تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


داعــش في العمـــق الأميـــركي مــــرة أخـــرى !!

عن صحيفة الواشنطن بوست
متابعات سياسية
الثلاثاء 21-6-2016
ترجمة غادة سلامة

لحظات سوداء عاشتها الولايات المتحدة بعد تعرضها منذ ايام قليلة لاعتداءات ارهابية ودموية هي الأكبر بعد أحداث 11 أيلول نفذها شخص ينتمي لتنظيم داعش الارهابي , اخطاء امريكا هي التي اوصلت الامور الى ماهي عليه

هذا ما يقوله كاتب المقال في صحيفة الواشنطن بوست الأميركية فالهجوم على الملهى الليلي في اورلاندو في فلوريدا وغيره من الاعمال الارهابية التي استهدفت الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الدول كفرنسا وبلجيكا كان نتيجة حتمية لأفعال واعمال الولايات المتحدة الامريكية في العالم وترددها في محاربة تنظيم داعش الارهابي الذي تمدد ووصل الى ما هو عليه وعلى ما يبدو بانه لم يخطر ببال أمريكا نفسها ان تؤول الامور اليوم الى ما هي عليه الان.‏

فالتنظيم الخطير الذي زرعته القوات الاميركية التي احتلت العراق سابقا ومولته بالعتاد والسلاح ها هو اليوم ينقلب عليها ويغزوها في عقر دارها , فبعد الاستيلاء على مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية من قبل تنظيم داعش الارهابي في حزيران من عام 2014 كان هناك وقتها عشرات الاسئلة التي بحاجة الى اجوبة ملحة ودقيقة ومنها السؤال الرئيسي والاهم وهو من اين لهذا التنظيم بمثل هكذا قوة يستطيع من خلالها الاجتياح والسيطرة على مدينة بحجم الموصل ليأتي الجواب على الفور بان سياسة الولايات المتحدة الامريكية واخطاءها الفادحة في المنطقة العربية هو من اوصل داعش الى هذا الحجم ووقتها زار الولايات المتحدة الامريكية في عام 2014 العديد من مسؤولي العراق ومعهم سؤال ملح وصريح يدور في اذهانهم وهو من اين سياتي العراق الدولة التي انهكتها الحروب مع الجيران ومع امريكا نفسها من له ان يأتي بالقوة اللازمة لدحر التنظيم الارهابي الذي زرعته امريكا ابان احتلالها للعراق وهو التنظيم المتمدد بقوة وبفعل قوى خفية وهي الان لم تعد خفية على احد وهو ان كبريات دول الخليج ومن ورائهما الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة هم من اوصلوا تنظيم داعش الارهابي لهذه القوة وهذا الحجم ناهيك عن الدعاية الغربية التي روجت له ودعمته حتى باتت الدول تحشد له الحشود العسكرية من أجل القضاء عليه وحينها حاول المسؤولين العراقيين ايجاد الجواب في اروقة البيت الابيض ومطالبة الولايات المتحدة الامريكية وتزويدهم بالسلاح والعتاد لمحاربة هذا التنظيم الذي نمى وترعرع في احضان السعودية اكبر مصدر للنفط و للإرهاب في العالم كما يقول كاتب المقال فالسعودية لا تقوم بتصدير النفط فقط وكنها تصدر ايضا عقيدة شمولية وتصدر متطوعين للجهاد في وقت تحاول فيه منع اثار الجهاد العالمي من الوصول اليها فهي كما يقول الكاتب مصدر التعصب والممول الاول والاخير لداعش وللقاعدة وهي المنفذة الرئيسية لأوامر الولايات المتحدة الأمريكية والذراع المخلص لأمريكا في المنطقة بالرغم من اتهام الرئيس الاميركي باراك اوباما للسعودية بالتطرف والارهاب والعجيب والغريب في الامر كما تقول الصحيفة ان رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين على حكم البيت الابيض يدعمون السعودية رغم تطرفها وتورطها في العمليات الارهابية التي امتدت الى كافة ارجاء المعمورة وهم يحاولون دائما استرضاءها وحتى بعد الاتهام الاخير للسعودية ولحكامها بالتورط بأحدث احدى سبتمبر ايلول حيث اكدت التقارير الاميركية ان من بين منفذي الهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون هناك تسعة عشرة شخص سعودي الجنسية مما يؤكد للأمريكيين تورط السعودية في تلك الاحداث ورغم ذلك ها هو محمد بن سلمان نائب ولي العهد السعودي وزير الدفاع في الولايات المتحدة وهو يحظى بترحيب وحفاوة بالغتين من قبل البيت الابيض بالرغم من تزامن وقت زيارته مع احداث فلوريدا وتبني داعش للتفجيرات الارهابية التي هزت ولاية فلوريدا الامريكية , وكي تنفي الولايات المتحدة الاميركية التهمة عن حكام السعودية وتورطهم المباشر بأحداث ايلول.‏

حاولت ادارة الرئيس باراك اوباما اتهام منظمات سعودية اعتبرتها خارجة عن القانون قامت بجمع الاموال لتمويل منفذي هجمات احدى عشر ايلول رغم علمها اليقين بتورط حكام السعودية و علاقاتهم المباشرة مع منفذي تلك الهجمات الارهابية ومما يزيد الامورتعقيدا هو ان هناك افتراضاً جديداً يظهر على الساحة بقوة ولم يعرض على الصحافة وظل طي الكتمان ان هناك معلومات سرية كانت موجودة لدى الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش وهي التي بنيت على تقارير دقيقة تحتوي على 838 صفحة خاصة بالسعودية وبالاتهامات الموجهة لها ورغم ذلك يلقى محمد بن سلمان كل هذه الحفاوة وكل هذا الترحيب من قبل ادارة الرئيس باراك اوباما‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية