تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل تعرفون .. عيد الأب?!

آدم
الاربعاء 20/6/2007
أصل الاحتفال

سنوات طويلة مرت على احتفالها بعيد الأب لأول مرة إلا أن التاريخ مازال يذكر (جون بي دود) كطفلة صغيرة أطلقت عيد الأب كفكرة جميلة وغريبة‏‏

أرادت من خلالها تكريم والدها لاهتمامه وحيدا ولسنوات طويلة بأولاده الستة بعد وفاة زوجته اثناء الولادة.‏‏

‏‏

حققت (دود) الفكرة واقيم عيد للأب في سبوكن واشنطن عام 1910 ولكن الحلم يجعل العيد حدثا وطنيا وعالميا نام حتى1966 عندما أعلن رسميا الأحد الثالث من حزيران يوم عطلة تكريما لكل الأباء واعترافا بتضحياتهم ودورهم في الأسرة والمجتمع.‏‏

فهل نعلنه نحن ايضا يوما لتكريم الآباء.‏‏

**‏‏

اعترف العالم بعطاءات الأم وتضحياتها فكر فيها وخصص عيدا للاحتفال بها لكن الأب ظل مهمشا حتى اعترفوا بعيد له ليصبح كالأم محط اهتمام جميع أفراد العائلة.‏‏

ولكن في مجتمعاتنا لم نعترف بعد بأهمية الاهتمام بالأب اذ يظل المسكين لا أحد يلتفت اليه بل نسبة كبيرة من الابناء تراه الوالد القاسي الذي لا يحمل عاطفة ولا يهمه كلمة جميلة تصدر من أولاده ولو لمرة واحدة في السنة لكن الواقع أن الأب إنسان عاطفي إلى حد بعيد يتساوى مع الأم في محبته وتقديره لأبنائه وربما يكون أكثر واقعية في التفكير بحياة أبنائه ومستقبلهم..‏‏

فهل تعرفون أن العالم يحتفل بعيد الأب?‏‏

وكيف تنظرون إلى دور الأب في هذا العصر?‏‏

وما رأي حواء بدور الأب وفكرة الاحتفال به?‏‏

( أبو ياسر) يعترف أنه لم يسمع بعيد الأب ولكنه يرى أن ضرورة تكريم الأب أمر بديهي يقول:‏‏

لا يمكن لأحد أن يتجاهل أو يتناسى دور الأب في حياة أولاده واهتمامه بهم ولكننا لا نحسن الاحتفاء به, نعتقد أن الأب يكتفي بأن يكون أبا ويقدم واجباته تجاه اسرته دون أن ينتظر كلمة شكر أو اعتراف بالجميل وبرأيي أن الأم هي التي تستطيع تعليم الأولاد كيفية احترام الأب وضرورة اظهار هذا الاحترام والمحبة وليس من المهم أن يكون هناك يوم خاص بل في كل الأيام.‏‏

ويوافقه الرأي السيد زاهر ابراهيم حيث قال:‏‏

نحن لا نحتاج إلى عيد أو مناسبة لتكريم الوالد لأن ديننا وطبيعة مجتمعنا يحثاننا دائما على تقدير وطاعة الوالدين وأنا أرى تخصيص يوم لعيد الأب أو حتى الأم هي بدعة وعادة غريبة ونتيجة للغزو الثقافي الذي يحاول تقويض الحياة الأسرية في مجتمعاتنا فمن واجبنا وحق الأب علينا أن نكرمه في كل لحظة وأنا كأب أرى أن الاحتفال الحقيقي بأبوتي هو نجاح أولادي وسعيهم لرفع رأسي عاليا بأخلاقهم وتربيتهم وتفوقهم في الحياة.‏‏

ويرى مهران مدني أنه لو اعتبرنا الأمر بدعة فما من شك أنها افضل وأرقى البدع يقول:‏‏

إنها مناسبة جميلة تذكرنا بواجبنا تجاه ابائنا لنقدم لهم ولو مرة في السنة التقدير الذي يستحقونه وللخروج من رتابه الأيام خاصة مع الوضع الذي يضطر الكثير من الآباء إلى الابتعاد عن اولادهم حيث يعملون بدوامين مثلا لتأمين احتياجات الأسرة فهذا اليوم يكون مناسبة للاعتراف بجميلهم وكي يشعروا أن الأبناء ممتنون للجهود التي يبذلونها.‏‏

ومثله يرى رشيد عطية أن غياب الأب يسبب شرخا عائليا ما يضعف علاقته بأولاده يقول:‏‏

لماذا لا يكون هناك يوم للأب?‏‏

نعم من المفترض أن يوجه الأبناء ليحسوا بأهمية وجود الأب حتى لو كان غائبا وربما يوم في السنة سيشكل قاعدة جيدة ليبقى التواصل مع الآباء فمثلا رغم خروج المرأة إلى العمل لا يزال المجتمع متمسكا بدورها الأساسي في الاهتمام بالأولاد والتواجد معهم فيما نراه يترك هذه الالزامية المعنوية جانبا بالنسبة للأب وهذه العوامل غالبا ما تعمق صورة الأب وتحدد دوره بالمعيل المادي اكثر من اي أدوار إنسانية أخرى.‏‏

ويؤكد عبد الرحمن سيفو أنه ليس ضد تكريم الاشخاص وإقامة العيد كرمز ولكنه يخشى التحول إلى المنحى الاستهلاكي يقول:‏‏

صدقا لم أكن أعلم أن هناك عيداً للأب ولست ضد تحديد يوم للاحتفال به ولكنني ضده خوفا من تحوله إلى الاتجاه المادي الذي نراه في باقي الأعياد,شراء هدايا غالية صباحا ثم ننسى العيد وأصحابه ونعود لمدة 364 يوما منشغلين بأنفسنا ومشاغلنا غير مدركين لحاجات أهلنا النفسية والمعنوية قبل المادية ولكن اذا اردنا ان نكون صادقين ومنصفين فمن الاجحاف بحق الأب والتمييز ضده الاحتفال بالأم دونه.‏‏

أبو محمد غاضب من الابناء والمجتمع وايضا الاعلام يقول:‏‏

هناك عيد للأب غريب لا ليس غريباً ألا نعرف به فأنا بعدما تجاهلني الجميع نسيت وجودي فكيف اتذكر ان هناك عيداً خاصة أنتم الاعلام كان واجبكم ان تباشروا بنشر هذا العيد كتقليد في المجتمع لأن رب الأسرة صاحب الدخل المحدود صار بحاجة إلى المعنويات العالية اكثر من اي وقت مضى والعيد رغم انه يوم رمزي سيعني الكثير لي سيذكر أبنائي بأنني ربيتهم ويدفعهم للاتصال بي والسؤال عن حالي.‏‏

كذلك يقول عيسى ديب: من الضروري الاعتراف بدورالأب والاحتفال به لأنه (جسر البيت ) وعيد الأب الأهم هو احترامه في بيته ومجتمعه لذلك قد يكون من المهم تركيز الاعلام على وضع برامج ومواد تعلم الناس القيم والالتزام باحترام الأب والأم, بدلا من الهدايا والقشور يجب تقدير الأب ورفع معنوياته ليعطي أكثر.‏‏

أما حواء فهي تعترف أن تربية الأولاد بلا أب تربية عرجاء, تقول السيدة سعاد يعقوب:‏‏

إن وجود الأب في العائلة الذي يعطي من قلبه ويكرس حياته وطاقاته من اجل ابنائه امر مهم وضروري وهو دائما يحب أن يكون مثالاً أعلى للشباب وصورة لزوج المستقبل بالنسبة للفتاة ولا أرى ضيرا من الاحتفال به وتخصيص يوم له.‏‏

أما أم ابراهيم فهي تركز على ضرورة الاحتفال بعيد الأب للتذكير بأهميته ودوره في العائلة والمجتمع تقول:‏‏

هذا الدور الذي بات يهمل شيئا فشيئا لذلك بتنا بحاجة أكثر إلى التركيز على عيد الأب الذي لم نكن نسمع به من قبل فالأب هو الأقدر على اتخاذ القرارات العائلية الصائبة لذلك من الضروري الاهتمام به ورفع معنوياته واعتقد أن أجمل هدية له هي حبه واحترامه وتقدير دوره.‏‏

إنه الأب القطب الأهم في بناء الأسرة, العالم يحتفل بعيده فهل ترون أهمية أن نخصص له يوماً للاحتفال به كما نحتفل بأمهاتنا..??‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية