|
نافذة على حدث لم يتزامن عيد الكذب المتعارف عليه في الأول من نيسان مع انعقاد مؤتمر مايسمى «أصدقاء سورية» في اسطنبول من باب المصادفة البحتة أو الساخرة إذ إن هؤلاء الأصدقاء لم يتركوا الكذب وشأنه حتى في يوم عيده. فمنذ أكثر من سنة وسورية تتعرض لأبشع أنواع الكذب والدجل الإعلامي والسياسي والدبلوماسي. ومنذ أكثر من سنة أيضاً تسلل الإرهاب إلينا ونهش الأمان والاستقرار السوري تحت جناح الافتراء وذريعة حقوق الإنسان وسقطت دماء شهدائنا الأبرار ضحية النفاق السياسي. وطعنت «ديمقراطيتهم» سورية في ظهرها فكان مكان الطعنة خير دليل على الغدر والخديعة. أما اليوم فيصل أعداء سورية ذروة كذبهم في مؤتمراتهم وزيف مبادراتهم ومابين تلك الذروة والحقيقة السورية ينقسم العالم وتهوي العجوز الأميركية عن عرش القارات الخمس وتصعد قوى أخرى تعيد للنظام العالمي توازناته وأقطابه المتعددة ليشكل الثقل السوري معيار تلك التوازنات، وهنا قد تبدو مهمة المبعوث الأممي لسورية كوفي عنان شاقة في ترقيع الفجوة الدولية الكبيرة التي شكلها الحدث السوري والتي تبدو واضحة من طوفان ملف سورية على المؤتمرات والقمم العربية والعالمية والاختلافات حوله. ففي الأمس القريب كانت دمشق في قمة أولويات قمتين، قمة بريكس وقمة الجامعة العربية واستنفر رجالات السياسة في العالم مابين القمتين يترقبون مصير أهدافهم من خلال مصير الملف السوري، وبينما سجلت القمة الأولى نجاحاً بدا واضحاً في مستوى التمثيل والحضور ووضوح القرارات أثبتت القمة العربية أن الجامعة أصبحت في الهاوية. وليس على حافتها، وفاحت من قراراتها رائحة التفسخ العربي والتي لايبدو أنها ستزول قريباً إذا ما استمرت الجامعة العربية في تخبطها وتبعيتها الغربية وقيودها التي كبلها بها زعماء دول التعاون الخليجي الذين غابوا عن قمة بغداد نظراً لظروف انعقادها وتحديدها سقفاً لحقدهم فادخروا سمومهم تجاه سورية لينفثوها في مؤتمر «الصداقة الخائنة» في اسطنبول بعد أن اصطفوا ملوكاً وأمراء عبيداً أمام سيدة الخارجية الأميركية كلينتون يتلقون التعليمات ويقدمون الطاعة ويزرعون مزيداً من الدروع الصاروخية الأميركية بينهم. في عيد الكذب لو تصح التهنئة لاحتجنا نحن السوريين إلى العديد من البطاقات والجوائز التي نوزعها ونوجهها وقد يكون سؤال بمن نبدأ هو الأصعب والأكثر حرقة. هل نبدأ بذوي القربى من العرب لتحطيمهم رقماً قياسياً في النفاق بالندب على الدم السوري؟ أم نبدأ بالجار الذي جار وطعن في الخاصرة فكانت تركيا هي الأكثر احترافاً في تسديد الطعنات والأكثر رشاقة في الرقص على الحبال بدعوى حقوق الإنسان؟ قد نحار بأولوية توزيع بطاقات التهنئة لكن كأس الكذب والنفاق لاينازع أحد أميركا عليه خصوصاً فيما يتعلق بنشرها للحرية وحملها لواء الديمقراطية، أما لوكان للغباء السياسي عيد فأنا أؤكد أن جميع بطاقات التهنئة سيحصدها زعماء الخليج وقد لاتكفيهم؟ |
|