تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كلستان حمو في معرضها الأول ..إحســــاس تقنــــي بإيقاعــــات التـــراث المعمــــاري

ثقافة
الأحد 3-1-2010م
أديب مخزوم

قدمت الفنانة التشكيلية كلستان حمو في معرضها الفردي الأول الذي أقامته في صالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق بعد سلسلة مشاركات في معارض جماعية مجموعة متنوعة من لوحاتها المتميزة

بقياساتها الكبيرة والتي عكست من خلالها أحلامها أو احساسها بتداعيات الأبنية القديمة والذكريات المنسية والرؤى التراثية المعرضة للغياب والاندثار.‏

ومن الناحية التشكيلية تدمج بقايا معطيات أحلام المدينة القديمة بتموجات أحاسيسها الداخلية المجسدة عبر اللمسات والضربات اللونية الكثيفة القادمة من تقنية استخدام سكين الرسم الحادة والتي تتحول عبرها المشاهد الواقعية إلى حركة تعبيرية شاعرية تلامس أجواء الصياغة التشكلية الحديثة والمعاصرة.‏

خطوط محفورة‏

ورغم العفوية التي تظهر في لمسات اللون وحركات الخطوط المتقطعة والمحفورة أحياناً تبقى أكثر ميلاً نحو ايجاد حالات الموازنة والمواءمة في اللوحة، وبالتالي فهي ترفض الصياغة التجريدية الانفعالية وتعود في كل مرة إلى الواقع لتلامس بعفوية وتلقائية الاشارات المعمارية التي أعطت لدمشق طابعها وشهرتها ،حيث تضفي المزيد من الاختصار والاختزال في خطوات بحثها عن خصوصيات وعناصر التراث المعماري الذي يجب أن يستمر أو يبرز في لوحات فنانينا كموقف جمالي أو منهج حياتي يؤكد رغبات الانفلات من صخب الحياة العصرية المتشحة بسواد دخان المصانع والعودة إلى ذكريات البيوت القديمة الفسيحة من الداخل والعابقة بأحواض الورود والياسمين والأضاليا والمنثور وكل أشكال وألوان الزهور الشامية.‏

وهي تتعامل مع جماليات العمارة القديمة بصياغة تشكيلية خالصة زاخرة بإمكانيات التنويع التشكيلي المتحرر، حتى إن الجدران والقناطر والأقواس والأقباب لا تأخذ لونها الأصلي، حيث تطليها بأجواء لونية وحشية تصل حدود استخدام الأحمر والأصفر وتدرجاتهما، وهذه الايقاعات اللونية المتحررة من تقليدية الصياغة التسجيلية والتي تطل في لوحاتها كإيقاعات عفوية حيناً وعقلانية حيناً آخر وتساهم في الحد من الرزانة الهندسية المقروءة في تشكيلات اللوحة أو في تقاسيمها القائمة على تناغم ايقاعات الخطوط المنحنية والدائرية والنصف دائرية والمنكسرة والمستقيمة والمتقاطعة أفقياً وعمودياً بزوايا تكاد تكون قائمة رغم خروجها عن الأطر الهندسية القاسية، بالاضافة إلى استخدام الزخرفة العفوية الباقية في مشاهدات القناطر والمقرنصات والجدران القديمة والشرفات والمشربيات والقادمة من حوارية ايقاعات الألوان والخطوط المتداخلة والحرة والفطرية أحياناً.‏

كثافة لونية‏

وتبدو تقنية تسميك المادة اللونية أكثر حضوراً في لوحاتها المعروضة، الشيء الذي يقربها من أجواء الجدار الطيني والكلسي، ولوحاتها تؤكد حالات الاختبار والتجريب والبحث عن خصوصية أسلوبية في خطوات تشكيل المفردات التشكيلية التعبيرية التي تعتمدها على امتداد مساحة اللوحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية