|
البقعة الساخنة أي أن أكثر من نصف الشعب العراقي مهجر من وطنه, فيما يمكنكم أيضاً إضافة مايزيدعن المليوني عراقي هم اليوم في عداد الجثث, خاصة بعد تطبيقات الخطة الأمنية التي ينفذها الاحتلال الأميركي منذ مطلع العام الحالي, واضافة بضعة ملايين أخرى من المصابين والمعوقين, وستغلق العداد حتماً إذا أضيفت إلى كل هؤلاء ملايين العاطلين عن العمل وفاقدي الأمل من الأطفال الأيتام والنساء والشيوخ. يمكنكم أيها السادة, وأمام هذا المشهد الفسيفسائي من الحطام والدم والجثث والدخان, أن تشهدوا النموذج الأرقى لتجربة تصدير الديمقراطية من أميركا إلى العالم, وأن تتذوقوا نكهة الثقافة الإنسانية الأميركية وأن تتعرفوا إلى ملامح مستقبلكم (المشرق) إلى جوار أميركا وفي ضوء ثقافتها (الخلاصية) التي ابتدعها ديك تشيني وفريقه في لحظات من الإبداع والفكر المفخخ بكل أنواع المتفجرات والشحنات الناسفة. ورغم أن مكيال السوء يطفح ويفيض في هذا النموذج الأميركي لاعادة تصنيع العراق واعادة انتاجه برؤية أميركية خالصة, ورغم أن كل ماجاء به الأميركيون إلى العراق حتى الآن كاف تماماً لإعلانه موتاً معلناً مع سبق الإصرار والترصد, إلا أن مكاييل أخرى يجري تصنيعها اليوم في المختبرات الأميركية لإعادة قياس التجربة في العراق ومعايرتها وجدت أن التقسيم المعلن ربما يكون الشحنة الأخيرة من صفقة تصدير الديمقراطية إلى العراق, والأولى من صفقات أخرى تتوجه إلى المنطقة العربية تباعاً.!! |
|