تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وللتوعية دور

عين المجتمع
الثلاثاء21-6-2016
لينا ديوب

تحدثنا في مرة سابقة عن عمل الأطفال، وعن دور القانون، وتدخل المؤسسات لحماية الأطفال من مخاطر دخولهم لسوق العمل في سن مبكرة وعلى أهمية ذلك، إلا أن هناك من يقول يجب أن تكون الكتابة والعمل لمنع تشغيل الأطفال.

لعل هذه المطالبة في مكانها، لو كنا نعيش ظروفاً طبيعية، بعدما كان مجتمعنا قد قطع شوطا كبيرا في تحقيق التنمية، لكن نعلم جميعاً آثار هذه الحرب وما فرضته، وكيف انعكست آثارها على الأسرة، واضطر الأطفال للعمل بسبب فقد المعيل، وازدياد حالات الفقر وحجم الأسرة الكبير، وارتفاع معدل الإعالة والتسرب من التعليم والتفكك الأسري.‏

وهنا يمكن العمل على توعية الأهل والطفل نفسه من مخاطر ما يتعرض له، من إيذاء نفسي وجسدي، حيث يستطيع الأهل تعليم أبنائهم أن يخبروهم عن أي إساءة يتعرضون لها، كما يمكنهم اختيار عمل يناسب مهنة المستقبل للابن فلا يذهب عمله هدرا وإنما يكتسب تدريباً وخبرة لمهنته المستقبلية، كما أن الحاجة للعمل يجب أن لا تمنع متابعة الدراسة، خاصة مع وجود فترتي تدريس في مدارس التعليم الأساسي، ومدارس مسائية في مراكز الإيواء.‏

صحيح أن الحالة الفضلى للطفل هو أن لا يعمل، لكن مع ما فرضته الحرب، زاد عدد الأطفال العاملين، رغم أن القانون السوري يمنع العمل للطفل أكثر من ست ساعات، ويمنع العمل تحت سن الخمسة عشر عاماً، وهذا ما يجب على الأهل معرفته لتجنيب الأطفال الكثير من المخاطر. وليكن عمل الأطفال مراقباً للتخفيف من آثاره السلبية.‏

وإذا كان الحل الأفضل بمنع عمل الأطفال، تبقى التوعية ضرورية ولابد منها، ريثما، يتحقق الحد أو منع الأطفال من الدخول إلى سوق العمل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية