|
مجتمع حين نادت الأمم المتحدة بوجوب إحياء هذه المناسبة ، حيث شهدنا حدثين هامين في مسار قضية الإعاقة لهذا العام تمركز الأول حول مصادقة وإبرام المعاهدة الدولية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي سرى مفعولها لدى الدول الموقعة عليها في شهر أيار عام 2008 والتي تعتبر تحولاً جذرياً إزاء قضاياهم التي ارتكزت على منظومة حقوقية بعيدة عن المقاربات السابقة المرتكزة على البر والشفقة والأعمال الخيرية الاختيارية . وانطلاقاً من ذلك وخاصة أن سورية قد وقعت على هذه الاتفاقية فقد أحيت هذا اليوم بعدة نشاطات وفي مناطق مختلفة بهدف دمج المعوق في مجتمعه المحلي والعمل على نيله حقوقه وواجباته. الاحتفالية الأولى للأطفال ذوي الإعاقة كان النشاط الأول قد قامت به مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة ببرنامج احتفالي أقيم في المركز الثقافي بالمزة مؤخراً وعلى مدار ثلاثة أيام تخللته عدة أنشطة متميزة بعروضها ومشاركة الأطفال في عدة معاهد للتأهيل وتدريب المعوقين تمثلت في ورشات فنية/رسم ، خط عربي- أعمال صلصال- رسم على الفخار- تشكيل فني بالبالونات- رسم على وجوه الأطفال- مسرحيات.../ وقد بدىء الحفل ضمن رعاية وحضور السيد وزير الثقافة د. رياض نعسان آغا القلعة حيث أشار إلى أن الله قد منح المعوقين قدرات استثنائية وابداعية حلت محل الحاسة المفقودة وما دور وزارة الثقافة في نشاطاتها المتعددة إلا كشف موقع القوة البديلة ورعايتها وغاية هذه الورشات إعطاء مساحة واسعة للمعوقين للتعبير عن ذلك، فهناك في حلب فرق مسرحية كلها من المعوقين، وكذلك فرق من الموهوبين بالرياضة والرسم ومن الطبيعي أن يحمي المجتمع ذوي الحاجات الخاصة لأن الإنسان لا يعوقه شيء والنماذج كثيرة منها بيتهوفن وطه حسين وبشار بن برد وآخرون... ودمجهم في المجتمع ضروري جداً لذا لا بد من مساعدة أبناء هذه الأسر اجتماعياً... وبالنسبة لوزارة الثقافة فهي رافد من الروافد ،فالمعني بهذه الفئة هي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ونحن نمتلك المسارح والورشات وميادين الانخراط الاجتماعي، وبالنسبة للمسرحية وللحقيقة فقد دهشت لفرقة الصم حيث الانسجام بين الرقص والحركة مع الموسيقا فليس سهلاً أن نعلم الصم كيف يتعاملون مع ما لا يسمع عرض جميل والأهم هو عملية الدمج في هذا العرض. وبدورها رانية كعكرلي رسامة/ قالت: نعمل الرسوم على وجوه الأطفال المشاركين وغير المشاركين في العروض لإضفاء شخصية لهذا الطفل المشارك كالساحر والمهرج والشرطي... ولغير المشارك لنشر البهجة أما السيد بيبو من ألمانيا والسيدة انجيلا من النمسا الممثلان للعائلة الدولية لخدمة المجتمع وهي فرقة عالمية جوالة على عدد من الدول خاصة بالأطفال وفعالياتهم فقد قامت بتشكيل فني بالبالونات بعدة أشكال وأحجام قدمت هدية لهم. الطفل الأصم يتكلم بيديه ويسمع بعينيه بدورها السيدة أناهيد طنطا من معهد الصم تحدثت عن نجاح الأطفال الصم في العروض لإصرارهم على تقديم هذا العرض بشكله الأمثل لإثبات قدرتهم على المشاركة مع الآخرين وكذلك جهد المشرفين وطرائقهم المختلفة في التدريب وعبرت عن أن الطفل الأصم كغيره من الأطفال يتكلم بيديه ويسمع بعينيه. وفي مكان آخر أي في المركز الثقافي في اليرموك أقام مركز التأهيل المجتمعي التابع للأونروا فعالياته تحت شعار تحقيق الأهداف الانمائية للألفية بحيث لا نستثني أحداً. تمكين الأفراد ذوي الإعاقات ومجتمعاتهم المحلية السيد أيوب دياب مدير الإعاقة في الأونروا أشار إلىأنه تم اختيار هذا الموضوع لتشجيع التوصل إلى فهم أفضل لقضايا الإعاقة والعمل من أجل تمكينهم من خلال الأهداف التنموية للألفية إذ إن ما يقرب من 10٪ من السكان في العالم لديهم إعاقات ومهمشون بسبب الحواجز المجتمعية التي تمنعهم من المشاركة في الحياة المجتمعية حيث يواجهون بالتميز والوصم الاجتماعي الناجم عن سوء فهم الإعاقة وغالباً ما يحرمون من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والعمالة، وحتى الحق في الحصول على الغذاء المناسب، ونتيجة لذلك فإن 20٪ منهم يعيشون تحت خط الفقر في البلدان النامية وتشكل الأهداف الإنمائية للألفية ثماني قضايا تنموية رئيسية تشجع على العمل للحد من الفقر وتحسين الصحة والتعليم ومعالجة المشاكل البيئية. وناشد السيد أيوب الجميع بتطبيق قوانين نصت على منحهم حقوقهم فالفعل واحد، والإرادة واحدة والغايات واحدة وحان الوقت لرسم خطط مستقبلية لتنفض عنا غباراتهم التي مكثت أعواماً عديدة... لنعيش على أرض الواقع بإرادة عالية والسمو بهمة قوية. بدورها السيدة وفاء سليمان ماجستير تربية رأت أن الحقوق الثقافية للمعوقين بوصفهم أشخاصاً يحق لهم على قدم المساواة كل ما يحق للأشخاص الطبيعيين في جميع الأنشطة الذهنية والإبداعية المتعلقة بالتربية والعلم والثقافة. بينما ركزت الآنسة ليندا النفوري ماجستير صحة نفسية على أهمية المهارات للتواصل مع أمهات الأشخاص المعوقين لأن هذه المهارات ضرورية جداً في نجاح عملية التعامل والتخاطب مع الآخرين، وبالتالي فإن فشل عملية التواصل سيؤدي إلى نتيجة سلبية، وبالتالي سيكون مرد ذلك سيئاً على المعوق وعائلته والمطلوب هو اكسابهم مهارات جديدة وتزود بالأفكار الايجابية ورأت منسقة البرنامج والنشاطات سهاد عبود أن العمل طيلة عام 2009 كان لتعريف المعوقين والمجتمع المحلي على الحقوق والواجبات والقوانين المتعلقة بهم بغية المساهمة في دمجهم بالمجتمع وإلغاء المواقف السلبية تجاههم أو تعديلها بأسوأ الأحوال كمرحلة أولى ودفعه للمشاركة الجادة والفعالة في بناء المجتمع مؤكدة على أن هذه الاحتفالية هي بوابة الدخول إلى عام2010 من بوابتها الثقافية والاجتماعية للوصول إلى إعداد جيد ومشاركة فعالة. |
|