|
معاً على الطريق داقّاً عنق ثعلب الماباي الذي بات الآن رئيساً لبقايا الأسباط يضاف لهم من أتى من خزرٍ وروس.وماهي إلا سنتان حتى أطاح بعلزبول الكيبوتس بملك إسرائيل بيبي نتانياهو. تحققت نبوءة الشاعر حاييم غوري, وكأنها إحدى غربان يهوه , الذي أدهشه إيهود, العسكري القصير الواقف على جناح طائرة في مطار عينتبي عام 1976 فقال (هذا الرجل سيصبح رئيس حكومة), لكن غوري لم يكمل قصيدته ويلوّح بأن (باراج) الذي سمّى نفسه باراك, تيمناً بالبرق ,سيسبق ما تيمّن به وتقع نياشينه في جنوب لبنان ويلاحقه صراخ(الأمهات الأربع) وأشلاء وحدته الأم في أنصارية, وأن تحريك موّلدٍ كهربائي في سبت ما سيقلق يهوه ويدحرج قدمي الجنرال نحو صقيع الانتظار بعد سنة وقليل, لتصدح قهقهة أمنون أبراهاموفيتش الساخرة الشهيرة (منذ المسيح وحتى إيهود باراك لم يقدر أحد على السير فوق الماء بمثل هذه الكفاءة والخفة) ...!! وها هي مياه طبرية وتلفيق الخرائط لبيل كلينتون تشهد على ابتسامته الملتبسة مثل مشيته إلى هنغارات الانتظار. ها هو يعود , وكأن إسرائيل عاقر من الجنرالات الجدد, وأن يهوه طلّق يشوع بن نون في مرج ابن عامر وبات قادتها حالوتسيون في الميدان وكتسافيون في النساء..لكن إله يعقوب غض طرفه عن كبائر ملوك إسرائيل في إشراكهم ببعليم أفيغدور ليبرمان الأشقر , ونسي سدوم وعمورة ,وكأنهم لم يفعلوا شراً أمام عينيه. ها هو المتدحرج يعود إلى زعامة حزب بدّل في 12 عاماً سبعة رؤساء , دون أن يلتفت إلى مآل عميرام ميتسناع الذي دفشوه لتولي زمامهم ثم باعوه كما سيفعل قريباً عامي أيالون وعمير بيريتس به..حتى قال ميتسناع (كانوا يتوسلون كي أقفز لأغوص, وهذا ما فعلته لأجد متأخراً, أنه ما من مياه في البركة). لكن هذا لا يعني أن الذي تخفّى عام 1973 بزي امرأة وجاء بيروت في غفلة عن دولة كانت تترنح وعن منظمة كانت تسهر في حي الزيتونة حتى الفجر واغتال كمال ناصر ويوسف النجار وكمال عدوان أو الذي اغتال جهاد الوزير في تونس عام 1988 , سيتوقف بعدما عاد إلى إدارة الجنرالات في وزارة الدفاع عن ممارسة هواياته القديمة , خاصة على وقع مشاعر المهانة بالخروج من لبنان عام 2000 وذيله بين فخذيه وتربّص حماس في القطاع , وحضيض هيبة وحدات النخبة بعد حرب تموز.. إنه كأحد الأنبياء المشنشلين بقطعان أشعيا ينشد نصراً في هرمجدون . لكن هل سيقدر أم أن التاريخ لا يرجع إلى الوراء.. إلاّ عند العرب?!. يعود البرق بدون رعد أوالتماع , فعلى يمينه بيبي الحالم بمجد سليمان وفوقه الثعلب الذي لا ينسى من خوزقَهُ..شيمون بيريس , وأمامه المرتشي المتشبث بالحكومة إيهود أولمرت وأدعياء كاديما وأراخنتها وفي أشلاء حزبه ينتظر المسترئسون بقايا الجيفة على المنعطف... هذا في الداخل..ماذا في الشمال على تخوم الجليل , في المكان الأشد إيلاماً لماضي باراك ومستقبله, هناك من ينتظر , لكن كل هذا لا يعني أن الرجل سيقف مكتوف الأيدي..إنه عناد الميتافيزيقيين المستوحشين المضمخين بويسكي برية لوط.. حتى كأنه لا يبدو حقيقياً... قال موشي دايان عام 1973 عن بارك الشاب (إنه يبدو جيداً أكثر من اللازم لدرجة يبدو أنه غير حقيقي..إنه يخدعنا).. هذا ما حصل بالتأكيد..وسيحصل. ghassanshami@gmail.com |
|