تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هلّت مواسمهم..!!

فضائيات
الأحد 3-1-2010
إشراف : سعاد زاهر

الأسبوع الأخير من العام الماضي...بدا وكأن العد العكسي لظهور المنجمين قد بدأ ،الأمر الذي جعل الفضائيات تستنفر لاستثمار الظاهرة، كل على طريقته ما بين استضافة احد نجومها،أو تناولها عبر برامج حوارية...

ظاهرة التنجيم،بدأت في السنوات الأخيرة تتحول لتصبح شبه دائمة على بعض البرامج خاصة الصباحية،إلا أن زخمها يزداد مع بداية كل عام...‏

تبدو الفضائيات حين تقدم أبطال هذه الظاهرة غريبة،ترى هل حقا يقتنع من يديرونها بتلك الظاهرة أم أنهم في أعماقهم يدركون أنها مجرد نوع جديد من الإثارة الفضائية كأي ظاهرة أخرى يتم استثمارها..‏

إلى هذه الدرجة نحتاج إلى بعض الظواهر كي نستمر في جذب المشاهد،وليتها اقتصرت على قنوات بذاتها...ليلة رأس السنة يمكن أن نسميها بامتياز ليلة المنجمين...أينما أدرت جهاز التحكم ترى احدهم على إحدى الفضائيات ليعطينا بعضا من تنبؤاته ...‏

ميشيل حايك الذي تتبناه (ا ل بي سي)منذ عدة سنوات..ها هو يطل علينا بمصاحبة موسيقا تعطيه هالة غريبة أقرب إلى القداسة...!‏

القناة التي تحتكره ووعدت به مشاهديها لم تكتف بأن جعلته يطلق توقعات جديدة،بل عادت إلى توقعات كان قد أطلقها العام الماضي لتبين مدى صحتها،لكن كان من الواضح عموميتها وعدم تحديدها لأي شيء، إلا أن القناة تقوم بربط ما يقوله بأي حدث يمكن أن يتماهى ولو قليلا معه بالتالي يمكن ربط هذه التنبؤات بعشرات الأحداث،وهكذا يمكن للكثيرين لو وجدوا قناة تتبناهم وتصدقهم أن يحالفهم الحظ ليصبحوا نجوما مثل(ميشيل حايك،ومايك فغالي، وجاكلين عقيقي، و سمير طنب وحتى ماغي فرح...)‏

سمير زعيتر أطل على تلفزيون الجديد بهالة لاتقل عن سابقه..وان كان اكتفى بتوقعات العام الجديد،إلا أن العديد من المقالات كانت قد نبشت في توقعات سابقة له لتبين للناس أن لاشيء منها قد تحقق!‏

ومع ذلك تستمر الظاهرة في الصعود عاما إثر آخر..غير آبهة برأي الناس...أو برأي بعضهم طالما أنها كأي ظاهرة يمكن أن تعيش مع مؤيدين ورافضين لها...لكن مشكلة هذه الظاهرة عن غيرها، ليس إعطاء إجازة للعقل،بل حين تتلاعب بهذه الطريقة البلهاء بالمصائر ومع ذلك تجد من يصدقها.‏

ربما تقول تلك العقول التي تنساق خلف الظاهرة طالما أن فضائيات بأكملها تتبناها ويلتقيها كبار مذيعيها كما شاهدنا حيث رأينا طوني خليفة يلتقي ميشيل حايك،وطوني بارود يلتقي سمير زعيتر... لتقدمها بطريقة مقنعة دون أن تتجرأ على التشكيك بهم.‏

.لماذا لانصدقها؟وهنا المشكلة حين تتبنى تلك الفضائيات هؤلاء المنجمين،وتسعى للترويج لهم بشتى الوسائل دون أن تظهر أو تشكك بهم بل تقدمها ولكنهم يمتلكون طاقات فريدة من نوعها..إذا دققت فيها جيدا تكتشف أنها ليست سوى بعض الدهاء والكثير من استغباء الناس!‏

إلى أي مدى ستنتشر هذه الظاهرة،هل ستجد يوما من يتصدى لها،أم أنها كأي استثمار آخر، ستعيش طويلا حالة انتعاش إلى تأتي أخرى أقوى منها تزيحها،إلى أن يأتي ذلك الوقت لاشك أننا سنكون على موسم سنوي مع بداية كل عام مع منجمين سيتكاثر عددهم ... حيث يرمون أثقالهم علينا ويقبضون آلاف الدولارات ويرحلون إلى أن يهل عام آخر...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية