|
شؤون سياسية وقد جاءت هذه الصدامات في ظل ضغوطات أميركية وتدخلات إسرائيلية في الوضع السياسي الفلسطيني. الثورة التقت الأستاذ خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وحاورته في مختلف جوانب الوضع الفلسطيني وهذا نص اللقاء.. * في أعقاب الأحداث الدامية بين حركتي فتح وحماس كيف تقرأ الأوضاع في الأراضي المحتلة? * * ما جرى في قطاع غزة وللأسف الذي انتقل الى الضفة الغربية جاء نتيجة تجاذبات في الساحة الفلسطينية بين رؤيتين سياسيتين- حاولت الاتفاقات السابقة التي وقعت والحوارات التي جرت في مكة وفي القاهرة ودمشق قبلهما أن تذلل العقبات... وأن تقود الأمور الى تفاهم داخلي فلسطيني من أجل ترتيب الأوضاع الفلسطينية إلا أنه للأسف لم يلتزم البعض بهذه الاتفاقات ولم يلتزم بنتائج الحوارات التي جرت وعرقل تنفيذ ما تم التوصل إليه في اتفاق مكة.. وخاصة مسؤولي الأجهزة الأمنية.. الأمر الذي أدى إليه في مزيد من التفاعلات الداخلية وأدى الى ما أدى إليه من الاحتكام الى السلاح والاقتتال والاضراب الداخلي الذي نحن ضده,ولا نعتبر أنه الأسلوب لمعالجة القضايا الخلافية في الساحة الفلسطينية نحن نعتبر أن الأمر يتطلب الحكمة .. العقل ويتطلب الشعور بالمسؤولية الوطنية العليا * أين تلحظ الأصابع الإسرائىلية الأميركية فيما حدث في غزة? * * لا يخفى على أحد أن الأجندة الخارجية للوضع الفلسطيني والدعم الذي تلقته بعض الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية.. الدعم التسليحي والمالي و اللوجستي الذي قدمته أميركا لترسيخ الفتنة الداخلية.. كان له دور أساسي في توفير الأجواء وشكل محاولة لتقوية طرف واعطائه فرصة للانقلاب على الشرعية الفلسطينية. * كيف ترى مستقبل العلاقة بين الحركتين فتح وحماس? * * بعد الذي جرى في غزة أعتقد أن أياً من الحركتين لا تستطيع بخطوة أحادية الجانب الاستفراد بالسلطة ولا يستطيع الإخوة في حماس لوحدهم اتخاذ خطوات انفرادية في قطاع غزة على الرغم من سيطرتهم الكاملة على كل الأجهزة والأوضاع هناك.. ولاتستطيع فتح أو المؤسسة الرئاسية الفلسطينية التفرد باتخاذ خطوات أحادية مثل تشكيل حكومة طوارئ من أجل معالجة الأمور من طرف واحد. نعتقدأن الاسلوب الصحيح للمعالجة هو العودة لطاولة الحوار.. والعودة للتفاهم بين الحركتين باحتضان وطني فلسطيني شامل بمشاركة كل القوى والفصائل وممثلي الشعب الفلسطيني بعيداً عن الاصطفافات الاقليمية والدولية التي أضرت بالقضية الفلسطينية. * هل ترى كقيادي فلسطيني امكانية للعودة الى طاولة الحوار في ظل الظروف الراهنة? * * نعم اعتقد أن هناك مجالاً .. خاصة أن الإخوة في حماس والأخ خالد مشعل في مؤتمره الصحفي الأخيرأعرب عن ذلك.. وتعرب حماس دائماً عن استعدادها لذلك.. وهناك تيار كبير في داخل حركة فتح مع الحوار والعودة الى طاولة الحوار لمعالجة القضايا لأنه لا سبيل أمام الفلسطينيين إلا من خلال هذا الحوار ومن خلال رعاية وطنية فلسطينية واتفاق وطني فلسطيني وبرعاية عربية. * أين الدور العربي في احتواء الفتنة? * * المطلوب عربياً أن تتحرك الجامعة العربية أو اللجنة التي شكلت مؤخراً لوضع آلية عملية .. ولا يتم الاكتفاء بالبيان الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب أو المناشدة التي صدرت.. لا بد من وضع آلية تمارس ضغطاً حقيقياً على الطرفين للعودة الى طاولة الحوار من أجل التفاهم على قاعدة مبدئية تستند الى أسس صحيحة تتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتفاهم. لأن استمرار الاقتتال لا يخدم إلا الاحتلال حيث تريد إسرائىل أن تزيد من حالة الاقتتال والاضطراب الداخلي نحن بحاجة الى قيادة مسؤولة تتخذ قراراً حكيماً بعيداً عن الضغوطات الأميركية والتدخلات الإسرائىلية.. وتعود الى الحوار الذي لا بد أن نصل إليه في معالجة الأمور. |
|