تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لهذا السبب غزونا العراق

الانترنت عن موقع informationcleacinghouce- بقلم
ترجمة
الاربعاء 20/6/2007
ترجمة ليندا سكوتي

منذ عام 2003 تخوض القوات الأمريكية حربا في العراق سيلقى بها كثير من الجنود حتفهم دون أن يتوصل الأمريكيون إلى معرفة الاهداف الحقيقية منها,

ذلك بعد أن تأكد لديهم كذب الأسباب التي قدمها بوش لتبريد تلك الحرب التي ادعى بها بأن الغزو كان يهدف إلى نزع اسلحة الدمار الشامل, وايقاف الدعم الذي يقدمه صدام حسين للارهاب وتحرير الشعب العراقي.‏

لقد أصبحنا على قناعة تامة بأن كل ماذكر لايعدو عن كونه مزاعم زائفة إذ إن المعلومات المضللة التي اطلقت حول العراق قد تم اصدارها من قبل فئة خاصة ضمن البنتاغون( يديرها رامسفيلد وولفويتز وفيث) عملت بعيدا عن الجهات الاستخباراتية الرسمية الأخرى وكان هدفها الرئيس هو اختلاق معلومات زائفة تمكن الإدارة الأميركية من القيام بحرب على العراق.‏

ويتساءل المرء إن كان بوش على علم بالأكاذيب المدرجة في خطبه التي كان يلقيها, والتي تكتنفها بشكل عام معلومات مختلفة تفتقر إلى الصحة, وعن الجهة التي امرت معدي خطابات بوش بادراج تلك الاكاذيب في مضمونها ولماذا كذب كل من نائب الرئيس تشيني ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ووزير الدفاع على الشعب الاميركي وعلى العالم بأسره وما الاجندة الحقيقية لذلك?‏

وقد وجد ملايين الاميركيين الاجابة على تساؤلاتهم واستنتجوا من الواقع الاسباب التي دعت بوش إلى احتلال العراق ألا وهي:‏

1- النفط: تحاول الحكومة الاميركية تأكيد هيمنتها من خلال سيطرتها على النفط ويسعى بوش وتشيني لمكافأة شركات النفط ذات العلاقة الوثيقة بهما.‏

2- العقد الأمنية العسكرية التي تظهر برغبة الاجهزة الاستخباراتية بالحرب باعتبارها وسيلة لزيادة هيمنتها كما أن منتجي الأسلحة العسكرية يرون في الحروب مجالا لزيادة ارباحهم.‏

3- ايديولوجية المحافظين الجدد: يسود الاعتقاد لدى المحافظين الجدد بضرورة التفرد الاميركي ويرون أن القوة العسكرية الأميركية تعطي حكومة الولايات المتحدة الحق بفرض هيمنتها على مختلف انحاء العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط حيث الدول الاسلامية المستقلة التي ترفض سرقة اسرائيل للأراضي الفلسطينية.‏

4- كارل روف الذي رأى ضرورة القيام بالحرب انقاذا لبوش من معارضة الديمقراطيين الذين ينظرون إليه كرئيس غير شرعي استلم السلطة بناء على قرار المحكمة الأميركية العليا.‏

5- أن الحرب على العراق قامت لها اميركا ردا على ماجرى بتاريخ 11/.9 وبذلك تضافرت كل تلك الاسباب لتبرير شن حرب ضروس على شعب بريء وربما يكون ثمة اسباب اخرى قادت إلى تلك الحرب لم نستطع معرفتها , كما هو معلوم لدينا حتى الآن ان جميع الاسباب والمبررات للحرب كانت مختلقة وغير شرعية ويبقى السوال لماذا يصر بوش على استمرارها, على الرغم من تكاليفها الكبيرة, بعد مضي خمس سنوات على حرب خلت من أي هدف نبيل, ( إلا إذا اعتبرنا ان اسامة بن لادن ونشاطاته التي لاتوجد اي علاقة للشرق الأوسط بها مبررا ذلك) وهل الموافقة على مرشحين للرئاسة يرغبون باستخدام السؤال النووية كوسائل لارهاب المسلمين تعطي مؤشرا إلى أن الأميركيين تحولوا إلى وحوش تخلو من نظرة انسانية لقد اعتمد بوش منذ توليه السلطة على الإكراه والارهاب والتهديد بالحرب وتجنب الدبلوماسية والنوايا الحسنة, وأحيا مؤيدو الحرب في نظامه سباق التسلح النووي, الأمر الذي دعا كلا من الصين وروسيا للنظر إلى الهيمنة الاميركية على العالم بقلق كبير. فالصين وضعت صواريخ اي سي بي ام اس على المنصات المتحركة للدفاع عن وجودها مقابل اي هجوم اميركي محتمل وروسيا طورت صواريخ اي سي بي ام اس متعددة الرؤوس لمجابهة اي هجوم صاروخي ينطلق من القواعد الاميركية إلى أوروبا.‏

إن الادارة الاميركية التي اعادت الدرع النووي إلى الساح فإنها بذات الوقت تساعد انصار الحرب المقربين منها من جني الارباح والثروات الطائلة ينظر إليها باعتبارها إدارة سيئة.‏

* مساعد وزير خزانة سابق‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية