تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


منظمة المرأة العربية.. بين التحدي الثقافي ومفهوم الحقوق

مجتمع
الأحد 3-1-2010
غصون سليمان

ثمانية عشر بنداً ناقشته منظمة المرأة العربية على مدى ثلاثة أيام من خلال اجتماعها العادي السابع لمجلسها التنفيذي في دمشق مؤخرا فجاء جدول الأعمال مليئاًً بالخطط والتوجهات الادارية، الاجرائية،

رؤية مستقبلية، عروض مقترحات لمشروعات تتبناها المنظمة أواستجابة لمخرجات أي من هذه المشروعات والتحديات التي تواجه الدول عند التنفيذ فكان التأكيد على النهوض بواقع المرأة.‏

إلا أن الأبرز في الحوار والنقاش هو التركيز على ما تضمنه برنامج عمل المنظمة لعام 2010 والذي يقوم على برامج عمل مستمرة تتعلق بالمسح والقانون وقواعد البيانات من خلال اجراء إحصاء متكامل واحد لجميع الدول الأعضاء على اعتبار أن قاعدة البيانات الجغرافية الموجودة في الدول العربية تختلف في طريقة تعدادها بين دولة وأخرى، ما يستدعي توحيد بنية ومنهجية الاحصاءات تلافيا للمشكلات.‏

كذلك أعلنت المنظمة عن وجود مشروعين مهمين جديدين ستعمل المنظمة على تنفيذهما في خطتها القادمة, الأول يتعلق بألف باء حقوق المرأة العربية في التشريعات والقوانين, والثاني هو برنامج يتم تفعيله عبر «النت» بحيث تسأل المرأة والمنظمة تجيب عبر خبرائها واختصاصييها الأعضاء في الدول العربية، بالإضافة إلى أهمية تسليط الضوء على الأحكام القضائية المهمة والمؤثرة على حقوق المرأة والتي لا يشار لها بشكل صريح وواضح بغية إرساء حقوق قانونية تساعد أطراف المعادلة المجتمعية للنهوض بالواقع المعاش وفق نظام كل دولة.. هذا ما أشارت إليه الدكتورة ودودة بدران المديرة العامة للمنظمة.‏

أهم التحديات‏

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها المنظمة في عملها فقد اعتبرت الدكتورة بشرى كنفاني رئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة ومديرة دائرة الاعلام في وزارة الخارجية أن أهم مشكلة برأيها كمندوبة لسورية في المنظمة هي المسألة الثقافية الفكرية على اعتبار أنه في أفكارنا الكثير من الرواسب النمطية المتخلفة وبالتالي إذا استطعنا أن ننهض ثقافيا في مفهومنا حول وضع المرأة على صعيد دورها وربطها بالانتاج والتنمية نكون قد حققنا شيئاً إيجابياً لأن المسألة هنا (برأي الدكتورة كنفاني) ليست قضية حقوق بين أكثر وأقل وإنما القضية الأساسية تكمن بجوهر المسألة الثقافية، موضحة في السياق ذاته أن مسألة الأمية هي شيء يجب أن ينتهي من عالمنا العربي، فهي تعني الرجال والنساء وكل من ينضوي تحت لواء الأسرة والمجتمع على السواء، لافتة إلى وجود اختلاف في نظرة كلا الجنسين لقضية المرأة بشكل عام من حيث رواسب متخلفة، فما يحق للرجل في كثير من المواضع قد لا يحق للمرأة ولاسيما أن البعض يراها ربما أقل من شريكها الرجل، وهذا ما تؤيده المديرة العامة للمنظمة الدكتورة بدران من ناحية أن البعد الثقافي هو التحدي الأكبر.‏

وفي الجانب المقابل لفتت إلى وجود برنامج لدى المنظمة للمراجعات الثقافية يتضمن الكثير من الرؤى والدراسات حول مفهوم أمن الإنسان والعولمة ورؤية المرأة في الخطاب الاسلامي المعاصر، إضافة إلى وجود دراسة قيد الانتهاء حول فكرة ماذا يسمع الشباب في بلدانهم.‏

أهمية خاصة للإعلام‏

كما حضر إيقاع الاعلام بكل أدواته وأشكاله في أكثر من جانب فكان تأثير هذا الايقاع كحجر الرحى في مواضع عدة لأن العصر الحالي هو عصر الإعلام بامتياز، ما يعطي للاعلام دوراً أوسع وأشمل أكثر من أي وقت في حياتنا حسب ما ذكرته الدكتورة كنفاني، مؤكدة أن النهوض بواقع المرأة هو الأمر الذي تعمل عليه المنظمة ما يقتضي بداهة أن نعطي للاعلام أهمية خاصة، إعلام يتناول قضايا المرأة بشكل موضوعي متوازن بحيث يساهم بشكل أساسي في صنع المجتمع العربي التشاركي القادر على تحقيق التنمية والتقدم.. من هنا جاء الاهتمام داخل المنظمة بالجوانب الاعلامية لأن هذه المسألة عامة بالنسبة للمرأة وإن كانت في الحياة الخاصة وفق ما أشارت إليه الدكتورة كنفاني.‏

ومما ذكرته أيضا هو تبني المنظمة العربية خطة للإعلام تبلورت في وضع استراتيجية إعلامية للمرأة العربية قام بوضعها باقة من الخبراء والخبيرات على مستوى الوطن العربي، وفي هذا الإطار تعمل المنظمة على إقامة دورات تدريبية للاعلاميين ضمن مشروعها في الاحتراف المهني.‏

ويذكر هنا أن الجوائز التي قدمت لمجموعة من السيدات الاعلاميات العربيات يأتي ضمن هذا المشروع.‏

هذا وتم على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي توزيع المنح البحثية على الباحثين العرب الفائزين في دورتها الرابعة وهم: الباحثة هالة آغا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية (سورية) عن أطروحة بعنوان العنف الموجه للزوجة في محافظتي دمشق وريفها وهي دراسة سوسيولوجيا من منظور النوع الاجتماعي (الجندرة).‏

والباحثة نعمة عبد ربه من كلية التربية بجامعة الأزهر بغزة (فلسطين) عن أطروحة دكتوراه بعنوان المهارات الاجتماعية وعلاقتها بالقدرة على اتخاذ القرار لدى القيادات النسوية في المجتمع المدني الفلسطيني. والباحثة نشوى مختار حسين محمد من معهد البحوث والدراسات الافريقية جامعة القاهرة عن رسالة ماجستير بعنوان: دور المنظمات غير الحكومية الافريقية في التنمية وهي دراسة سياسية تطبيقية على المنظمات النسائية في السودان، إضافة إلى الباحثة أولية اسحق من الجامعة اللبنانية عن رسالة دكتوراه بعنوان المنظمات الأهلية النسائية في هذا البلد موقعها ودورها في التنمية البشرية.‏

وأخيراً الباحثة ولاء محمد الطاهر عبد الخالق من كلية الآداب جامعة الزقازيق بمصر عن رسالة دكتوراه بعنوان اتجاهات الجمهور المصري نحو معالجة العنف ضد المرأة في الأفلام العربية والأجنبية المقدمة بالقنوات الفضائية «دراسة تطبيقية».‏

والجدير ذكره أن المجلس التنفيذي للمنظمة يتألف من ممثلي الدول الأعضاء من المتخصصين في شؤون المرأة، وتكون رئاسته لمدة عام واحد بالتناوب وفق الترتيب الهجائي المعتمد في جامعة الدول العربية وتعقد اجتماعات المجلس التنفيذي في دورة عادية مرة كل عام بدعوة من رئيسته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية