تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إذ تمضي السنون ...

خَطٌ على الورق
الثلاثاء21-6-2016
أسعد عبود

لم يكن من السهل مع الأزمة غير المسبوقة بالغة التعقيد التي نعيشها اليوم أن نبتكر الحلول و نواجه الأزمة بمعطيات جديدة تخرجنا عن المعتاد لسنين طويلة وكان بالأصل يعاني من أزمة ... هذا ناهيك ،

أن النية لم تتوفر لنا لمثل هذا التغيير بل لم تدركنا الجرأة له. افتقار القرار الإداري الاقتصادي وغير الاقتصادي للكفاءة وجد في الأزمة التي يفترض أن يواجهها غطاء كاتماً عازلاً منع حتى إيصال الصوت والصراخ.‏

تمضي السنون و كثيرون منا، ربما كلنا، يجهل ماالذي يجري؟! لانجهله تماماً لكننا نعيش فريسة الأقوال والشائعات التي تزيد أزمتنا غموضاً وانتشاراً، تغيب عنها تصريحات المسؤولين غير المسموعة غير الواضحة حول حقيقتها وسبل الخروج منها. الشيء الوحيد الذي نفهمه من مسببات ما يجري هو الأزمة الصاعقة بجد، المحاطة بالظروف القاهرة التي فرضتها الحرب و قوة الحصار. لذلك يفهم المواطن العادي أن يكون هناك صعوبات واختناقات في تأمين مقومات حياته من ماء وكهرباء ووقود وغذاء ودواء. لكنه لا يفهم أبداً ولا يريد أن يفهم، أن تختفي الحاجة من أمامه لتظهر بوفرة لدى المهربين و لصوص الأسواق السوداء!‏

والذي نعجز عن فهمه ماالذي يجري مالياً ؟! أعني تحديداً أسعار صرف العملة السورية ؟! بدقة أكثر.. ما مصير من أصرّ أن يترك مدخراته بالليرة السورية ؟! لقد أضاعت سياسة الصرف معظم مدخرات الذين أصروا عل عملتهم الوطنية. فماذا تنتظرون؟!‏

ننتظر كل شيء ما عدا ما سمعناه ولمسناه حتى اليوم من تصريحات و إجراءات المصرف المركزي أو مجلس النقد والتسليف. لأنه حتى الذين لايعرفون بشؤون إدارة النقد وأسعار العملات يعلمون كيف ضاعت أموال كثيرة بسبب القرارات الفاشلة منذ باعوا كميات هائلة من الدولارات بـ 48 ليرة للدولار تحت زعم الإبقاء على ثقة المواطن بعملته! وجاءت بعدها بيع الشرائح!! وعوضاً عن أن يحتفظوا بكامل الرصيد السوري من العملات الأجنبية لتأمين متطلبات الصناعة والتجارة والزراعة وضرورات الناس التي ليس بينها أبداً « الادخار بالدولار « ...؟! استمروا ببيع العملات دون أن يتفضل أحد منهم ليشرح لنا: لماذا يجب أن يباع المواطن دولارات؟!‏

ومرة أخرى أسأل: من سيعوض على الذين رفضوا ادخاراً إلابعملتهم الوطنية؟!‏

أنا أسأل فهل من أحد غيري سيسأل؟!‏

وحيث لم يبق من مدخرات لأحد إلا من رحم ربك و رفض ادعاءات الإدارة المالية عندنا و حول كامل مدخراته إلى عملات أجنبية .. ومن شدة ثقته بتلك الإدارة أخرج فلوسه خارج سورية ، أو خبأها تحت البلاطة...؟! هل ثمة من يقول لنا كيف نعيش وسط الحصارات كلها .. حصار الخارج علينا و حصار الحرب وحصار الكهرباء والوقود ... وحصار الإدارة و هذه أشد الحصارات فتكاً ... حصار يقول لنا : هذا قدركم .. الحكومة و رئيسها و وزراؤها و حاكم المصرف المركزي و مجلس النقد والتسليف ... هل صحيح أنه لا يوجد في العالم إلا مثل هذه الحلول ...؟! أو مثل هذه الحالة ...؟‏

يقولون : في الليلة الظلماء يفتقد البدر .. فما بالنا وكل ليالينا ظلماء... نسينا البدر و نمنا على كتف التيه و الظلام .. لكن .. من أين النوم؟!.‏

as. abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية