|
الكنـز ومن الأولويات التي أعادتها الأزمة إلى تصنيفها الطبيعي أولوية القطاع الزراعي بالنسبة للسوريين وسورية بعد أن حاول البعض تغيير ترتيب الأولويات، كما أن الأزمة فرضت واقعاً جديداً للمحاصيل، فالمحاصيل الاستراتيجية قبل الأزمة بات إنتاجها عسيراً وتوقفت أو دُمرت معاملها مثل محصولي القطن والشوندر السكري، وبالتالي لن تكون استراتيجية إلا بعد وقت طويل لأن إعادة بناء المعامل يحتاج لإمكانات كبيرة أو أن يتم تصديرها خاماً وهذا يتنافى مع مفهوم المحصول الاستراتيجي. لا شك أن محصول القمح لن تغيّر كل الظروف والمعطيات من استراتيجيته ولكن يمكن أن نُضيف إليه محاصيل أخرى تُنتجها سورية كالزيتون والحمضيات والتبغ والصويا لأهميتها للغذاء والصناعة وتشغيل اليد العاملة واعتماد شريحة كبيرة عليها في الدخل. الصويا محصول زراعي مهم جداً ويمكن أن يكون بديلاً للقطن أو الشوندر السكري لأكثر من سبب فهو مهم لقطاع الدواجن ويمكن تصنيعه وإنتاج الزيوت كما أن معامله موجودة في سورية بإمكانيات كبيرة. اليوم أهم معاناة لقطاع الدواجن تتعلق بالأعلاف التي تشكل 70 % من تكلفة الدواجن وبالتالي التوجه نحو اعتماد محصول الصويا محصولاً استراتيجياً أمر مهم لحماية قطاع الدواجن الذي يؤمّن 80 % من البروتين الحيواني لغذاء السوريين إضافة لكونه يؤمّن فُرص عمل ودخل لأكثر من مليوني شخص. قطاع الدواجن بحاجة لإنقاذ عاجل بعد أن خرج قسم كبير من المنتجين من العملية الإنتاجية ومنها جهات عامة وبتنا نسير باتجاه استيراد البيض والفروج إن لم نوفر الدعم لهذا القطاع المهم والحيوي والاستراتيجي، وزراعة الصويا خطوة مهمة وأساسية في إنقاذ قطاع الدواجن وإن كانت أبعد من مرحلة الطوارئ العاجلة التي لا تحتمل تأجيلاً لأكثر من أيام قليلة. سورية بلد زراعي بامتياز ويمكن أن نضيف إنه صناعي زراعي ولكن ذلك يستوجب تغيير الخطط ومعايير التصنيف والأهمية والعمل على ما هو كامن في أرضنا من خيرات وثروات وفق نظرية البقاء للأفضل في كل الظروف. |
|