|
مجتمع فعلى حساب من تسحب من تحت وسادة المواطن عوامل مسببات النوم والراحة ؟،وعلى حساب من تهدر منجزاته وتسرق مكتسباته الاجتماعية والاقتصادية التي طوي من عمرها أكثر من خمسين عاما حتى أنجزها وحصل عليها في زمن الاستقرار الذهبي لهذا البلد والجميع دون استثناء في الداخل والخارج يعرف مسبباته وموجباته وأهدافه البعيدة المدى.. لماذا يتنكر بعض المعنيين اليوم لمفهوم الرعاية الأبوية للدولة حين بنت قطاعا عاما رائدا يعنى بالجانب الخدمي والاجتماعي للمواطن في شرايين الدعم للاقتصاد والصناعة والنقل والطاقة إلى جانب دعم القطاع الخاص والمشترك ؟،ماجعل المواطن همه ليس لقمة الخبز ولا تأمين ضرورات الحياة وسبل المعيشة،وإنما الانخراط في الهم الوطني العام وملاحقة أخبار السياسة على امتداد الكون .فالغني والفقير وما بينهما كانوا جميعهم يتناولون قائمة المواد الغذائية أقلها اللحمة والفواكه والمكسرات من الدرجة الرفيعة للتذوق.. ولم تكن خريطة التنقل بين محافظات الوطن تتجاوز المائة ليرة سورية.وكانت العشر ليرات تحقق مشوارا سياحيا طويلا في العاصمة دمشق.. أما اليوم وعلى حين غفلة وبعيدا عن سنوات الحرب ..كانت خيوط اللعبة الخفية تحيك قراراتها تدريجيا بما يتيح سحب بساط الانجازات و المكاسب من قلب وجسد المواطن السوري تحت مسميات وشعارات اقتصاد اجتماعي مشوه وانفتاح عشوائي للسوق بحجة أن من يحكم السوق هو لغة العرض والطلب ..لنجد بعد فترة قليلة أن الفوضى والجشع والطمع عند شريحة المستغلين حيتان الظل ،ومن يملكون مفاصل بعض الوكالات الحصرية لمختلف أنواع السلع فنجدهم يضربون ويجمعون على حساب تقسيم القدرة الشرائية للمواطن وطرح ما تبقى لديه من أجزاء عملة تائهة في جيوبه الفارغة... لماذا...؟! إن حالة الغلاء الفاحش والارتفاع المستعر للأسعار،دون إيجاد الضوابط الكفيلة بلجمه وقوننته من قبل الجهات المعنية التي قدمت وعوداً شتى لجهة تحسن الوضع الاستهلاكي والحفاظ على الليرة السورية والقدرة الشرائية بما يتناسب وصمود هذا الشعب الذي أصبح يصنع من الضعف قوة ومن الصبر ثوبا يقيه ضعف الحال وذل السؤال.. لكن يبقى السؤال مشروعا ومشرعا على كل الاحتمالات لماذا تختار حكومتنا الرشيدة العاقلة غير المتهورة كما تفصح عن ذاتها وتدعي أوصافها ،الأوقات غير المناسبة لإصدار قرارات تهز عرش المواطن وتهدم مملكة أحلامه .كيف لا وهي من أصبح يبادر للمعايدة على الطريقة الحكومية ،زيادة أسعار المحروقات قبل الأعياد ولأكثر من مرة وما يتبع ذلك من مضاعفات وإرهاصات إضافية في بند التوتر والقلق..لماذا تحاول حكومة تصريف الأعمال الموقرة أن تجهز على ما تبقى من رمق وروح لآثار الرعاية الأبوية للدولة خلال دورتين ..من عمر الظروف الصعبة... نعلم أننا في حالة عدوان وحرب تكاد تأكل الأخضر واليابس ودمر القسم الأكبر من ألف باء الصناعة والاقتصاد والخدمات وتراجع المستوى الحقيقي لموارد الدولة.ولكن في المقابل لم نر معالجة حقيقية لرموز من ساهم وساعد في تهريب البضائع والمواد الخام ومن احتكر الجزء الأكبر منها ليتنعم بفرق سعر الدولار ، لم نجد بصراحة الرجل المناسب حيث يجب أن يكون في مفاصل معينة للنهوض والعمل وهنا لا ننكر أي جهد قدم فالمسؤولية لم تكن سهلة ..لكن كنا نتمنى بعض الرحمة والرأفة بحال المواطن السوري الذي يواجه مع جيشه وقائده الرياح الهوجاء اللعوب في خارطة المصالح ، التي تحاول القضاء كبلد ناشئ ومتحضر وقوي .. فهل تعيد الحكومة الحالية النظر بما أصدرته من قرارات عيدية مؤلمة استباقاً لعيد الفطر السعيد ؟؟ |
|