تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرنسا وجهاً لوجه مع الإرهاب

الفايننشال تايمز
ترجمة
الأحد 1-4-2012
ترجمه : غادة سلامة

بعد الحادثه الأخيرة التي استهدفت مدرسة يهودية في فرنسا وكانت حصيلتها سبعة قتلى وعدداً كبيراً من الجرحى، تنظيم القاعدة يعد الفرنسيين بالمزيد .

فقــد بات مــن الواضـــح في الفترة الأخيرة تنامي الفكر المتطرف في المجتمع الفرنسي 0فالفرنسيون باتوا يضيقون ذرعا بالإسلاميين المتواجدين على أراضيهم ويتمنون طردهم من فرنسا وبالمقابل هناك تشدد من قبل المسلمين القاطنين في فرنسا الذين أصبحوا يعانون الأمرين في ظل مجتمع أوروبي متعصب يربط الإسلام بالإرهاب 0 وها هي فرنسا تجد نفسها اليوم وجها لوجه مع الإرهاب خاصة بعد أحداث تولوز التي هزت فرنسا وهزت عرش الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الذي يقود حملة انتخابية لإعادة انتخابه مرة ثانية رئيسا لفرنسا 0هذه الحادثة الأخيرة شكلت تحديا كبيرا لساركوزي ولحكومته التي لاقت الكثير من الانتقادات في الفترة الأخيرة فالجريمة التي أودت بحياة سبعة أشخاص وهم طلاب في مدرسة يهودية في مدينة تولوز الواقعة في جنوب فرنسا أثارت المجتمع الفرنسي والرأي العام الأوروبي ضد سياسة ساركوزي .‏

ورغم علامات الأسى والحزن التي تجلت على وجه ساركوزي أثناء تشييع ضحايا الحادث الإرهابي الذي طال المدرسة المذكورة حيث كان من بين القتلى ثلاثة أطفال إلا أن ذلك لم يشفع له لدى الشعب الفرنسي .‏

ساركوزي أجرى اجتماعا في قصر الاليزيه مع بعض القاده الإسلاميين الموجودين في فرنسا بالإضافة لوجود بعض القادة اليهود في الاجتماع المذكور حيث دعا ساركوزي الجميع التوحد معا لمواجهة الإرهاب والحركات الإرهابية المتطرفه كما انه وجه رسالة للمجتمع الدولي لملاحقة تنظيم القاعدة ومحاربة أعضائه أينما وجدوا كما طلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته تجاه مكافحة الإرهاب .‏

الشرطة الفرنسية التي ألقت القبض على منفذ العملية الإرهابية الذي اعترف بتلقيه تدريبا في معسكرات تنظيم القاعدة في باكستان وافغانستان وان استهداف مدرسة يهودية في تولوز رسالة موجهه لفرنسا من اجل سحب قواتها من أجل افغانستان ومشاركتها في القوات العاملة ضمن حلف الناتو والتي أثارت حفيظة المسلمين خاصة بعد الحادثة الأخيرة التي أججت مشاعر المسلمين وهي حادثة انتهاك الحرمات الإسلامية وتدنيس القرآن الكريم وهي رسالة انتقاد لسياسة فرنسا الخارجية والتي فشلت فشلا ذريعا بشهادة الفرنسيين أنفسهم وهو فشل لسياسة ساركوزي وسياسة حكومته وحتى لو تجرأ ساركوزي وسحب قوات بلاده من افغانستان فان ذلك لن يفيده في شىء فهو بات يفشل المرة تلو الأخرى وأصبح شخصا غير مرغوب به في قصر الاليزيه حسب استطلاعات الرأي الاخيرة.‏

خاصة بعد تقدم منافسه هولاند عليه في المرحله الثانية من الانتخابات الفرنسية وبالرغم من محاولة ساركوزي استرضاء واستمالة اليهود عندما ظهر في مراسم تشييع ضحايا العمل الإرهابي الذي تبناه تنظيم القاعدة حيث بدا وكأنه يحمل هموم الدنيا على رأسه وعلامات الحزن والأسى بدت واضحة على محياه ورغم وعود ساركوزي بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه استباحة الأرض الفرنسية إلا أن المحللين السياسيين توقعوا خسارته في الانتخابات التي ستجري في الشهر المقبل فالاشتراكيين الفرنسيين وزعيم حزبهم هولاند يقفون لساركوزي بالمرصاد ويحملونه مسؤولية العملية الإرهابية الأخيرة وجلب البلاء لفرنسا ولشعبها بسبب سياساته وسياسة حكومته الخاطئة والمتعثرة فهو الذي أوقع فرنسا بأكثر من ورطة وأكثر من مشكلة ولذلك فهو سيحصد نتيجة أفعاله السيئة لان هولاند زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي أصبح قاب قوسيين أو أدنى من قصر الاليزيه.‏

 بقلم جيمس بوكسل‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية