، ولذلك لم تزحزحهم عن قناعاتهم كافة أضاليل النادي الدولي للتآمر عليهم، ولم يجعلهم في حالة من الخوف، وتراجع الإرادة المحسومة في نصرة الوطن. وحين علم السوريون أن أكثر من ربع مليون إرهابي قد تم إدخالهم إلى بلدهم سورية، وبدأت آثار دمارهم تظهر في مواقع كثيرة على الأرض في المدن والأرياف والحدود. ولم يعد يُخيف هؤلاء الإرهابيين, وداعميهم من العرب العملاء، ومن إسرائيل الكيان العنصري، ومن تركيا أردوغان المتخلف، ومع من يُستأجر في ركب هؤلاء من السوريين الموجودين في آخر حاويات القطار التآمري على سورية، نعم لم يعد يخيف هؤلاء أي جرائم حرب يرتكبونها في سورية، فما يفعلونه في سورية لا يرقى إلى جرائم حرب من منظور أن الدم السوري مهدور لهؤلاء والمحاكم الدولية ذات الشأن المملوكة للحلف غير المقدس الذي يضخُّ الإرهاب الدولي إلى هذا البلد الصامد. وبعد أن دخلت السنة الرابعة على الحرب العدوانية ضد سورية صارت تستوقف المواطن السوري الأصيل عدة تساؤلات يُعيد فيها تقويم ما خُطط لبلده من الخارج، وكيف تم تضليل البعض من الداخل ليصل إلى أن /87/ بلداً تم تجنيدُ طاقاته ضده لماذا؟ وأكثر من ربع مليون إرهابي أدخلوا بلاده كذلك لماذا؟ وهذا الحصار الاقتصادي والسياسي لماذا؟ والحديث الكاذب عن المهجرين السوريين، وعن شلل الأطفال، والمعونات الغذائية, وعن المستقبل التعليمي للطفل السوري، ثم عن المستقبل في سورية ما هي غايته؟... وعليه فقد انقلب السحر على الساحر والتمّ شمل السوريين على نُصرة بلدهم، ومقاتلة النُّصرة الكاذبة. وبهذا لم يعد ربع مليون إرهابي قادرين على تحقيق أي هدف صهيوأمروأوروبي وعربي عميل، وبعد سنوات أربع تفضح مراكز الدراسات الأميركية أسرار الحرب الإرهابية الكونية على سورية، وتُفصّل أعداد الإرهابيين وبلدانهم، ومَنْ قُتل منهم, ومن فرّ هارباً، ومن ما يزال ينتظر حتفه إن لم يهرب، وقد اعترفت مراكز الدراسات الأميركية بأن هذا التجمّع للإرهابيين الأجانب يحصل للمرة الأولى في التاريخ، وفي بلد واحد الآن هو (سورية) وقد دفعت السعودية وقطر ومعهما دول الخليج ما قَدَّرَهُ مركز الدراسات الأميركي: بــ /34/ مليار دولار لتمويل هذا الجيش القطيعي من الإرهابيين. وما يراه المواطن السوري يشير إلى أن أميركا لم تكن لتسمح بنشر هذه الإحصائيات لولا أنها لم تعد تصدّق أن مَنْ بقي منهم يمارس الإرهاب سوف ينتج لها شيئاً تبني عليه مما جاء تحت لافتة تغيير موازين القوى على الأرض فالجيش السوري ويسانده العمل الوطني الشعبي المسلح وغير المسلح أصبحت المبادرة على أرض الميدان بيديه، وأضحى الوطن الموحّد ضد هؤلاء جداراً مانعاً؛ ولذلك لم يعد لديهم إلا الفرار إلى المناطق التي أتوا منها، وفتح جبهات حدودية تساندهم فيها تركيا كما يحصل في كسب. وتساندهم إسرائيل كما يحصل في الجولان. ولو قرأ أيُّ محللٍ نتائج مجلس وزراء الخارجية العرب تحضيراً للقمة غير العربية في الكويت سيجد أن دولاً عربية خمساً قد امتنعت عن الموافقة لإعطاء مقعد سورية بالقمة إلى إئتلاف إسطنبول والدوحة. وهذا يعني بكل تأكيد أن العدّ التراجعي للحالة الداعمة للائتلاف بدأت؛وخمس دول عربية مهمة, وبما فيها بلد المؤتمر، لم تواصل قراءتها القديمة للمشهد السوري بل صار يُفرض على أطراف التآمر المستعربين بأن الحل العسكري يجب أن يكون مستبعداً في سورية, وأن التدخل الخارجي يُستبعد، وأن محاربة الإرهاب الدولي في سورية يجب أن تُفرض على المؤتمرين. إذاً؛ لم يعد أمام المواطن السوري أي مشاعر رهبة بعد اليوم، ولو حاولوا أن يجعلوا من معارك كسب وسقوط الطائرة السورية، أو سقوط الشهداء حدثاً مقلقاً في الجانب المعنوي للشعب في سورية، لكن الشعب الواعي في بلدنا يعرف بنفسه أن معاركه مع أعداء الوطن الذين فتحوا عليه الجبهات من الخارج، ومن الداخل لا بد أن تسقط في قتالهم طائرة, ويسقط قادةٌ, ويسقط شهداء، فوطن الجراح سورية منذ الثورة على العثمانيين وطردهم عام 1916، إلى الثورة على الفرنسيين وطردهم عام 1946, إلى المقاومة لعصابات الصهاينة من أجل عدم تمكينهم من احتلال فلسطين، إلى جبهات الحرب مع الكيان الصهيوني الغاصب إلى الحرب التآمرية التي بدأت على سورية عام 2011 إلى اليوم وقوافل الشهداء تتوالى, والشعب الأصيل يتجدد, ويقاوم، وينتصر. وعلى هذا الأساس فمهما تعددت جبهات العدوان على سورية، ومهما عملوا لفتح هذه الجبهات من داخل بلدنا, أو على حدودنا مع الجوار، أو بالتلويح بالتدخل الدولي، فالمواطن السوري حسم قراره، ولم تعد تثنيه هذه الأضاليل من النادي التآمري الدولي، وسقطت معها فضائيات الفتنة، وبرز السوريون أبطال الساحات، والميادين، وهاهم يستعيدون المناطق التي تشكّلت فيها كثرة من الإرهابيين, وتتوالى صعوداً وتائر إرادتهم في السيادة, والاستقلال, والانتصار. وما سيكتبه التاريخ القادم هو أن بلداً يقاوم نصف دول الأرض، وتبقى إيقاعات الحياة المدنيّة كاملة فيها، ولم تتراجع رؤى حياتها الاجتماعية, والسياسية، والعسكرية, والاقتصادية، بلد سيكون في رموز التاريخ القادم بكل تأكيد. |
|