تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ســــــــوريات.. يبدعن لترسيخ دعائم البقاء

مجتمع
الثلاثاء21-6-2016
لمى يوسف

الأيادي الماهرة تجتاز الكثير من الصعوبات وحواجزها وتوظف إبداعها بما يقدم فائدة للفرد والمجتمع.. تعطي باليد اليمنى عملاً متقناً لتحصد باليسرى نتاج ما قدمت.. سوريات يبدعن لترسيخ دعائم البقاء في ظل حرب طال أمدها مدمرة للبشر والحجر..

كما في غالبية منازل اللاذقية، تعتمد السوريات على الصناعات المنزلية لترميم ما أنتجه غلاء المعيشة.. جزء من المنتج للاستعمال وما يفيض للبيع..‏

تعتبر صناعة الصابون المنزلي أحد أهم الصناعات المنتشرة في الساحل السوري منذ عصور.. والآن تحضر بقوة هي وصناعات أخرى لتتصدى لحصار اقتصادي خانق.‏

تجارب متتالية‏

المهندسة الزراعية تهامة يوسف كما غيرها تبدع في العديد من الصناعات اليدوية المنزلية.. عن عملها في صناعة الصابون تقول: استمرت التجارب ستة أشهر متتالية لإيجاد المنتج الأمثل واختبار الأنواع التي سيتم إنتاجها، والتي تعتمد في أغلبها على منتجات الساحل السوري الزراعية.. كزيوت «الزيتون، الحمضيات، الغار، والريحان» والتي لها فوائد تجميلية جمة للبشرة والشعر» إضافة إلى الزبدة البلدية» مع مكونات تجميلية أخرى...‏

نصنع الصابون بطريقتين الأولى بخلط المكونات مباشرة أي بالطريقة الباردة دون تعريضها للحرارة وفيها نعتمد زيت الزيتون الصافي مضافاً له زيوتاً أخرى غالبيتها ذات صفات تجميلية وعلاجية... والطريقة الثانية تكون بخلط المكونات على نار هادئة مع التحريك المستمر ويمكن استخدام زيوت أقل جودة في هذه الطريقة كزيوت «العرجون، والجورة، أو زيوت مستعملة لأمور أخرى» وهذا الأخير يمكن استخدامه لغسل الجسم واليدين لكنه أقل جودة من الصابون المصنع بالطريقة الأولى «البارد».‏

فعالية‏

فيما يخص الأنواع التي اعتمدتها المهندسة يوسف بينت قائلة: هناك أنواع متعددة تستخدم للجسم والشعر معاً، وأخرى تستخدم فقط للبشرة فمثلاً صابون الغار والريحان وهو نوع فاخر ومنظف فائق الفعالية يرغب الكثيرون باستخدامه للشعر والجسم.. لأنه يحسن الشعر ويمنع من تساقطه ويزيد من حيويته، ويعمل على تطويله، ويثبت لونه. بينما الصابون المصنع بزيوت الحمضيات وهو خليط من ثلاثة أنواع «البرتقال والزفير والليمون» لبشرة نقية لامعة ونضرة خالية من الحبوب لأنه مطهر طبيعي للوجه يخلصه من الدهون الزائدة.. وكذلك يمكن استخدام هذا النوع على الشعر فهو يقوي البصيلات ويخلصه من القشرة إلا أن النوع الأول «صابون الغار والريحان» هو الأكثر تفضيلاً للشعر. أما الصابون المكون من الزبدة وزيت الليمون فهو لبشرة رطبة وأكثر إشراقاً ونضارة حيث تعمل الزبدة على ترطيب البشرة الجافة وتكسبها النعومة، كما يفيد النوعان التي يدخل في تكوينهما زيوت الحمضيات في تبييض البشرة، وتخفيف البقع الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس..‏

وهناك صابون من نوع خاص لتنبيت ومعالجة الشعر المتضرر مؤلف من خلطة أهم مكوناتها «البيلون، السدر، الريحان، الغار ومكونات أخرى»‏

معطرات‏

متابعة: إن الصابون المصنوع من زيت الزيتون الصافي والذي هو مشترك في الأنواع السابقة لا يضاهيه أي صابون في العالم. هذه الأنواع من الصوابين المذكورة لا يستخدم فيها إلا مادة هدروكسيد الصوديوم «قطرون» وهي المادة الكيماوية الوحيدة التي تدخل فيه وهي أساسية لعملية التصبن.‏

وعن المعطرات المستخدمة في صناعة الصابون أوضحت: يجب ألا يستخدم معطرات غير طبيعية إلا في الصابون المعد لغسل الأيدي حسب رغبة الزبون، لأن البعض يتحسس منها كونها مواد كيماوية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية