|
فضاءات ثقافية جوائز «ثرفانتس» قبل نيله جائزة ثرفانتس، اقرّ الشاعر المكسيكي خوسيه اميليو باتشيكو لمجلة «ايل كولتورال» الإسبانية الأدبية بمشاعر العتب والانزعاج والأسى بسبب جهل جمهور القراء في اسبانيا لأدبه سائلا: «كيف يعرفونني فيما نحن دول ودول تنطق اللغة عينها؟». بيد ان هذا الموقف تبدّد مع نيله جائزة أدبية يهجس بها الكتّاب بالقشتالية على مرّ ايامهم. خمسون عاما أمضاها خوسيه اميليو باتشيكو في ممارسة طيف من الأنواع الأدبية الممكنة بحرفة وفطنة وخبرة، ليصير رائياً يريد استقدام العدالة للمظلومين والرأفة للناس. «فيمينا» تجاسرت لجنة «فيمينا» النسائية على انتقاء «لا أحد» لغوينيل اوبري للحصول على جائزتها الأدبية 2009. اعادنا كتاب اوبري الى حديث الأرجنتيني بورخيس ومفاده ان اسوأ المتاهات هو الخط المستقيم. ربما لأن تقشّف الفذلكات السرديّة بقلم اوبري، قادر على إحداث اسوأ الزوابع. بصفتها روائية وفيلسوفة، ساهمت اوبري في ابحاث شتى، لتنطلق الى التخييل في التسعينات من القرن المنصرم. رواية غوينيل اوبري «لا أحد» التي حرّكت الموسم الأدبي الفرنسي، بانت كإرث الابنة لأبيها. «ميديسيس» في الضفة الثانية من الجوائز الأدبية الفرنسية كان ثمة رابح سعيد آخر، هو الكندي من اصول هاييتية داني لافيريير، الذي حاز جائزة «ميديسيس» عن رواية «لغز الرجوع» لدى «غراسيه». كان لافيريير جهر في عام 2001 بـ»تعبه» الأدبي، غير أن الأمر تبدى انذاراً خاطئا باعثاً للغبطة. مذ ذاك اصدر داني لافيريير خمسة كتب، آخرها «لغز الرجوع» الذي حقق له، الفوز بجائزة «»ميديسيس»، ويصح في النص القول انه رواية الحركة. «غونكور» في «ثلاث نساء جبارات» (غاليمار) لماري نديايي التي نالت «غونكور» 2009، ثلاث قصص مختلفة من حيث الشخوص والاشكال. قصص تقول ألم المنفى والاندثار الذي يليه. في هذا السكون الروائي، تقول الصور الشعرية اكثر من كل الصفات وكل القول الذي يقض مضجع النماذج المتخيّلة. تدفع الروائيّة بعملية استكشاف اللامعقول في المعاناة الى التخوم. «بوكر» «انت جيّد بقدر جودة آخر جملة كتبتها». تلك كانت أمثولة الروائية الانكليزية هيلاري مانتيل بُعَيْدَ الافصاح عن عناوين اللائحة القصيرة لجائزة «بوكر» الأدبية، حيث استبقيت روايتها «باحة الذئب». والحال أن اللفتة صوب نوعيّة نصها تراءت ملحّة انذاك، فيما استحوذ كتابها التخييلي على القسط الأوفر من المراهنات الأدبية في انكلترا. تجاوزت مانتيل قائمة من ستة كتب ونالت في المحصلة «بوكر» 2009 عن رواية مصروفة للمكيدة وسمات الشخصية. «نوبل» سطوة المناخ عندما تصير اعظم من سطوة الناس، هذا جزء مما تمثله حرفة الكتابة بالنسبة الى الألمانية من اصول رومانية هرتا موللر، التي حازت جائزة «نوبل» للآداب لعام 2009. يغدو السرد في اسلوبها تقصياً للترحال وميزانا للرواية أو القصة القصيرة. وفي دار المواجهة بين المرء والسلطة، يشذَّب القص الأنوي على وقع السياسة، من دون أن يفيد ذلك ارتطاماً للحوادث السياسية بالتجارب المبعثرة. «سونينغ» الدانماركية كان الروائي الألماني الخصب والشاعر والمنظّر والمسرحي هانس ماغنوس انتسنسبيرغر الصورة - المثال لقابليّة الجمع بين الافكار الجديدة وحسّ التاريخ المعظّم. كسب رهان التنقيب في الثقافة الاوروبية ونال جائزة «سونينغ» الدانماركية التي تحمل اسم المؤلف كارل يوهان سونينغ. تم عبر هذه الجائزة الممنوحة مرةً كل عامين، تكريمه كاتبا ومحللا مستحقا للتهليل. هولندا جال الشاعر والروائي الهولندي سيس نوتبوم العالم منذ سن العشرين، وصار اثره أطلس الوجهات المشرعة على الرغبة والذاكرة. في منتهى مفاهيم التأمل الآسيوي الشرقي، لم يشبع ذهنه الحر سوى الكون الحر. انجازه لأكثر من خمسة وعشرين كتاباً في الشعر والرواية وادب السفر والابحاث الثقافية والفلسفية والسياسية، دلّ على تجربة جسدية وفنية وعاطفية جعلته يصير احد المرشحين القابعين على لوائح نوبل للآداب، ومدّه بـ «جائزة الآداب الهولندية 2009». «امير استورياس» جعل الروائي والشاعر والباحث الألباني اسماعيل كاداريه من ثرفانتس، دليلاً الى شغف ادبي غرف منه ثقافيا، في حين راقه القول إن سارق النار بروميثيوث ودون كيخوته دي لا مانتشا، شخصيتان أدبيتان عالميتان تمكنتا من تجاوز محليتهما الى الارث الانساني. في عرف لجنة تحكيم «جائزة امير استورياس للآداب 2009»، فإن كاداريه الذي حاز هذا الامتياز المحوري في اسبانيا هو «صوت كوني مناهض للشمولية» لم يهب اعادة الصوغ المسلّم به تماما كما اعادة تشكيل الاساطير. |
|