|
ومضة وهنالك مثل يؤمن به بعض المتفاءلين (احتك بالكبار تصبح منهم) ربما من هذا المنطلق الساذج سمعنا بمسرحية تحمل العنوان التالي: شعراء الحداثة يحاكمون المتنبي..قد يفرك البعض عينيه غير مصدق سوريالية هذه المحكمة.. وأن أحدهم وواتته فرصة عمره و(فش كل خلقه) ونعت المتنبي بالشاعر (الأجير) وكأننا نعيش زمناً عربياً خالص النقاء والشهامة والصدق وكأن أدباء العربان عموماً ليس لهم علاقة بنفاق النقد أو التدليس الذي تعرفه طاولات مقاهيهم وكأنهم جميعهم أبطال ساح الوغى ولا عنترة العبسي?!-أخشى أن يأتيه الدور بالمحاكمة-وليس غريباً أن ذكاء شعراء الحداثة أولئك فاتتهم بديهية معروفة لدى الجميع أنه هنالك من عليه أن يبحلق بكلتا عينيه ليرى (حدبته) بل وأكثر من ذلك عليه أن يعي حقيقة عورة قدراتهم الضئيلة في عالم الأدب الذي يعيش كساداً حقيقياً بفضل ذكاء القارئ الذي أقلع عن الثقة بتزكيات أقلام النقاد المضللة والملعوبة..?! من الطبيعي أن يشكوا شعراء الحداثة أنه لا جمهور لهم ولا قراء ينفضون الغبار عن دواوينهم ومن الطبيعي جداً أن يحافظ المتنبي على قراء يحفظون شعره مثل أسمائهم. يصعب على من كتبوا الشعر لسنين طويلة دون أن يحرزوا قارئاً من دون حملة من التزكيات والألقاب..أن يسلموا بنبوغ المتنبي أو أن يعترفوا بأن هنالك فرقاً شاسعاً بين قافية تنزرع بالذاكرة مثل نخلة بالغة الزهو والاكتمال وبين شبه قافية سقفها أن تشبه المفرقعات النارية مجدها يدوم لحظات وحسب.. يخطر في بالي أن أقول لكم ما يجعلكم تيئسون من محاولة النيل من هم بمثل بهاء المتنبي: اسمعوا, حتماً أن أبناء الأدب ينقسم أفراده من ناحية الموهبة والنبوغ الى أفراد عاديين..وآخرون يجري في عروقهم ما يمكن أن نعتبره شبياً بالدم الأزرق-دم الملوك- نعم لأنه على ما يبدو أن ضآلة ثقتكم بقدراتكم وخوفكم الشديد من غربلة الزمن جعلكم تشعرون شعوراً مبرراً يشبه مثلاً: شعور البطة السوداء..ورحتم تكيلون الاتهامات لشاعر أناه الإبداعية أجمل من طاووس..على أمل انزاله من عليائه نحو قاعكم ولو (قيد أنملة)..?! لهذا يا شعراء الحداثة التفتوا إلى تحسين عبقريتكم التي توهمتموها والأهم حسنوا ألفاظكم حين يتعلق الأمر بشعراء كبار مثل المتنبي..وامرؤ القيس..إنها محاكمة لا تستحق حتى الطعن.. |
|