تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتاب (الخمسمئة عام المقبلة) ماهو خيالي, حقيقي في المستقبل

كتب
الاربعاء 20/6/2007
دلال ابراهيم

هل بإمكان التنبؤ بالمستقبل البعيد, ونحن لا يمكننا إدراك ماسيحدث في العام القادم? وكيف لنا أن نتخيل الانجازات التقنية المستقبلية,

وأن نرى مسبقاً آثارها البشرية? وكيف سنمسك بأسرار الطبيعة اللانهائية, لكي تتحكم بها, ونغزو فضاء, لابل نستوطنه?‏

في كتابه (الخمسمئة عام القادمة) ومن خلال جزأين استعرض الكاتب /أدريان بيري/ في الجزء الأول مستقبل الأرض خلال 500 عام المقبلة, في الجزء الثاني مستقبل الفضاء, فمن وجهة نظره أن الأحداث تبدو غير عادية في وقت التنبؤ بها فقط, ولكن حاضرنا هذا كان يوماً مستقبلاً للآخرين, وجميع الاختراعات والاكتشافات التي بين أيدينا الآن, كانت وقت طرحها, مثار استغراب واستهجان حتى علماء رؤوا استحالة تحقيقها, وهكذا سيكون المستقبل حاضراً لناس آخرين, ومهما كان المستقبل خيالياً بالنسبة لنا فإن الذين يعيشون فيه سيعدونه عادياً تماماً, وسيكون ممكناً تقنياً لأحفادنا استعمار كواكب لاحصر لها تدور حول النجوم, وإذا لم تحدث كارثة تقضي على الجنس البشري فإن فرص حدوث هذا سترتفع نحو اللانهائية مع مضي الزمان, ينبىء بالنمو المتزايد للثروة البشرية وتخزين الشخصية الإنسانية على أقراص الحاسوب لاسترجاعها بعد الوفاة, وبأنه قد يخلفنا الإنسان الآلي الذكي, وبزراعة البحر ومجيء عصر جليدي ثان واستعمار القمر, والمريخ والكويكبات, وأخيراً بناء سفن النجوم, وعندما تحدث هذه الأشياء لن يفكر أحد بأنها فوق العادة, مثلما لانجد نحن شيئاً فوق العادة البتة في إقلاع النفاثات الضخمة وبها مئات المسافرين.‏

وفي القرن الثاني والعشرين, أو الثالث والعشرين, عندما يعلن زوجان (ستذهب للعيش في المريخ) فلن يثير هذا دهشة أحد, تماماً كما يقول مثلهما شخص ما اليوم: أنا ذاهب للعيش في استراليا.‏

ويعتقد بيري أن كتاب الخيال العلمي هم الذين سنأخذهم على محمل الجد مستقبليين على المدى الطويل, رغم أن الكثير يرون أن الخيال العلمي كثير مايعد مرادفاً لأكثر الهراء طيشاً, وعلى المستقبلي, ولكي يتجنب سخرية أجيال المستقبل منه, احترام ا لعلم, أي مكتشفات العلماء, والسبل المحتملة لاستغلالها.‏

وفي فصل ثروةالجنس البشري يقول الكاتب إن عملية الإثراء المستمر للجنس البشري, والتي بدأت مع عصر النهضة العلمي قبل خمسة قرون, قد تزامنت تقريباً مع الرحلة الأولى لكولمبس, وكل إشاره فيها توضح استمراريتها لخمسة قرون قادمة, والسبب توق البشرية إلى جعل نفسها في وضع أفضل, وتوجه التقنيات جميعها نحوالتحسين, وكلما تقدم العلم أسرع تكدس رأس المال بسرعة أكبر والمصادر التي تم اكتشافها حتى الآن في الفضاء وأعماق البحار قد جلبت مداخيل تجاوزت 100 بليون دولار للاقتصاد العالمي, وهذا المبلغ سيزيد إلى بلايين مضاعفة قبل انتهاء خمسة قرون والكوارث مهما حصلت, هي عرض قد يطرأ باستمرار فإن الاحتمال هوأن تتجاوزها دون أي خسائر مادية على المدى الطويل أو تقوم بتحويلها إلى مصلحتنا ويعتبر الخوف مرضاً عالمياً وشخصياً, يبدو كحالة ذهنية إنسانية دائرة. و لذا فهويرى أن مسألة الرعب والأخطار المتخيلة,مثل مخاطر الانفجار السكاني, وسخونة الكرة الأرضية والتصحر, والمرض الذي سوف يتسبب فيه ترقق طبقة الأوزون, كلها أنماط من الرعب ينزع إلى المبالغة إلى درجة الهستريا بأكملها, وكله من صنع الخيال.‏

إذ فيما يتعلق بارتفاع درجة حرارة الأرض, وجد علماء أن كل الزيادات والنقصان تتماثل تقريباً مع النشاط الشمسي, أي ليست النشاطات البشرية هي السبب في ارتفاع الحرارة, وإنما التغييرات الصغيرة في أشعة الشمس هي السبب الرئيسي للتغيرات المناخية, وقد اكتشف مثل هذه التغييرات المحدودة عقب العصر الجليدي القصير خلال فترات متقطعة في القرن الرابع عشر والتاسع عشر, ويتوقع عودة إلى العصر الجليدي, داعياً العلماء إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة مستنداً إلى حقيقة عدم الانتظام في دوران الأرض حول الشمس, وتغيير الإنسان لشكل الغطاء الطبيعي للأرض, ستفضي لقدوم فترة ثانية من البرد الشديد, وفي فصل موت التاريخ يتوقع أن تبقى مسألة الخلود مستحيلة على الإنسان, وإنما يمكن إطالة عمر الإنسان إلى 140 عاماً وهذا يمكن عمله بانزيمات السوبر أوكسيد التي تؤخر عملية أكبر بحماية ال( دي إن أي) بحماية الدي, إن أي في الجسم, واستبدال الأجزاء العطوبة من الجسد بما فيها العقل, ويتوقع أن أياً من هذه الأسلحة المدمرة المعقدة لن يتم استخدامها, إنما سيستخدم سلاحاً متاحاً وأكثر دماراً في القوى الطبيعية في الكون, ألا وهو الجاذبية, وهذا السلاح سيحوي في جوهره رمي الأجسام على رؤوس الناس بسرعة عالية من مسافات شديدة الارتفاع, ولايستبعد فرضية زراعة البحر, هذا الذي يحتوي على معادن إن تم استخراجها فستحقق هامش ربح كبير, ومثلما هناك على الأرض نوعان من الزراعة, المحاصيل والماشية, فستكون كذلك في البحر, المحاصيل ستكون العشب البحري الذي تبدو امكانيات استخدامه غير محدودة,وكذلك العوالق والنباتات الصغيرةوالحيوانات البحرية لكل فئاتها, وسيلبي احتياجات أغلب أفراد الجنس البشري.‏

ولايستبعد بيري أن تتحقق يوماً حجة الرئيس الأميركي ليندون جونسون الأكثر مساندة لاستكشاف الفضاء, عندما قال:( يوماً ماسنكون قادرين على جلب كويكب يحتوي على قيمة بلايين الدولارات من المعادن التي نحتاجها بشدة, قريباً جداً من الأرض,ليقدم مورداً واسعاً من الثروات المعدنية لمصانعنا( ولاسيما أن القرن القادم سيشهد نقصاً شديداً في العناصر المعدنية كالبلاتين والبلاديوم المتوفرة في الكويكبات الأخرى.‏

***‏

بقلم أدريان بيري‏

الكتاب من منشورات المجمع الثقافي‏

ويقع في 350 صفحة‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية